رووداو – أربيل
لا يتخيل عشاق الساحرة المستديرة ومتابعو الدوري الإسباني لكرة القدم "الليغا" فقدان بريقه الذي أسرهم على مدى عقود طويلة وتوارثته أجيال وراء أجيال حتى صار مورد متعة لكل ظامئ يعشق اللعبة.
وقد أثار نبأ المطالبة بانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا حالة من الرعب التي عبرت أيديولوجيا الساسة وتعقيداتهم بسرعة ميسي ورفاقه، إلى جغرافيا عشاق كرة القدم في العالم وخصوصاً عشاق برشلونة، الذين لا يتخيلون الليغا خالياً من عشيقهم الأزلي ونجومه وحماسة جماهيره.
ونظّم الإقليم مطلع أكتوبر الماضي استفتاءً من جانب واحد، للانفصال عن البلاد، اعتبرته مدريد "غير دستوري".
ونهاية الشهر ذاته، أعلنت الحكومة المركزية الإسبانية، عزل حكومة كتالونيا، ومدراء الشرطة المحلية عن مناصبهم، وتعيين وزراء لها، لتولي مهام حكومة الإقليم عقب حلها، في خطوة مضادة لإعلان الإقليم الانفصال من جانب واحد.
احتمالية فقدان الدوري الإسباني الذي نظمت فيه أعذب معلقات الغزل وأسر ألباب الملايين خاصة مواجهة الكلاسيكو بين الغريمين التقليديين برشلونة "البلوغرانا" ونادي العاصمة ريال مدريد "الميرنغي"، أبرز السؤال الأهم الفترة الحالية: هل تشهد ولادة دولة كتالونيا، نهاية للنادي العريق الذي عشقه العالم؟!.
ما أثار موجة الرعب في قلوب البرشلونيين ومحبي الدوري الإسباني وعشاق الكلاسيكو على وجه التحديد، هو ما أوردته الصحافة الإسبانية على لسان رئيس نادي برشلونة "جوسيب بارتوميو"، عندما قال: "إن على النادي وأعضائه المساهمين اختيار مسابقة الدوري التي سينافس بها الفريق في حال استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا".
وأوضح بارتوميو بعد اجتماع لإدارة برشلونة مؤخراً أنه "في حال الاستقلال، سيقرر النادي اختيار المسابقة التي سننافس بها، نمر بفترة صعبة ومعقدة فيما يتعلق بالمستقبل، لكننا سنتعامل بهدوء وحكمة".
ومما زاد من بلّة طين مخاوف عشاق الليغا الإسبانية، ما ذكرته الصحافة الإسبانية نقلاً عمّا ورد في قانون السلطات الرياضية الإسبانية التي هددت أندية برشلونة وإسبانيول وجيرونا الكتالونية، في حال الانفصال، بالاستبعاد عن البطولات الوطنية.
وهدّد رئيس الوزراء ماريانو راخوي باستبعاد أندية برشلونة وباقي أندية إقليم كتالونيا عن البطولات الإسبانية كافة في حال تقرير مصير الإقليم بالانفصال.
وكان وزير الرياضة الكتالوني جيرارد فيغيراس قد صرح ساخراً، أن بإمكان برشلونة اللعب في دولة أخرى إذا استقل الإقليم عن إسبانيا.
وأضاف أنه "في حال الاستقلال ستقرر أندية كتالونيا الموجودة في دوري الدرجة الأولى الإسباني أين ستلعب، ربما تبقى في الليغا وربما في دوري بلد مجاور مثل إيطاليا أو فرنسا أو حتى الدوري الإنجليزي".
وبعد التصريحات المتراشقة ظلت أيادي عشاق الدوري الإسباني على قلوبهم خلال الفترة الماضية خوفاً من خروج برشلونة من مشهد الليغا الذي طالما أسرت منافساته ونجومه وتداعياته الإعلامية، ألبابهم.
والخسارة الرياضية الأكبر في انفصال الإقليم ربما تكون في إلحاق ضربة قاضية بالدوري الإسباني الذي سيفقد بريق أقوى "كلاسيكو" على الأرض باعتبار أن الليغا يستمد قوته من هذا اللقاء المثير الذي تنتظره عشاق اللعبة في كافة أنحاء المعمورة قبل انطلاقه بأيام طويلة.
قال زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد: "لا يمكنني تصور الدوري الإسباني بدون برشلونة، لا يمكنني تصور ذلك، لطالما تصورت برشلونة جزءاً من هذا الدوري".
كما قال آل فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد: "لا أتخيل إسبانيا من دون إقليم كتالونيا ونادي برشلونة، خاصة بعد رغبة الإقليم في الانفصال عن إسبانيا"، مضيفاً: "لا أقبل فكرة عدم وجود برشلونة في الدوري الإسباني".
بدوره قال سيرجيو راموس قائد فريق ريال مدريد إنه "من الصعب رؤية برشلونة خارج الدوري الإسباني".
وفي هذا السياق تحدث المحلل الرياضي الإماراتي كفاح الكعبي، والمصري إكرامي متبولي المدرب السابق لفريق الصريح الأردني، واليمني بشير سنان رئيس تحرير موقع "الرياضي نت"، فيس تصريحات صحفية.
وقال الكعبي: "أنا عشت في إسبانيا وأعرف أن القانون الإسباني لا يسمح بانفصال أي إقليم بدون موافقة الدولة الاتحادية، وجزء من الكتالونيين يرفضون الانفصال، لذلك الحلم الكتالوني لن يكتمل في الأساس".
وأضاف أن "الدليل على ذلك، هو أن الأيام الماضية شهدت مظاهرات حاشدة في كتالونيا للمؤيدين ببقاء الإقليم مع اتحاد الدولة الإسبانية، كما أن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية يدعمان وحدة أراضي إسبانيا ويرفضان الانفصال".
وأعرب المحلل الرياضي الإماراتي عن حزنه في حال الانفصال بالقول: "بالطبع أنا لا أتخيل الدوري الإسباني بدون البرشا وإسبانيول وجيرونا، والبرشا بالتحديد، وإسبانيا إذا سمحت باستقلال كتالونيا فإن الباسكيين سيعلنون الانسحاب، وهناك أقليات أخرى أيضاً ستبدأ بالانسحاب".
ولم يخف المدرب المصري "متبولي" حزنه على تداعيات الأزمة الكتالونية، وقال: "فكرة الانفصال محزنة جداً في أي دولة أوروبية مثلما لا نقبلها في دولنا العربية، وهو الأمر الذي إن حدث، فسيعلن فقد الليغا للكثير جداً من قيمته الفنية والتنافسية التي تعشقها كل جماهير كرة القدم في العالم كما تعودنا منذ عشرات السنين".
وأضاف: "لن يبقي لريال مدريد منافساً تقليدياً يحافظ على القيمة الفنية العالمية العالية للدوري الإسباني حتى من الناحية التسويقية التي تشهد أسهمها ارتفاعاً باستمرار هذا اللقاء".
وأشار متبولي إلى أنه "علاوة على أن الدوري الإسباني سيفقد القيمة الفنية العالية بين نجوم كرة القدم الكبار الذين كنا ننتظر مشاهدتهم خلاله، وخصوصاً في كلاسيكو الأرض، إلّا أنه بهذا الإجراء سيعلن وفاته المحزنة والمؤلمة لكل عشاق كرة القدم في العالم بلا استثناء وهو ما لا نتمناه".
أما اليمني سنان فيقول: "من الصعب تخيل كرة القدم بدون كلاسيكو الأرض الذي يجمع قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد".
وأضاف أنه "في حال انفصال كتالونيا، سيفقد الدوري الإسباني أحد أهم عوامل شهرته، إضافة إلى الجوانب التسويقية الهامة التي ستضرب المنافسة الأكبر ربما في العالم اقتصادياً".
ولفت إلى أنه "من الصعب علي كمشجع كتالوني تخيل البرشا يلعب في منافسات الدوري الفرنسي، أو حتى دوريات قوية أخرى كالإنجليزي أو الإيطالي، الليغا إثارة ومتعة ارتبطت بقطبي الكرة الإسبانية برشلونة ومدريد، ودون ذلك ربما تصبح المنافسة أشبه بلعبة (البلايستيشن)".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً