الأديب الكوردي عزالدين مصطفى رسول: عائلة الأسد ذات أصول كوردية من خانقين

24-03-2023
الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد و المؤرخ الكوردي عز الدين مصطفى رسول متحدثاً لرووداو
الرئيس السوري بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد و المؤرخ الكوردي عز الدين مصطفى رسول متحدثاً لرووداو
الكلمات الدالة سوريا بشار الاسد عز الدين مصطفى رسول
A+ A-
رووداو ديجيتال

كشف المؤرخ والمفكر الكوردي الراحل عزّ الدين مصطفى رسول، في مقابلة خاصة اجراها مع شبكة رووداو الإعلامية ان عائلة الرئيس السوري بشار الأسد ذات أصول كوردية تعود بجذورها الى قضاء خانقين في ديالى.
 
وروى المؤرخ الكوردي اسرار وتفاصيل حصرية عن رحلة رافق بها الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني، خلال تسعينيات القرن الماضي، الى سوريا، التقى فيها مع عائلة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
 
وقال: "خلال عام 1993 او 1994، سافر الصديق مام جلال الى سوريا وأخذني معه الى جانب مجموعة اشخاص بارزين في الاتحاد الوطني الكوردستاني، وفهمت ان كان له قصد، وقد قمت بإيفاء قصده بدمشق في لقاءات معينة، كان ذلك قبل الاقتتال الداخلي المشؤوم".
 
واضاف "ذات يوم قال لي سنذهب الى اللاذقية هناك سمكة خاصة في بحر اللاذقية لنأكلها. أحد الأخوان الذين كانوا معنا، كانوا يقولون انه يحب الأكل، يأخذنا الى اللاذقية من أجل أكل سمكة. فقلت ان هذا مام جلال انا اعرفه لديه عمل اخر".
 
وتابع: "ذهبنا ونزلنا في فندق شيراتون، اكلنا سمك صغير بدون عظام، وبعد تناولنا الغداء اخبرنا باننا سنذهب الى منزل الاستاذ جميل، شقيق الرئيس حافظ الأسد"، مشيرا الى انه "سمعت انه الشقيق الأكبر وكبيرهم في العائلة، كان معلماً وقد أصبح حينها عضوا في البرلمان. زرنا منزل الاسد وهناك عرفت قضية".
 
جميل الأسد يكشف سرا عن عائلته
 
كنا هناك جالسين أربعة فقط، جلال طالباني والى جانبه جميل الأسد وابن جميل الأسد وأنا، كنا اربعة فقط في اللقاء. سألت بصوت خافت ابن جميل الأسد: يقولون انكم قادمين الى سوريا من سنجار.. اجابني بصوت بارز فقال: لا لا لا. فقلت له اذا من اين انتم؟ سمعني الاستاذ جميل الأسد، قال له ابنه يسألني ان كنا قادمين من سنجار، فقال لا نحن بالأساس كاكائية من خانقين. 
 
واوضح المؤرخ الكوردي "هناك من يسمونهم العلويون، وبعض القنوات تتحدث عنهم على انهم شيعة، هم ليسوا من الشيعة. الاستاذ جميل قال نحن كاكائيين والكاكائية دين وليس بمذهب"، مضيفاً: "هناك كثير من المثقفين لا يعرفون ان الكاكائية دين يسبق الإزيدية ايضاً، ولديهم كتاب مقدس يسمّى (سرنجام)، هم لا يعطونه لغير الكاكائيين حفاظاً على دينهم وخوفاً من اتهامات الديانات الاخرى".
 
وحسب المؤرخ الكوردي، ذكر شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ان عائلته "كان لها اسم آخر، قدمت من خانقين الى سوريا واصبح اسمها عائلة الأسد".
 
إجراء دراسة
 
ذكر عز الدين مصطفى رسول خلال حديثه عن رحلته رفقة جلال طالباني، ان احدهم طلب منه خلال لقائهم إجراء دراسة عن الكتاب المقدس للكاكائيين (سرنجام)، لكنه رفض ذلك لصعوبة الأمر بسبب احتفاظ الكاكائيين بكتابهم وعدم اعطائه لآخرين، كذلك لعدم اعترافهم بانهم يتبعون دينا مستقلاً، منوهاً الى ان "هم يؤمنون بما يسمّى الـ (دونا دون) اي الروح الخالدة تنتقل من جسد الى جسد آخر، سواء كان لنبات او حيوان او انسان آخر او طفل. الروح الخالدة هي اساس عقيدتهم وهو دين كوردي بالاساس، لأن سرنجام هو باللغة الكوردية".
 
عائلة الأسد تتعاطف مع الكورد
 
اشار المؤرخ والمفكر الكوردي في حديثه، الى تعاطف عائلة الرئيس السوري مع الكورد، وقدمت الكثير لهم، مستنكرا ما يجري من عمليات قتل وتخريب في مدينة حلب ونواحيها
 
وقال لرووداو: "نحن نحترم كل العقائد وكل الأديان، وفي اقليم كوردستان حرية اديان، دون التعدي على الديانات والعقائد الأخرى. لذا فإن بيت الأسد لديهم تعاطف مع القضية الكوردية وهذا موضوع آخر. مع هذا استنكر ما يجري في حلب وباقي المناطق من اعمال قتل وذبح، انها ليست من سمة هذا الزمان، لا أدري الى اين تسير سوريا وان كانوا سبيقون او لن يبقوا"ز
 
وأردف: "هذه عقيدتهم وانا احترم الكاكائيين الذين يسمونهم في العراق كاكائية وفي ايران يطلق عليهم أهل حق ويارسان، هم كورد وهذا أقدم دين كوردي نعرفه ومن بعده الإزيدية ثم الإسلام. لقد كان الإسلام متسامحاً مع كل هذه الاديان بعكس بعض التيارات التي نراها اليوم والتي تدّعي الإسلام. نحن نعتز بالكاكائية. وبيت الأسد قدموا للكورد، فالاتحاد الوطني الكوردستاني تأسس في دمشق ايام الرئيس حافظ الأسد".
 
عزالدين مصطفى رسول، ولد عام 1934 في حي "دركزين" في السليمانية. كان والده ملا مصطفى (شهرته صفوت) شاعراً ومثقفاً بارزاً، وترعرع في كنف عائلة متعلمة وكان جده (حاجي ملا رسول) أحد علماء الدين المعروفين وكانت كلمته مسموعة عند الملك ومسؤولي ذلك العهد.
 
وتوفي المؤرخ والمفكر الكوردي، الخميس (3 تشرين الأول 2019) عن عمر ناهز الـ 85 سنة.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب