رووداو - باريس
وصف الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو الاسبوعية الساخرة خلال اجتماع لموظفيها في السابع من الشهر الحالي، بأنه الاكثر دموية في فرنسا منذ 40 عاما، إذ أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم رئيس التحرير واربعة رسامي كاريكاتور واصابة 11 آخرين بجروح.
وشارلي ايبدو، هي صحيفة ساخرة أسبوعية، تصدر في باريس، صدر العدد الاول منها في عام 1970 وتقطع اصدارها ثم توقفت وأعيدت مرة أخرى عام 1992، موضوعاتها الرسوم والتقارير والمهاترات والنكات، وتنشر مقالات عن اليمين المتطرف والكاثوليكية والإسلام واليهودية والسياسة والثقافة وغير ذلك.
وأثارت هذه الصحيفة الجدل في عام 2011، عندما نشرت رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، ما تسبب في إطلاق النار على مكاتبها الواقعة في منطقة الدائرة العشرين في باريس، كما تعرض موقعها الإلكتروني للاختراق، وفي السنة التالية، نشرت سلسلة من الرسوم الكرتونية الساخرة عن النبي، كما نشرت صور كاريكاتورية عن زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابوبكر البغدادي.
وقال رئيس المركز الفرنسي الكوردي للتحليلات العلمية في باريس، لؤي جاف "عندما سمعت بالخبر شعرت برغبة في البكاء، لأنهم كانوا اشخاصا محبين للانسانية بعيدين عما يتم وصفهم به، أنا مسلم واصلي، وهم لا يشكلون مشكلة لي، كنت اعرفهم في صحيفة شارلي واجريت اتصالات معهم، إنه عمل ارهابي ولا يمت للاسلام بصلة".
يشار إلى أنه في أحد اعداد شارلي ايبدو، نشرت الصحيفة مقالا عن الكورد، عبرت فيه عن دعمها للكورد في قتالهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وقال رئيس نقابة الصحفيين الدولية، مايكل ستانستريت "إننا نتظاهر ضد ذلك العمل الارهابي الذي ارتكب ضد صحفيي شارلي ايبدو، ونعبر عن تضامننا معهم، ونطالب بحرية التعبير".
وقتل في الهجوم 12 شخصا، وهم: الرسامين جان كابو، وستيفان شاربونييه، وبرنار فيرلاك، وفيليب أونوريه وجورج فولينسكي، والاقتصادي برنار ماري (العم برنار)، والمصحح مصطفى أوراد، والمحللة النفسانية والكاتبة إلزا كايا، وضيف أسرة التحرير ميشال رونو، وكذلك عامل النظافة فريديريك بواسو، والشرطيين أحمد مرابط، وفرانك برينسولارو.
وشهدت فرنسا مسيرات في جميع مدنها، حضرها حوالي 50 من قادة العالم، وشارك فيها ثلاثة ملايين و700 ألف شخص، منهم مليوني متظاهر في باريس وحدها، حمل جميعهم شعار "أنا شارلي"، تعبيرا عن دعمهم للصحيفة وتضامنهم مع الصحفيين.
وأعلنت الصحيفة أنها ستصدر اليوم الأربعاء، عددا جديدا وعلى صفحته الرئيسية رسما كاريكاتوريا للنبي محمد يذرف دمعة، وحاملا لافته كتب عليها “أنا شارلي”، وفي أعلى الغلاف عبارة “كل شيء غفر”، وقال موزعو الصحيفة إنهم سيقومون بطباعة ثلاثة ملايين نسخة، وبـ16 لغة للقراء في جميع انحاء العالم.
ويرى المسلمون أن تصوير النبي محمد يشكل "إساءة كبيرة" لهم، إلا أن المحللين يتوقعون أن يسجل العدد الجديد مبيعات قياسية قد تصل إلى مليون نسخة، علما أن حجم المبيعات السابقة لم يكن يتجاوز 60 ألف نسخة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً