عادات إكرام الضيف في الأنبار.. قَسم الطلاق.. ورفض بناء الفنادق والمضافات موجودة

22-01-2022
محمد التميمي
موقد ودلة- رووداو- الانبار
موقد ودلة- رووداو- الانبار
الكلمات الدالة الانبار اكرام الضيف
A+ A-

محمد التميمي- رووداو- الأنبار

يمتاز الشعب العراقي بصفة الكرم السائدة عند مواطنيه ومحافظاته بصور متفاوتة،  لكن بعض مناطقه وبالخصوص التي تطغى عليها الصبغة العشائرية تتفرد بالكرم أكثر من غيرها من مدن ومحافظات العراق، كون الطابع العشائري يميل للبقاء ضمن الموروث والعادات والتقاليد التي تعتبر الكرم مفخرة تتباها فيها العشائر فيما بينها.

شبكة رووداو الإعلامية زارت الانبار والتقت بوجهاء المدينة وتحدثت معهم عن عادات إكرام الضيف في هذه المحافظة، ورصدت وجود فندق واحد فقط في هذه المحافظة التي تبلغ مساحتها ثلث مساحة العراق تقريبا، لاستقبال الضيوف والسائحين، واستعلمت عن سبب ذلك.

وعن السبب قال الشيخ فوزي فتيخان شيخ عموم قبيلة البو ريشة لشبكة رووداو الإعلامية إن مشايخ المحافظة "يرفضون إقامة الفنادق في محافظتهم وبناءها"، مُجيبا عن سبب ذلك بالقول: "مضافاتنا موجودة، هي للاستضافة والخدمة، فلماذا الفنادق ووجودها، ، فكل ما يحتاج اليه زائرو محافظة الانبار موجود في مضافاتنا".

وأضاف ان الدولة احتجت على رفضنا للفنادق بالقول: نحتاج الفنادق لاقامة الندوات والمؤتمرات واستقدام المستثمرين الى المحافظة، لنوافق على بناء فندق واحد على مضض.

"هذا ارث ورثناه من ابائنا واجدادنا ولا يكلفنا هذا الشيء مطلقا وهذا واجبنا في خدمة الضيوف".

ومنع القائمون على المضيف شبكة رووداو من تصوير الولائم التي تقدم للضيوف عازين سبب رفضهم الى ان هذه الخطوة قد تفسر على ان البذل يهدف الى الرياء والتبجح، وبأن هذه القبيلة قدمت عدة اصناف وذبحت الخراف. وان هذه العادات ترجع الى الاعراف الموروثة والى الخلق والدين الاسلامي، لذلك لا يرتأون تصوير مايقدمونه لضيوفهم تحت ظل هذه الاسباب، وفقا لفارس سليمان أحد وجهاء قبيلة البو ريشة.

وعن سبب تقديم سفرة كبيرة من المأكولات تسع لـ50 شخصا، لضيوف لايتعدى عددهم 10 اشخاص، قال أحد وجهاء قبيلة البو ريشة مبارك حمد ذياب لرووداو إن "السبب يدل على كرم وضيافة العشائر، وهي عادات قديمة، تدل على إكرام الشخص القادم، حتى لو كان وحيدا".

وأضاف ذياب انه حتى "لو قدم شخص اخر وسفرة الطعام ممدودة يتم ذبح ذبيحة اخرى له، اكراما لقدومه ايضا".

مبينا ان "غالبية الاشخاص يرفضون ان تذبح لهم ذبيحة اخرى والاكل جاهز للضيف الذي سبقهم، فيشاركون مباشرة بالطعام، رغم الحاح صاحب المضيف عليهم ان ينتظروا لحين اكرامهم بذبح آخر".

ولفت الى ان 5% من الناس هم فقط من الذين يرغبون بوليمة اخرى رغم وجود واحدة قائمة، مضيفا ان هذه العادة شارفت على الانتهاء.

وجيه فخذ ال رزيج من قبيلة البو ريشة ثائر فهد تحدث عن بقاء هذه العشائر على عادة تناول الطعام في اليد اليمنى، ولماذا اختفت الملاعق والشوكات والسكاكين من موائدهم: "ان هذه عادة توارثناها فالشخص الذي يأكل بيديه يشبع بسرعة ويأكل اكثر، والشرع يحث على الاكل باليد".

ولفت الى ان الناس عندما "يأكلون في مائدة واحدة وقسم منهم يتناولون الطعام بإيديهم واخرون بالملاعق، سيشبع الذين يأكلون بأيديهم لانهم اسرع قبل الذين يأكلون بالملاعق مايسبب احراجا لهم، فيجبرون على ترك الطعام رغم عدم شبعهم"، وهذا سبب اخر للاكل باليد، وفقا لفهد.

وعن تمازج الحداثة مع العادات والتقاليد التي لا يرغب اهالي الانبار بتركها قال داوود أبو رامي وهو إعلامي من محافظة الأنبار، إن "العشائر مازالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها القديمة، ولكن بنفس الوقت عاصرنا الحداثة فالشباب من النساء والرجال من هو الطبيب والمهندس والمتخرجون من الجامعات والضباط، نحن نمسك العصا من المنتصف مع الحداثة والتطور لكن نبقى متمسكين بعاداتنا وتقالدينا".

وبشأن القسم الذي يلقيه اهالي الانبار على ضيوفهم "عليك الله الا تتغدى"، او "علي الطلاق اذا ما تتغدى"، اوضح يوسف حميد وهو احد وجهاء فخذ البو عبد الحميد من قبيلة البو ريشة أن هذا "القسم سار المفعول وبالفعل إذا لم يستجب الضيف للمستضيف يقع الطلاق".

وأضاف ان "الضيف بالتأكيد لايريد خراب البيت لك فإما ان يقضي عمله ويأتي اليك، واما ان يأتي مباشرة معك".

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب