فنلندا.. شاب كوردي يحوّل بقايا القهوة إلى حطب

12-07-2025
رووداو
الكلمات الدالة فنلندا القهوة
A+ A-
رووداو ديجيتال

رغم ازدياد وتيرة الحروب وتراجع الحديث عن البيئة والطاقة النظيفة، لا يزال هناك من يؤمن بأهمية هذه القضايا ويواصل العمل من أجلها. من بين هؤلاء، شاب كوردي أكمل دراسته في فنلندا وتمكّن من اكتشاف فكرة مثيرة للاهتمام.
 
بَهيز كريم، شاب كوردي من مدينة السليمانية، يعمل حالياً على مشروع بيئي مهم في فنلندا يهدف إلى تحويل بقايا القهوة، وهي من أكثر النفايات التي يتم التخلص منها في هذا البلد، إلى مصدر طاقة نظيف باستخدام علم "الاقتصاد الحيوي".
 
يقيم بَهيز في العاصمة الفنلندية هلسنكي حيث يدرس هندسة البيئة، وكان ضيفاً في برنامج "دياسبورا" لرووداو، وكشف أن المشروع يحمل اسم "مخلفات القهوة بنسبة 7% ومكونات قابلة للتحلل البيولوجي"، ويهدف إلى تقديم حل عملي لمشكلة التخلص من تفل القهوة بتحويله إلى وقود صديق للبيئة.
 
وتحدث الشاب الكوردي عن رحلته قائلاً: "أنا من منطقة شاربازير. ولدت في السليمانية. غادرت إلى خارج البلاد لغرض الدراسة، قضيت عاماً في ألمانيا، ثم قُبلت في إحدى جامعات فنلندا، وأقيم هنا منذ نحو 6 سنوات".
 
يصف بهيز تخصّصه الذي يجمع بين هندسة البيئة والاقتصاد الحيوي، قائلاً: "مجالنا يتمحور حول كيفية إعادة استخدام النفايات والمواد المستهلكة ومنحها حياة جديدة".
 
كيف وُلدت الفكرة؟
 
تُعد فنلندا من بين أكثر الدول استهلاكاً للقهوة في العالم، حيث تشير الإحصاءات إلى أن كل فنلندي يستهلك ما يقارب 12 كيلوغراماً من القهوة سنوياً، مما ينتج عنه كميات كبيرة من المخلفات التي تُرمى يومياً.
 
وأشار بهيز إلى أن فكرة المشروع انطلقت من مشروع جامعي، موضحاً: "طُلب منا في الجامعة إعداد تصور لمدينة مثالية لا تُهدر فيها أي نفايات، بل يُعاد استخدام كل شيء. وخلال البحث، لاحظنا أن فنلندا التي لا يتجاوز عدد سكانها 5.5 ملايين نسمة، تستهلك كميات هائلة من القهوة ويُهدر جزء كبير من مخلفاتها".
 
ومن هنا قرر بهيز وفريقه العمل على هذه المشكلة وابتكار حل مستدام لها.
 
"حطب الوقود"
 
يرتكز المشروع على جمع بقايا القهوة من المقاهي والمطاعم والمنازل، ومن ثم معالجتها بطرق ميكانيكية وكيميائية بسيطة لتحويلها إلى نوع من الوقود الصلب يُشبه "حطب الوقود" أو ما يُعرف بـ(Pellets)، ويُستخدم في التدفئة.
 
بهيز كريم أشار إلى رغبته في "جمع هذه المخلفات ومنحها حياة جديدة"، فبدلاً من أن تكون عبئاً على البيئة، "تحوّل إلى مصدر نظيف للطاقة يمكن أن يكون بديلاً جيداً للوقود التقليدي".
 
يأمل هذا الشاب الكوردي في توسيع مشروعه مستقبلاً وتحويله إلى عمل تجاري واسع النطاق، ليس في فنلندا فحسب، بل في أي مكان آخر يواجه تحديات مماثلة. وكما يقول: "هذه مجرد البداية، وستسمعون المزيد من الأخبار قريباً".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب