رووداو ديجيتال
عندما تصبح الحرب ضيفاً غير متوقع يطرق أبواب المنازل الهادئة، لم تعد الحياة كما كانت. الفيلم الوثائقي "ثلاث سنوات من الحرب" الذي أنتجته شبكة رووداو الإعلامية ليس مجرد إحصاء لأيام الحرب، بل هو رحلة مؤثرة إلى أعماق الحياة التي يعيشها الشعب الأوكراني.
الفيلم، من كتابة وإخراج دلنيا رحمن، يفتح نافذة على العالم الذي لا تنقل عنه الأخبار سوى العناوين الرئيسية.
كاميرا أحمد عمر، ترافق الكلمات، لتأخذنا إلى شوارع وأزقة أوكرانيا المدمرة؛ خاصة في شرق البلاد، في مدن مثل كراماتورسك، سلوفيانسك، تشاسيف يار، وكونستانتينيفكا، التي تفوح منها الآن رائحة البارود والحزن، بدلاً من الحياة المليئة بالسلام والسعادة التي كان يعيشها الناس فيها سابقاً.
الفيلم الوثائقي لا يروي قصة الحرب من وجهة نظر وسائل الإعلام وكبار المسؤولين في أوكرانيا والعالم، بل يصغي إلى همسات المدنيين الذين هم أكبر الضحايا.
زوجان يمسكان بأيدي بعضهما البعض داخل منزلهما الذي تضرر بفعل القصف؛ المشاهد تظهر مشاعر الحب العميق بين زوجين توشك الحرب على تدميرها.
الفيلم هو رحلة عبر الأصوات غير المسموعة في أوكرانيا الحزينة، صوت فلاديسلاف اليائس الذي يشعر أنه ينتظر الموت، مع تحذير جندي متعب بالقرب من باخموت يطلب من فريق رووداو عدم التقدم أكثر قائلًا: "سوف تُقتلون". هذا هو الصوت الحقيقي للحرب؛ صوت ينبع من الخوف واليأس.
بوتشا؛ هي الجرح الأعمق في هذه المأساة. مدينة تحيي ذكرى 509 من ضحايا الحرب بنصب تذكاري، وبجانب النصب، أصبحت كنيسة المدينة معرضاً مفتوحاً لصور أولئك الذين رحلوا بسبب الحرب، لم يعد بالإمكان سماع أصواتهم أو رؤية وجوههم مرة أخرى.
قصة امرأة أصيبت بالاكتئاب بعد فقدان زوجها، لكن ولادة حفيدها تصبح شعلة جديدة في حياتها، وهذا يوصل رسالة مفادها أنه حتى في أحلك الظلمات، يمكن للأمل أن يزهر وتنبثق حياة جديدة في وجه الجميع.
في النهاية، في كييف الجميلة والجريحة، التي لاتزال سماؤها تحت التهديد المستمر للطائرات بدون طيار، يعزف أربعة شبان على آلة "الباندورا" الشعبية، وهي آلة موسيقية أوكرانية تشبه العود والجنك. العزف ليس مجرد لحن، بل هو أمل في السلام وصرخة لعودة الحياة.
"ثلاث سنوات من الحرب" لوحة فنية حزينة ومليئة بالأمل، قام بمونتاجها بروا عمر، وسجل الصوت نياز محمد، والدوبلاج جوتيار قهرمان، والغرافيك آشتي حميد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً