رووداو - اربيل
"إنه ليس سرطاناً على الإطلاق"، هكذا قررت لجنة دولية من الأطباء بشأن ورم الغدة الدرقية الذي طالما كان يُشخص كورم سرطاني، وبذلك يكونون قد أسقطوا رسمياً التصنيف السابق للمرض، وسيكون آلاف المرضى بمنأى عن إزالة الغدة الدرقية، والعلاج باليود المشع، والخضوع لفحوصات منتظمة لبقية حياتهم للحماية من الورم الذي لم يكن أبداً ليشكل تهديدا.
وبحسب الاستنتاجات والبيانات التي أدت إليها، ونشرتها صحيفة JAMA Oncology، أمس الخميس 14 أبريل/نيسان، فمن المتوقع أن يؤثر ذلك التغيير على نحو 10 آلاف مما يقرب من 65 ألف مريض بسرطان الغدة الدرقية في الولايات المتحدة فقط، كما من شأنه إحداث فارق هام للمُنادين بإعادة تصنيف بعض أشكال السرطان، بما في ذلك الآفات الحالية التي تُصيب الثدي والبروستاتا.
وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فقد قالت اللجنة إن الورم المُعاد تصنيفه هو كتلة صغيرة في الغدة الدرقية محاطة بالكامل بكبسولة من النسيج الليفي، وتشبه نواته الأورام السرطانية ولكن خلاياه لم تخرج من كبسولتها، والجراحة التي يتم إجراؤها لإزالة الغدة الدرقية بالكامل إثره، وما يليها من العلاج باليود المشع تُعد غير ضرورية وضارة.
وبذلك فقد أعادوا تسمية تشخيص الورم الذي كان يُدعى سابقاً "سرطانات الغدة الدرقية الحليمية" فأصبح يُدعى "الأورام الدرقية المسامية ذات النواة المشابهة للورم الحليمي"، أو "Niftp" أي أن كلمة "سرطان" قد أُزيلت من التسمية.
وقد قال العديد من خبراء أمراض السرطان إن إعادة التصنيف قد طال انتظارها، فعلى مدار سنوات كانت هناك مطالبات بالتراجع عن تشخيص الآفات الصغيرة بالثدي والرئة والبروستاتا وغيرها ليتم حذف مُصطلح "سرطان" من تسميتها.
وعلى الرغم من أنه سبقت إعادة تسمية المرحلة مبكرة لورم القناة البولية عام 1998، والمراحل المُبكرة من آفات المبيض وعنق الرحم قبل أكثر من عقدين من الزمن، فلم تقم مجموعة طبية بخلاف المُتخصصين بالغدة الدرقية بالتراجع عن التصنيف السابق.
"إن لم تكن سرطاناً فدعونا لا نُسميها سرطاناً"، هكذا يقول جون موريس، الرئيس المنتخب للجمعية الأميركية للغدة الدرقية أستاذ الطب في مستشفى مايو كلينيك، الذي لم يكن عضواً بلجنة إعادة التسمية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً