لم تأت خمس سنوات من النجاح والتربع على قمة الهرم بين أفضل المؤسسات الإعلامية في الشرق الأوسط، وعلى رأس القائمة كأفضل مؤسسة إعلامية في كوردستان، من لا شيء، فلا بد أن تكون وراء كل ذلك قوة وعقلية.
هذه القوة ليست مستمدة من آبار النفط وأموال النفط كما يتهم البعض رووداو به، ولا من كونها صنيعة جهاز الاستخبارات التركي أو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كما يزعم آخرون، ولكن لا شك أنها تتلقى دعماً أكبر من كل ذلك.
إن نجاحها كله ليس مرتبطاً بما يقال عن أن نيجيرفان البارزاني، رئيس الحكومة ونائب رئيس أكبر حزب سياسي في إقليم كوردستان، هو مالكها، في حين لا يمكن إنكار كون دعم شخصية قوية ذات رؤية عالمية واسعة وعقلية وتعامل عصريين كنيجيرفان البارزاني ضرورياً لأية مؤسسة.
إن قوة رووداو الحقيقية تكمن في أسلوب عملها وتغطيتها للأحداث وطريقة نقل المعلومة لمشاهديها ومستمعيها وقرائها. فقد أعادت رووداو صياغة تعريف الإعلام الكوردي وخطّت له خطاً جديداً لم يكن ممكناً إلى الآن تخطيه أو تجاوزه.
لقد أدرك الذين كانوا وراء تأسيس رووداو أن الإعلام نوعان لا ثالث لهما، إعلام مهني وآخر غير مهني. ورووداو لم تكن تبحث عن اسم لها أو لقب، في تلك الفترة التي كانت تشهد اشتداد زخم التسمي بالأسماء والألقاب من قبيل المؤسسات الأهلية، المستقلة والحرة، وغيرها من المسميات الرنانة التي لا مكان لها في الفهم والتعريف المؤسساتي للإعلام، لأنه لا محل في العالم لإعلام حر أو مستقل، بل إن الإعلام المهني يتخذ من هذين المفهومين مادة قوية لبناء خطابه وشخصيته المعنوية، وقد فعلت رووداو هذا، ونجحت في أن تتحول بإستقلالية إلى فضاء واسع للحرية يتسع لجميع الأصوات والألوان.
إن العلاقة الصادقة والواضحة بين رووداو ومتلقيها، جعلت الناس يطلقون عليها اللقب الذي تستحق "الأولى بلا منافس".
خلال السنوات الخمس الماضيات، استطاعت رووداو أن تكون معروفة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وأن يجري التعامل معها كمصدر للأخبار والمعلومات، وكانت كذلك بالنسبة لممثليات الدول الأجنبية في إقليم كوردستان، وللصحفيين الذين يزورون إقليم كوردستان، وهذه خطوة جبارة باتجاه المزيد من التقدم يعجز منافسو رووداو عن اتخاذها.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً