رووداو- ستوكهولم
"الأسواق الشرقية" التي تبيع المنتوجات الغذائية الشرقية، بدأت كتجربة، وظهرت تسمية "السوق الشرقي" إلى جانب السوق الهندي والباكستاني والصيني منذ ثمانينيات القرن الماضي.
هذا السوق يتنافس اليوم مع العلامات التجارية الأوروبية، ويقول تاجر كوردي إن "المنافسة ليست سهلة".
يقف عدد من التجار الكورد السويديين وراء هذه التجارة ومن خلال عدد من الباعة والتجار من ذوي رؤوس الأموال غير الكبيرة، ويقول تاجر مواد غذائية كبير: "إذا ساعدتنا حكومة إقليم كوردستان، نستطيع تسويق المنتجات الغذائية لكوردستان هنا".
التاجر الكوردي بلين أحمد سعيد، الذي يدير مع أخوته سوق (الأخوان) في حي (فيخو) وينافسون الأسواق المعروفة في مجال تجارة الأغذية، يقول: "سر عملنا يكمن في الأغذية الشرقية، مثل البهارات التي نبيعها، حيث أن لها نفس طعم بهارات كركوك، وكذلك اللحم والصمون".
ويضيف: "نحن نبيع لحماً طعمه كطعم لحم الحمل الصغير، وهذا لا يجذب الأجانب وحدهم بل يجذب أيضاً السويديين في هذه المنطقة".
آلان سعيد، بائع آخر يدير سوقاً معروفاً في منطقة شيستا التي يقطنها الأجانب في ستوكهولم، يقول: "لدينا ثمانية أصناف من الرز الشرقي وأكثر من 15 صنفاً من الشاي، وعشرة أصناف من الخضروات، إضافة إلى الكوارع الجاهزة والكبة المجمدة".
بدأت زراعة وإنتاج الخضروات والفاكهة الكوردية في السويد أول الأمر من خلال قيام البعض بزراعة الحدائق الخاصة الصغيرة التي تؤجرها البلديات للفقراء والعاطلين عن العمل، ويقول آلان سعيد: "هناك ثمانية من هؤلاء الأشخاص يزودوننا يومياً بالخضروات، فنضيف عليها بعض الربح ونبيعها من جديد، والطلب الأكثر هو على السلق والكرفس وورق العنب، وكله من إنتاج الكورد المقيمين هنا".
توجد في ثمانية من كبرى أسواق ستوكهولم أسواق من هذا النوع تعتمد على هذا النوع من المنتجات، ويقول هيوا سيد، الذي يعمل في تجارة الأطعمة الشرقية بين السويد وفنلندا: "كنت أنقل الرز والشاي واللحم وبعض الخضار من هنا وأبيعها في فنلندا، وقد توسع عملنا ونستورد الخضروات من هناك، لأنها سهلة البيع وعليها طلب كبير، وأحياناً نستورد اللحم الطازج".
قلة هم الذين لم يبتاعوا بضاعة من سوق إدموند في أوبسالا، أو خولة شيستا أو سلام كوردة أو جليل ودلير في العاصمة السويدية، أو لم يسمعوا بها، هؤلاء قسم من التجار الكورد السويديين الذين قاموا بتنمية السوق الشرقي.
هناك اسمان معروفان: كوردة وقبلة حلال، اللذين تتوفر منتجاتهما في الأسواق السويدية المعروفة كـ(إيكا وفيليس)، وهما من كورد إقليم كوردستان الذين أصبحوا من أصحاب الملايين المعروفين في السويد ولهم تأثير في سوق تلك البلاد.
يقول المدير الإداري لعلامة قبلة حلال: "جئت إلى السويد في 1991، كان لأخي الأكبر محل صغير مع شريك له، وخلال عشر سنوات أصبحنا نملك ثلاثة معامل كبيرة لإنتاج اللحم على مستوى السويد وأوروبا".
يمكنك العثور على منتج غذائي لعلامة (كوردة) في أي سوق سويدي، ومالك العلامة كوردي سويدي اسمه (سلام كوردة) وقليلون هم الكورد السويديون الذين لم يسمعوا هذا الاسم، فقد أسس في الثمانينيات من القرن الماضي أول سوق شرقي في السويد. يعمل الرز والشاي والأجبان والوجبات الجاهزة والبقوليات والبهارات وغيرها.
لكن سوقه لم تعد موجودة ويستثمر في أسواق أخرى، ويعتز دائماً بأنه بتمتع بتأثير ككوردي سويدي ويحلم بأن يوصل منتجات كوردستان إلى الأسواق الأوروبية.
لم تستطع العلامات التجارية السويدية الانتصار على الأسواق الشرقية، ويقول سلام كوردة: "ارتفاع الطلب على المنتجات الشرقية، أرغم العلامات التجارية السويدية على التوجه نحو هذه المنتجات، وتباع منتجاتي أكثر من غيرها في كثير من مراكز التسوق".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً