رئيس جمهورية دونيتسك لرووداو: هدفنا حدود دونيتسك السابقة وتم تحرير 48 منطقة

15-03-2022
كاميز شدادي
الكلمات الدالة اوكرانيا دونيتسك رئيس جمهورية دونيتسك
A+ A-

رووداو – دونباس 

أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية الديمقراطية دنس بوشیلین ان هدفنا الرئيس هو بلوغ حدود محافظة دونيتسك السابقة التي هي حدود جمهورية دونيتسك الشعبية، مضيفا ان تلك الأرض التي شهدت في العام 2014 الاستفتاء على استقلال جمهوريتنا.


وقال بوشیلین في مقابلة اجرتها شبكة رووداو الإعلامية، انه " يمكنني القول الآن إن 48 منطقة وقرية تم تحريرها. العملية مستمرة. لا تزال هناك مدن كبيرة ومناطق سكنية يجب أن تحر"، مضيفا انه "نسجل انتصارات مشهودة يومياً، وهدفنا الرئيس هو بلوغ حدود محافظة دونيتسك السابقة التي هي حدود جمهورية دونيتسك الشعبية".

أدناه نص المقابلة:

رووداو: شكراً جزيلاً على قبولكم طلبنا في هذه الأوقات الصعبة لإجراء حوار معكم. الحرب تجري بضراوة حالياً، ولهذا أريد أن أسأل أولاً عن المساحة التي سيطرت عليها قواتكم من أراضي جمهورية دونيتسك منذ بداية هذه العملية، وكم منها كان خارج سيطرتكم؟

دنس بوشيلين: يمكنني القول الآن إن 48 منطقة وقرية تم تحريرها. العملية مستمرة. لا تزال هناك مدن كبيرة ومناطق سكنية يجب أن تحرر. تجري الآن استعدادات عاجلة لتحرير مدينة ماريوبول. الوحدات المسلحة للعنصريين محتشدة هناك في الغالب. وحدات النازيين الجدد تلك ضمن القوات المسلحة الأوكرانية، تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية، الأمر الذي يؤثر على سرعة تقدمنا. مع ذلك، عملية التحرير مستمرة. نسجل انتصارات مشهودة يومياً، وهدفنا الرئيس هو بلوغ حدود محافظة دونيتسك السابقة التي هي حدود جمهورية دونيتسك الشعبية ومحددة في دستورنا. تلك الأرض التي شهدت في العام 2014 الاستفتاء على استقلال جمهوريتنا.

رووداو: بصفتكم رئيساً للجمهورية، ما هي الصعوبات التي تواجهكم في عملية خلق الظروف الجديدة الحياتية في المناطق التي أصبحت تحت سلطتكم؟

دنس بوشيلين: بالتأكيد نقوم بإيصال الاحتياجات الضرورية جداً لسكان المنطقة، كالغذاء واللوازم الطبية وخاصة الأدوية للمستشفيات وأعمال ترميم المباني. بصورة عامة تفتقر المناطق المحررة كلها إلى الكهرباء والماء والغاز. فالعدو عندما يتقهقر يعمد إلى قطع كل خطوط الكهرباء، ويقصف المناطق التي كان يتواجد فيها من قبل، وهكذا يتم تدمير كل المباني والعمران، يتم تدمير مساكن الأهالي والمباني الإدارية. علينا أن نعيد بناء كل هذا من جديد. بعد تحرير المدن، نحاول في البداية أن ينهي منتسبو الأمن أعمالهم، بعد ذلك تنتقل الأمور كلياً إلى السلطة المدنية.

رووداو: هل تتولى قوات جمهورية دونيتسك مهمة السيطرة على مناطقكم فقط، أم أنها تشارك في القتال في الجبهات الأخرى أيضاً إلى جانب القوات الروسية؟ وكيف هو التعاون بين قوات الجانبين؟

دنس بوشيلين: تشكل التعاون الكامل منذ البداية. لأن تحرير أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين يجري ضمن إطار عملية خاصة وبدعم من الجيش الروسي. كذلك، عندنا واجب مشترك يجري تنفيذه من خلال التعاون المشترك. مثلاً في مطلع شهر آذار، وصلنا إلى حدود زاباروجيي وهناك التقت وحداتنا مع وحدات الجيش الروسي.

في المناطق الأخرى، ترسل بعض مواطنينا المجندين لتأمين الأمن في المناطق التي تم تحرير قراها ومدنها وأصبحت تحت سيطرة القوات الروسية.

رووداو: لنعد قليلاً إلى الوراء. هل كنتم تتوقعون تدشين عملية واسعة بهذه الصورة؟ وهل كنتم مستعدين لهذا الهجوم؟ أم أن الأمر كان لمجرد ممارسة الضغط، حيث أنكم كنتم تعيشون ثمانية أعوام في ظل ظروف وقف إطلاق النار؟

دنس بوشيلين: من المؤسف أن وقف إطلاق النار خلال الأعوام الثمانية لم يكن كاملاً. كان خصومنا يستغلون كل فرصة لتغيير حدودنا، وواصلت أوكرانيا على مدى هذه الأعوام الثمانية هجماتها ضدنا. لا شك أن ذلك كان يضعنا في حالة تأهب مستمرة. كانت استعداداتنا نتيجة لكون أوكرانيا قادرة على مهاجمتنا في كل وقت. الأدلة والمعلومات التي حصلنا عليها كانت تشير إلى أن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا في يوم 8 آذار. ليس مهاجمة دونباس لوحدها، بل مهاجمة القرم الروسية أيضاً. أنا ونظيري في جمهورية لوغانسك، طلبنا العون من روسيا الاتحادية، وجاء رد الرئيس الروسي فورياً وفي الوقت المناسب. تم تنفيذ تلك العملية الخاصة في 24 شباط. في الواقع، أنقذت هذه العملية حياة الآلاف من البشر وحياة سكان دونباس. لأنه لو نفذت أوكرانيا مخططها لأوقعت إبادة جماعية.

رووداو: من جانب آخر، تستمر المحادثات، وتحدد شرط معينة. كيف يا ترى سيكون وقف إطلاق النار، أم أن السيطرة على كييف هدف رئيس؟

دنس بوشيلين: قدر تعلق الأمر بنا، الهدف الرئيس هو أن نبلغ حدود جمهوريتنا الدستورية. أما القسم الآخر من أوكرانيا، فإن شروط وقف إطلاق النار مذكورة وبكل وضوح. هذه الشروط نفسها موجودة في جدول أعمال المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. ما نلمسه نحن هو أن أوكرانيا لا تريد التعامل مع هذه الشروط. الشروط سهلة وبسيطة، يجب نزع سلاح أوكرانيا، أي انتزاع كل الأسلحة التي تمثل تهديداً منها، يجب تجريد أوكرانيا من النازية وفرض حظر على العنصريين، ومنع تمجيد المتعاونين مع ألمانيا النازية من قبيل بانديرا وشوخفيج وغيرهم من الشخصيات سيئة الصيت. يجب الإقرار بالقرم كجزء من الأراضي الروسية، يجب الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وبالحدود السابقة لمحافظتي دونيتسك ولوغانسك. أي الاعتراف بالحدود الدستورية لهما. كذلك على أوكرانيا أن تعلن حياديتها، أي أن تتخلى عن خططها للانضمام إلى ناتو. كلها واضحة وسهلة للغاية. إن تم تنفيذ كل الشروط، لن تكون هناك أي حاجة لاستخدام السلاح ومواصلة القتال.

رووداو: هل أن أعداد قتلاكم المدنيين والجنود كبير مقارنة بشراسة وسعة مدى الحرب؟

دنس بوشيلين: في الحرب الأخيرة وحتى الآن، سقط 17 من مواطنينا المدنيين ضحايا. منذ 17 شباط عندما أعدت أوكرانيا العدة لشن هجوم. وإن لم أكن مخطئاً هناك 152 جريحاً. أما عن ضحايانا في صفوف الجيس، فعندنا ضحايا وجرحى وليست هناك حرب بلا ضحايا.

رووداو: لو عدنا إلى سؤال لماذا لم يتم على مدى الأعوام الثمانية الأخيرة التوصل إلى حل سياسي لهذه الأزمة ومن أين جاءت ضرورة إعلان الاستقلال، هل كان هذا الحراك قائماً منذ تشكيل الدولة الأوكرانية أم أن أسباباً استجدت وشكلته؟

دنس بوشيلين: هنا يجب أن نتحدث عن المرحلة التي تفكك فيها الاتحاد السوفييتي وظهرت دول جديدة. في أيام الاتحاد السوفييتي كانت دونباس تعد إقليماً روسياً. أما في عهد أوكرانيا والتحول إلى الأوكرانية شيئاً فشيئاً، أقدموا أولاً على تحويل كل الوثائق إلى أوكرانية. ثم كانت 50% من برامج التلفزيون بالأوكرانية فقط، التعليم في المدارس كان باللغة الأوكرانية فقط. كان يجري قمع كل شيء روسي، الأدب الروسي والثقافة الروسية، ونحن كنا نرفض ذلك. بدأت نقطة الانكسار في العام 2014، عندما وقع الانقلاب في أوكرانيا، الانقلاب العسكري. آلت السطة إلى النازيين الجدد، وبدعم من الكتاب الأصوليين في المجتمع. حينها صدر القرار لأول مرة على مستوى عال، أي من البرلمان، وتم حظر اللغة الروسية. اللغة التي ولدنا معها، وتحدثنا بها، ونفكر بها، ونحلم بها. أزالوا هذه اللغة وحظروها. بعد ذلك عمدوا إلى تمجيد المتعاونين والعملاء لألمانيا النازية واتخاذهم أبطالاً. أولئك من قبيل بانديرا وشوخفيج وزملائهما، الذين ارتكبوا خلال الحرب العالمية الثانية التعذيب والمجازر ضد مواطنينا. أولئك لا يمكن أن يكونوا أبطالاً، هذا ليس مقبولاً عندنا. أبطال الحرب العالمية الثانية عندنا هم آباؤنا وأجدادنا. إن أخذنا فقط بعدد مواطني جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين أعلنتا فيما بعد استقلالهما مضطرتين، فإن هناك أربعة ملايين إنسان. العدد كبير، أما إذا أخذنا بعدد كل الروس والناطقين بالروسية في الجنوب والشرق فإن العدد يتضاعف مرات. عوضاً عن الحوار، دشنت أوكرانيا في 15 نيسان عملية مكافحة إرهاب. أنجزنا نحن الاستفتاء على الاستقلال في 11 أيار. كان ذلك بالنسبة لنا ضرورة اضطرارية. نحن لم نكن نرى لنا وجوداً في أوكرانيا الجديدة، التي ظهرت بعد تظاهرات الميدان. لم يعد لنا فيها مكان. العملية التي كانا قد بدأت لم تكن لمكافحة الإرهاب، بل كانت عملية عسكرية أوكرانية تستهدف مواطنيها.

بعد ذلك بادرت ألمانيا وفرنسا، وروسيا بالتأكيد، للدعوة إلى الحوار، فكانت النتيجة هي اتفاقية مينسك، التي استطاعت إيقاف الحرب الساخنة لفترة. لكنها رغم ذلك عجزت عن خلق سلام دائم. لماذا لم تنفذ أوكرانيا اتفاقيات مينسك؟ لم لم تؤد ما كان عليها؟ لأن أوكرانيا فقدت سيادتها بعد انقلاب العام 2014. أوكرانيا ليست مستقلة تماماً، أوكرانيا دولة يوجهها مالكوها من الخارج ويخبرونها بما يجب أن تفعله وكيف تفعله. أوكرانيا تحولت إلى الدولة التي يستغل ناتو أراضيها للاقتراب من الحدود الروسية، وهذا يستتبع خطر اندلاع حرب واسعة النطاق ضد روسيا، يمكن أن تقربنا من حرب عالمية ثالثة، ويمكن أن تتحول إلى الحرب التي تنهي البشرية. هنا كان لزاماً أن يكون لروسيا رد فعل. فأبدت روسيا رد فعلها.

رووداو: كما تعلمون، أجرت شعوب أخرى في العام 2017 الاستفتاء على الاستقلال. مثلاً إقليم كوردستان في العراق وإقليم كاتالونيا في إسبانيا، والإقليمان تعرضا بعد الاستفتاء للحصار، وأميركا وأوروبا اللتين كانتا تعدان سنداً للكورد، لم تقرا باستقلال كوردستان. كذلك الحال مع كاتالونيا. إلى ماذا كان سيؤول مصير استفتائكم لولا المساندة الروسية؟ وكيف ترون مستقبل استقلال دونباس؟

دنس بوشيلين: في البداية، وبعد الانقلاب العسكري، الذي تبعته عمليات جديدة، خاصة استفتاءا جمهوريتينا، المساندة التي تلقيناها كانت من الشعب، من الشعب الروسي، أكثر من كونها من السلطات الروسية، لماذا؟ لأننا أيضاً روس. الإنسان الروسي، لا يستطيع الصمت والوقوف جانباً عندما يرى الظلم. لهذا، وفي هذه الفترة، تلقينا الدعم منهم، الدعم الإنساني، والدعم السياسي لعملية اتفاقيات مينسك. لم يتركونا وحيدين. ليس في مواجهة أوكرانيا وحدها، بل في مواجهة الدول الغربية أيضاً، تلك التي كانت تعادي وجودنا.  على مدار صيف العام 2014، عندما كان يجري تدمير قرانا ومدننا، وتسويتها بالأرض، وإبادة أهاليها المدنيين، التزمت الدول الغربية جميعاً الصمت. دعني أخبركم بأنه خلال ثماني سنوات من الحرب، قتل 14 ألف مدني على أراضي جمهوريتينا. في جمهورية مينتسك الشعبية وحدها سقط 91 طفلاً ضحايا. لم تتحدث الدول الغربية في إعلامها عن هذه الأحداث بأي شكل، وكأنه لم يكن يجري أي شيء هنا. هذه هي الدول الغربية. أما لماذا لم يعترفوا باستقلال كاتالونيا وكوردستان؟ أنظر، هؤلاء يستخدمون كل الأمم الأخرى لخدمة مصالحهم. أما آراء ومطالب الشعوب الأخرى فلا تهمهم ولا تعني لهم شيئاً. هؤلاء إما أن يحتلوا أراضيهم، أو ينظرون إليها كمستعمرات لهم، ومن خلال مصالحهم فقط.

رووداو: هل ترون أن من حق الكورد أن يناضلوا في سبيل الاستقلال؟

دنس بوشيلين: تعلمون أن ميثاق الأمم المتحدة يضم مادتين متناقضتين، كتبت الواحدة منها بعد الأخرى. الأولى: حق الشعوب في تقرير مصيرها. المادة الأخرى: سيادة الدول ووحدة أراضيها وحدودها. أي من هاتين المادتين هو الأساس؟ أنا أرى أنه ينبغي أن تقرر الشعوب وأن يكون حق الشعوب في تقرير مصيرها هو الأساس. هذه رؤيتي وفهمي الخاص. أنا أرى أنه لو أخذ بآراء ومطال البشر والشعوب كأساس، وليس المصالح الاقتصادية للدول، لكان النظام العالمي أكثر عدالة.

رووداو: هل تخططون للاتحاد مع جمهورية لوغانسك أو مع القرم، فقد قلتم إن قواتكم ووحدات الجيش الروسي التقت في الجنوب عند خط زاباروجي؟

دنس بوشيلين: أنظر، هذه المسألة ليست قيد البحث حالياً. أود أن أذكر بأن روسيا ليست الوحيدة التي أقرت باستقلالنا بل أن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا أيضاً أقرتا بنا، ولدينا تفاهم مع الجمهورية العربية السورية بشأن الاعتراف باستقلالنا. هناك الدول التي تؤيد روسيا. مثل كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وجمهورية وسط أفريقيا ودول أخرى. نحن نعمل معهم على الإقرار باستقلالنا. لهذا نترقب لنعرف إلى أين ستمضي الأمور. ومهما كان فلن يعود العالم كما كان في السابق. الهيستيريا التي يشهدها العالم اليوم موقتة. وفوق كل ذلك سياسة العقوبات على روسيا وغيرها. أما عن خططنا في جمهورية دونيتسك الشعبية مع جمهورية لوغانسك، فإن العمل الأهم لنا الآن هو بلوغ حدودنا الدستورية. بعدها سنتحرك في إطار رأي ومطالب شعبنا. سنفعل ما يناسبنا. في البداية سننظر لنرى ماذا سيكون مصير القسم الباقي من أوكرانيا. هل تستطيع أوكرانيا البقاء مع سياسة نظام كييف العقيمة غير البناءة الحالية أم لا؟ أم سيكون هناك تأسيس جديد على هذه الأرض. لكن الشيء الوحيد الذي أستطيع أن أقوله لك واثقاً هو أننا سبنذل كل ما في وسعنا لنكون قريبين من روسيا، هذا لن يتغير.

رووداو: على أي حال، في أوكرانيا الجديدة التي أشرتم إيها، هل من المحتمل أن تبقوا مع أوكرانيا الجديدة تلك، أم ستبقون بالتأكيد مع روسيا؟

دنس بوشيلين: ليس معلوماً بعد ما الذي سيحدث لأوكرانيا، لكنني أستطيع أن أضيف أنه من المعلوم والواضح أنه سيتم نزع سلاح أوكرانيا، وسيتم تجرد أوكرانيا من النازيين. حسب نتائج هذه الأمور، سنتخذ نحن قرارانا المناسب. والعملية الخاصة لا تزال مستمرة حالياً.


رووداو: حسب رأيكم، هل هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الحرب الشرسة إلى خلق عداء بين الروس والأوكرانيين؟

دنس بوشيلين: أنا أقول لكم إن دونباس كانت دائماً إقليماً متعدد القوميات. هناك 130 قومية مختلفة تعيش هنا. دونباس منطقة صناعية وعدد سكاتها كبير، منذ زمن بعيد. لم تظهر أي خلافات قومية هنا. كل القوميات تتصرف هنا وفقاً لمبادئ التعاضد والتعايش. لأن الجميع يعملون في الصناعات الثقيلة، في مصاع الفحم والمناجم، وكل شخص بحاجة إلى مساندة الآخرين. لهذا أرجو أن يكون هذا أساساً لجزء المتبقي من أوكرانيا أيضاً.

الأوكران والروس شعب واحد، كل شخص يدرك هذا جيداً. أنتم لا تستطيعون الفصل بينهم في العلن ولا في السر، ولا حسب التربية، ولا التاريخ المشترك ولا المعايير الأخرى. باستثناء السنوات الثماني الأخيرة، التي شهدت محاولات لتغيير الوضع، وكانت محاولات من الخارج. تلك المحاولات لا حظ لها في النجاح. أعتقد أن الوضع سيتغير الآن، فأوكرانيا وبيلاروسيا وروسيا مضطرة لتكون معاً. فمعاً فقط يستطيعون الصمود في وجه الهجمات الخارجية.

رووداو: إلى أي مدى تكفي إمكانيات دونباس لتنمية اقتصادها وتحسين المستوى المعيشي لشعبها بدون دعم روسيا التي تفرض عليها الآن عقوبات مشددة؟

دنس بوشيلين: دونباس منطقة صناعية، إضافة إلى الثروات التي تحت أرضها وقدراتها الصناعية، فإن الثروة الأعلى قيمة لدونباس هي ثروتها البشرية هؤلاء الذين يريدون ويستطيعون العمل من أجل ازدهار وتنمية بلدنا العظيم. أنا أتحدث عن تقدم روسيا العظيمة. يمكنني أن أقول واثقاً إن إمكانيات دونباس تكفيها، خاصة بعد أن نبلغ جميع الحدود الدستورية لجمهورية دونيتسك الشعبية.

رووداو: في الأخير، أود أن أسمع منكم الذي تستطيعون قوله للمشاهدين الكورد، في مجال نضالهم التحرري وعن مساعيكم الحالية؟

دنس بوشيلين: في هذا السياق، اختيار التحالف الصحيح مهم جداً، لأن ذلك له دور مهم للغاية في هذه العملية طويلة الأمد. نحن الآن نجد روسيا وسلطاتها تؤدي كل ما عليها من مهام. خاصة في مجال السياسة الخارجية. هي تفي بتعهداتها دائماً لكي يلتزم شركاؤها بتعهداتهم. لهذا يجب التعاون مع الدول التي عندها سياسة واضحة ومعلومة والتعاون معها يقوم على أساس المصالح المشتركة. الدول الغربية، وبضمنها أميركا وبريطانيا، أظهرت أنها لا تلتزم بتعهداتها، واليوم نرى نتائج ذلك من خلال ما يجري في العالم. نحن نرى أن الحرب في سبيل مصادر الطاقة مستمرة ولا تراعى مصالح الدول والشعوب الأخرى، بما فيهم الكورد.

رووداو: أعود وأكرر، ما هي رسالتكم للكورد؟

دنس بوشيلين: اختاروا الأصدقاء والدول الصحيحة، التي ينبغي أن تقيموا العلاقات معها والتي ستساعدكم في المستقبل.

رووداو: شكراً جزيلاً.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب