حرق دار العجزة في بالتيمور يقضي على آمال الكثيرين

04-05-2015
رووداو
الكلمات الدالة بالتيمور تظاهرات
A+ A-

 رووداو - بالتیمور 

اجتمع اعضاء كنيسة بابتيست في جنوب بالتيمور في ولاية ماريلاند، للنظر إلى بقايا دار العجزة التي كانوا قد شيدوها بمبلغ 16 مليون دولار، للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة الفقراء في تلك المدينة، والتي احرقت من قبل المتظاهرين يوم الاثنين الماضي.


وفي الغالب تعود أسباب التظاهرات التي عمت المدينة من أقصاها إلى أقصاها، إلى المعاملة السيئة للشرطة والتمييز العنصري وانعدام فرص العمل.

ويقول القس في كنيسة بابتيست في شرقي المدينة، دونتي هيكمان، إن "هناك حالة كبيرة من الملل بسبب اللاعدالة، الناس يشعرون بأن لا احد ينصت اليهم، ولا وجود للعدالة والمساواة للفقراء في المدينة".

وجاءت التظاهرات في اعقاب اعتقال شاب في الخامسة والعشرين من عمره، فريدي غراي، على أيدي الشرطة، ثم توفي نتيجة جروح أصيب بها في حادث لم تعرف طبيعته مع رجال شرطة، وأعقب جنازته اندلاع أحداث عنف، وانتشر المحتجون على الشوارع وأحرقوا المباني والمحال والعجلات، مما اضطر حاكم الولاية إلى اعلان حالى الطوارئ وحظر التجوال. 

ويضيف القس هيكمان "لا شي أصعب من الموت، لكنني اعتقد أنه يرفع الستار عن الفضائع التي تقع في مدينتنا منذ فترة طويلة، واعتقد أن مقتل غاري يساعدنا على أن نكون أقوياء، وأن نشد العزم على الحياة التي نريد بنيانها".

وبحسب المسؤولين، فإن 1700 عنصر من الحرس الوطني منتشرون في شوارع بالتيمور، لمساعدة الشرطة في تأمين الاستقرار والامن في المدينة، وأصيب حتى أكثر من 20 شرطيا، واعتقل عشرات المتظاهرين.

لكن هيكمان عبر عن تفاؤله بأن "التظاهرات قد تدفع المسؤولين إلى دراسة المشاكل وحلها، إذ أن مجرد توجيه اصابع اللوم لا يحل المشاكل، بل سيكون سببا في نشر بلاء كهذا، هكذا ارى كيفية حل المشكلة من جذورها".

ويطالب ملقي الخطب في تلك الكنيسة، السلطات باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه، عبر الاستثمار في المدينة، قائلا "لقد آن الاوان ليقوم عمدة بالتيمور وحاكم الولاية بتكثيف جهودهما، والرئيس وكل الذين في السلطة، للاستثمار في مجتمعنا".

وكان المبنى المحترق قد اكتمل بناء 60% منه، وضم أماكن لرقود المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل للاهالي في الداخل، وكان مقررا افتتاحه في خريف هذ العام ليأوي 60 كهلا.
 
ويعيش آرثر وليام البالغ 56 عاما، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، في ذلك الحي من عام 1968، وكان اسمه مدرجا في قائمة الذين سيتم ايواؤهم في دار العجزة، لكنه فقد الامل بالكامل عندما شاهد المبنى وهو يحترق.

ويقول وليام "كان اسمي مدرجا ضمن قائمة مستلمي السكن في ذلك المركز، لكنني فقدت الامل الآن"، مشيرا إلى أن في فترة طفولته شهدت المنطقة ذاتها تظاهرات يومية في ستينيات القرن الماضي.

ويضيف "حياتي هنا، في اثناء اندلاع تظاهرات عام 1968، كنت ارى التظاهرات هنا، لم تكن والدتي تسمح لنا بالخروج، التظاهرات كانت جزءا من حياتي".

وقال المسؤولون في الداخل إنهم يفهمون عدم الرضى الذي يبديه الاهالي، مشيرين إلى أن ضعف الأوضاع الاقتصادية هو السبب الرئيسي في تنظيم التظاهرات.

ويقول السيناتور الديمقراطي، جوان كارتر، الذي يمثل قاطع 43 ماريلاند، إن "الوضع الاقتصادي سيء جدا، هم بحاجة إلى التدريب ووضع البرامج، من المؤلم تعرض مدينة بالتيمور لعمليات حرق ونهب".
 
وتقول الطالبة مايكا آرتس، البالغة 25 عاما، إنها غير متفائلة لأن البعض استغلوا التظاهرات لمصلحتهم الشخصية، وبدأوا بالنهب وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة، مثل مبنى دار العجزة الذي كانت الغالية من تشييده تحسين أوضاع الناس.
 
وتضيف أن "الناس كانوا يقولون يجب أن لا تغضبوا من تدمير المملتكات العامة، كان والدي يذهبان إلى هذه الكنيسة، كيف لا نغضب لتدمير الممتلكات العامة؟، فهذه كنيستي وهذه منطقتي ومجتمعي". 

 وتوضح آرتس أن "الدار كانت لأجل تحسين حياة الناس، لم يكن فيها محال لبيع الخمور أو مواد اخرى، شيد المركز للمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة كمنزل لهم، كشيء لمساعدة هذا الحي".

ويرى الكثير من أعضاء ذلك المجتمع ان مشاكل اليوم هي وليدة مدة طويلة من البطالة والامية الممتدة من جيل إلى جيل، مشيرين إلى أن المستثمرين والشركات يلجأون إلى العمالة الخارجية، وهو ما يرفع نسب البطالة في المدينة.

وبالتيمور، مدينة غالبية سكانها من السود أو الافارقة الامريكيين، وهي تبعد 64 كيلومترا عن العاصمة واشنطن، وقد يكون مقتل الشاب سببا في نشوء التظاهرات، لكن 25% من سكان المدينة بلا عمل.

ويقول كيفن واكنس، البالغ 51 عاما، وهو يعمل في البناء وحاليا يدرس في الجامعة، إن "سبب اندلاع هكذا امور في هذه المدينة هو عدم منح الفرص للناس، الكثير من الابواب مغلقة"، مستطردا "الشباب لا يملكون مكانا للذهاب اليه، ولا يوجد اي عمل لهم، اصحاب الشركات يستقدمون العمال من الخارج، ولا يمنحون فرص العمل للشباب هنا".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب