رووداو- أربيل
نساء وأطفال، من كل الأعراق والألوان، يركبون عباب البحر، في رحلةٍ أقرب إلى مغامرة نحو المجهول، ما يجمعهم الآن في خانة واحدة بأرقام مختلفة تسميتهم بالمهاجرين.
ما أن تواردت الأنباء أن السلطات التركية لن تعيق عبور المهاجرين نحو أوروبا، حتى بدء المئات بالتوافد على ولايتين تركيتين على الحدود التركية مع اليونان، وذلك في ظل تصاعد حركة النازحين من مناطق مختلفة من أرياف محافظة إدلب السورية نحو الحدود مع تركيا نتيجة اشتداد قصف الأطراف المتنازعة على مناطق مدنية في المحافظة.
ومنذ ساعات الليل، توجهت جموع من المهاجرين، والذين قد لا تنطبق عليهم تسمية غير النظاميين، فهم هذه المرة لم يختبؤوا من خفر السواحل أو يتخفوا من حرس الحدود التركية ، إلى ولاية أدرنة شمال غربي تركيا ليبدؤوا المسير نحو المناطق الحدودية، حيث لأدرنة حدود مع كل من اليونان وبلغاريا.
وسار المهاجرون على شكل مجموعات، نحو القرى الحدودية، انطلاقاً من أماكن مختلفة في الولاية، بدءاً من منتصف الليل نحو هدفهم المنشود حالمين أن يحطوا رحالهم أخيراً في إحدى دول الإتحاد الأوروبي علهم يحظون أخيراً ببعض الراحة والأمان، بعد ما كابدوه من مشقة الحرب من خوف وفقر وتشرد.
المهاجرون ليسوا سوريون فقط فبينهم إيرانيين وعراقيين وباكستانيين ومغاربة، وأفارقة، وهم ينتظرون حدوث تطور يتيح لهم العبور إلى اليونان.
وشُهد تدفق المهاجرين ازديادا ملحوظا في ساعات صباح اليوم حيث شرعوا في القدوم إلى أدرنة بالحافلات وسيارات الأجرة.
من جهتها حاولت الشرطة اليونانية السبت ردع آلاف المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور الحدود مع تركيا باستخدام القنابل المسيلة للدموع، فيما رمى بعضهم الحجارة باتجاه قوات الأمن.
ووقعت هذه المواجهات عند نقطة بازاركول الحدودية بعدما أعلنت تركيا الجمعة أنها لن تمنع بعد اليوم المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، وقد قضى الآلاف منهم ليلتهم عند الحدود.
بالاسلاك الشائكة، والغاز المسيل للدموع استقبلت اليونان عابريها الجدد وسط تهديدات بعدم التهاون في منعهم من دخول البلاد.
اللاجئون الذين تحينوا فرصة فتح الحدود التركية أمامهم للخروج، ربما عليهم الآن الإنتظار طويلاً أمام حدود دول أخرى غير مهيئة لاستقبالهم، وبهذا قد يكونوا فقدوا بوصلة العودة إلى تركيا الغاضبة على المجتمع الدولي إزاء صمته عن ازمتها في إدلب لتستخدمهم ورقة للضغط قد تكون ورقتها الأخيرة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً