الطب العدلي يفسر لرووداو سر عدم تحلل جثمان "العندليب الأسمر" عقب مضي 44 عاماً

24-01-2021
شيرين أحمد كيلو
الكلمات الدالة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ
A+ A-

رووداو ديجيتال

أكد محمد شبانة، نجل شقيق المطرب المصري الراحل، عبدالحليم حافظ الملقب بـ"العندليب الأسمر"، عدم تحلل جثة عمه رغم مضي 44 عاماً على وفاته.

و روي "شبانة" تفاصيل عدم تحلل جثة العندليب، قائلاً: "بعد أخذ الموافقات المطلوبة من دار الإفتاء، توجهت لنقل جثث الراحلين من عائلتي وهم والدي وعمي، من خلال خبراء ومهندسين، نظراً لتسرب المياه إلى مدافن مقبرة البساتين التي يرقدون فيها، وحين نزل شيخ المسجد ومرافقيه إلى القبر، تأكدنا إن الصخور منعب تسرب المياه لمدفن العائلة، إلا أنهم طلبوا مني النزول ورؤية ما شاهدوه داخل المدفن".

ويضيف شبانة خلال لقاءٍ تلفزيوني، "نزلت إلى المدفن، لأتفاجأ برؤية عمي الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وكأنه يغط في نومٍ عميق، لم تكن الأجزاء الظاهرة لجثمانه قد تحللت، بل كان كما هو بشعره الأسود وملامحمه السليمة كما لو كان قد توفي للتو".

وأعرب شبانة عن سعادته برؤية عمه من جديد، عقب وفاته، حيث أنه كان صغيراً حين وافت العندليب المنية، ولم يذكر أي تفاصيل حول نزع الكفن ورؤية ما تبقى من جسده، إذ أنه شوهد فقط وجهه، وفق رواية شبانة.

الخبيرة في الطب العدلي، والأستاذة في كلية الطب، ديلمان آزاد حسن، قالت لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "لا يوجد أي إثبات طبي حول بقاء جثة دون تحلل كل تلك السنوات، إلا إنه قد يؤثر مكان الدفن تبعاً لبرودته، والتأثيرات البيئية الأخرى".

وأضافت أنه "عادةً ما يتحلل أي عضو من أعضاء الجثة، وفق وقتٍ محدد، وأن الشعر يبقى طويلاً دون تحلل"، وهذا ما يفسر كلام شبانة عن بقاء شعر وحاجبي الراحل عبدالحليم حافظ على حاله مدة 31 عاماً.

وكشف شبانة عن طرح مذكرات صوتية للعندليب قريباً، يذكر فيها أسباب عدم زواجه من سعاد حسني وبدايته معها، وقصص حبه جميعاً، وعلاقاته ببليغ حمدي وعبد الوهاب وغيرها، معزياً تأخر نشر الصوت لتنظيفه ليكون واضحاً وتظهرالحقائق كاملةً للناس.

يذكر أن الراحل عبد الحليم حافظ، (21 حزيران 1929 - 30 آذار 1977)، مغني مصري. اسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة. ولد في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ويوجد بها السرايا الخاصة به والآن تحتوي علي بعض المتعلقات الخاصة.

والعندليب هو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعليا. توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة. 

وكان يلعب حليم مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته. ولقد قال مرة أنا ابن القدر، حيث أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية.

 وكان حليم الابن الرابع وأكبر إخوته هو إسماعيل شبانة الذي كان مطرباً ومدرساً للموسيقى في وزارة التربية. التحق حليم، بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد؛ ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلّى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.

التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943. حين التقى بالفنان كمال الطويل, كان عبد الحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة. ثم قدّم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأوبوا عام 1950.

تقابل مع مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر. اكتشف عبد الحليم شبانة الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة.

وفقاً لبعض المصادر فإن عبد الحليم أُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، في حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا أسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعموماً فإن هناك اتفاقاً أنه غنّى (صافيني مرة) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقّي هذا النوع من الغناء الجديد.

ولكنه أعاد غناء "صافيني مرة" في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، ثم قدّم أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحاً ساحقاً، ثم أعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقّب بالعندليب الأسمر.

قدم عبد الحليم أكثر من مئتين وثلاثين أغنية. وقد قام مجدي العمروسي، صديق عبد الحليم حافظ، بجمع أغانيه في كتاب أطلق عليه " كراسة الحب والوطنية...السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ " تضمنت غالبية ما غنى عبد الحليم حافظ. وما يلي هو جزء من أغانيه.

رغم الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها عبد الحليم حافظ، لكن هناك عدداً كبيراً من أغانيه لا يعرفها كثير من الناس، والسبب الحقيقي لهذا هو أن هذا الإنتاج الإذاعي لا يتم إذاعته وهو مملوك للإذاعة المصرية مثل باقي إنتاجه وهذا السبب نتج عنه شيء من الندرة وتم الاعتقاد أنه تراث مجهول ولكنه معلوم لكثير من المؤرخين والإذاعيين المصريين المخضرمين وقد قدمت الإذاعة بعضاً منها من خلال برنامج منتهي الطرب مع ابراهيم حفني وساعة طرب إعداد وإخراج سيد عبد العزيز علي موجات اذاعة الاغاني، وإذا حسبنا عدد الأغاني التي قدمها في الأفلام سواء بالصوت والصورة أو بالصوت فقط إضافة إلى الأغاني المصورة في التلفزيون نجد أن عددها يمكن أن يصل إلى 112 أغنية تقريباً، وهذا العدد لا يكاد يشكل نصف عدد أغانيه البالغة حوالي 231 أغنية في المتوسط، كما أننا لم نأخذ في الحسبان الأغاني التي هي بحوزة بعض أصدقاء عبد الحليم، والتي هي غير متاحة للتداول التجاري.

أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد سببه مرض البلهارسيا، وكان هذا التليف سبباً في وفاته عام 1977م وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956م عندما أصيب بأول نزيف في المعدة وكان وقتها مدعواً على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف.

الأطباء الذين عالجوه في رحلة مرضه: الدكتور مصطفى قناوي، الدكتور ياسين عبد الغفار، الدكتور زكي سويدان، الدكتور هشام عيسى، الدكتور شاكر سرور، ومن إنجلترا الدكتور تانر، الدكتورة شيلا شارلوك، الدكتور دوجر ويليامز، د.رونالد ماكبث، ومن فرنسا د.سارازان فرنسا.

كانت له سكرتيرة خاصة هي الآنسة سهير محمد علي وعملت معه منذ 1972 وكانت مرافقته في كل المستشفيات التي رقد فيها.

المستشفيات التي رقد فيها بالخارج: مستشفى ابن سينا بالرباط (المغرب)، وفي إنجلترا: مستشفى سان جيمس هيرست، ولندن كلينك، فيرسنج هوم، مستشفى كنجز كولدج (المستشفى الذي شهد وفاته)، «سالبتريد» (باريس).

توفي يوم الأربعاء في 30 مارس / آذار 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاماً، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملاً معه التهاب كبدي فيروسي فيروس سي الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعائه مما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبد الحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي. حزن الجمهور حزناً شديداً حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع.


تم عرض فيلم روائي بعنوان حليم في شهر يوليو تموز عام 2006 وسط دعاية ضخمة ومن إنتاج عماد الدين أديب وشريف عرفة وكان من إخراج شريف عرفة أيضاً، قام بدور البطولة فيه الممثل المصري المشهور أحمد زكي الذي توفى بعد انجاز 90% من الفيلم، كما قام بدور عبد الحليم في مرحلة الشباب ولده هيثم أحمد زكي.

كما تم تصوير وإنتاج مسلسل العندليب حكاية شعب والذي يروي سيرة عبد الحليم حافظ إضافة إلى الأحداث التي مرت بها مصر خلال فترة وجوده منها قيام الثورة المصرية، وصعود جمال عبد الناصر، والحرب مع إسرائيل. قام بتمثيل دور الراحل عبد الحليم حافظ الممثل شادي شامل الذي فاز في مسابقة على شاشة إم بي سي تسمى العندليب من يكون كانت قد أقيمت للعثور على ممثل شاب يشبه بصورة كبيرة المغنى الأسطورة وفي مقدوره أن يؤدى دوره على شاشة التلفزيون. الفنان شادي صور مسلسل (العندليب حكاية شعب) ونجح فيه ومثل معه نخبة من الفنانين الكبار مثل (عبلة كامل وكمال أبو رية). الكاتبة نوره ولكن رغم هذا فإن المسلسل لم يكن قويا كما كان متوقعا فقد اهمل الكثير من التفاصيل المهمة في حياة عبد الحليم وانتقده النقاد بشده لضعف أدائه الفني وتغيير بعض المجريات من قصة حياته.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب