الإعلام الغربي والرصاصة السحرية لأحداث غزة

15-10-2023
سيف السعدي
الكلمات الدالة غزة اسرائيل روسيا أميركا
A+ A-
 
التأريخ يبدأ في الإعلام الغربي عندما يقتل اسرائيلي ويضع اخلاقيات المهنة الصحفية والإعلامية ادراج الرياح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة، ولا غرابة في الموقف الغربي المزدوج، ولدينا شواهد مازالت موجودة في الفترة الحالية، على سبيل المثال كيف حشد الإعلام الغربي للحرب الروسية الاوكرانية، ووصفه لأفعال الجيش الروسي بانه يتنافى مع مبادىء حقوق الانسان واتفاقية جنيف، والقانون الدولي واستطاع خلق صورة نمطية ذهنية لدى المواطن في اوربا عن وحشية الجيش الروسي.
 
ولكن! موقف الإعلام الغربي تجاه ما يفعله جيش الاحتلال الاسرائيلي بمدينة غزة عبارة عن سفسطة وشطط، وإذا ما تحدثنا عن مدينة غزة التي تبلغ مساحتها 360 كم مربع وطول حدودها مع ما يسمى "غلاف غزة" 41 كم ويسكنها قرابة 2 مليون ونيف مواطن مدني، تُقصف بشكل كثيف وعشوائي دون ان تميز بين مليونين ونصف مواطن مدني وبين بضعة الاف من مقاتلي حماس.
 
دائماً الإعلام الغربي يكذب لأنه يحمل نفس شعار وزير الدعاية الالماني بول جوزيف غوبلز "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، والإعلام الغربي يستخدم "نظرية الرصاصة السحرية" في التأثير على المجتمع الغربي ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية من أجل تحشيد العالم ضد مدينة غزة، بحيث هذه النظرية تتحدث عن واقعة حدثت في أكتوبر عام (1938)، تحديداً في الولايات المتحدة الأميركية، أُغرِقت مكاتب الصحف والشرطة بمكالمات هاتفية من مواطنين مذعورين يتساءلون عن كيفية الفرار من مدينتهم، على إثر ما تمّ بثه في برنامج بانيك برودكاست الشهير، الذي أُطلق عليه اسم حرب العالم  (War of the world)، بحيث زعم بأنَّ مجموعة من سكان المريخ اقتحمت مزرعة نيوجيرسي وهاجمت البشر. 
 
وطالب العديد من المتابعين آنذاك بعلاج نفسي، لما تسبب به الخبر من صدمة لهم، وتُعد نظرية الرصاصة السحرية من أقدم النظريات في مجال الاتصال وعُرّفت بأنها رسالة قوية مقصودة تؤثر بشكلٍ فوري على الجمهور، وتشير هذه النظرية إلى أنّ سلوك الأفراد مماثل، والطبيعة البشرية الموروثة تجعلهم يتلقون الرسائل الإعلامية بطريقة مشابهة، وبالتالي فإنَّ ما تنتجه الوسائل الإعلامية من رسائل، هو بمثابة رصاصة لها تأثيرات على الفكر وردات فعل الجماهير، الشيء عينه انتهجه الإعلام الصهيوني "الاسرائيلي" والذي شبهَّ حماس بداعش ونقل رويات كاذبة خادعة مضللة للرأي العام الامريكي، خصوصاً ان الرئيس الاميركي "جو بايدن" اخذ يتحدث بهذه الروايات على انها حقيقية، وكذلك وزير الخارجية الاميركي "انتوني بلينكن" الذي يعود لأصول يهودية حمل رواية الإعلام الاسرائيلي وطاف بها دول المنطقة من أجل كسب تعاطف دولي لما يحصل في الاراضي المحتلة، وبالحقيقة هي نسيج من خيال إعلام اسرائيلي اوروبي كاذب.
 
المألوف عادةً أن الحروب العسكرية هي قتال حدود ليس إلا، بيْد أن قطع المياه هي حرب وجود، وهذا ما يفعله جيش الاحتلال بقطع الماء والغذاء والكهرباء والمستلزمات الطبية على مدينة غزة، إلى الحد الذي جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصف حصارها بحصار مدينة "لينينغراد" سابقاً وحالياً سانت بطرسبرغ الروسية، يُعد حصار لينينغراد أحد أحلك فصول الحرب العالمية الثانية، إذ حاصرت القوات الألمانية والفنلندية التابعة للزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، مدينة لينينغراد  في الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى خسائر في الأرواح قُدّرت بـ 1.2 مليون شخص (منهم 140 ألف طفل)، خلال نحو 842 يوماً، بهدف كسر المقاومة في المدينة.
 
والان جيش الاحتلال الاسرائيلي ينتهج نفس الاسلوب في حربه على قطاع غزة متجاوزاً على الاعراف الدولية واتفاقية جنيف الرابعة التي تتكون من (157) مادة منها المادة (2) "علاوة على الأحكام التي تسري في وقت السلم، تنطبق هذه الاتفاقية في حالة الحرب المعلنة أو أي اشتباك مسلح آخر ينشب بين طرفين أو أكثر من الأطراف السامية المتعاقدة، حتى لو لم يعترف أحدها بحالة الحرب"، المادة (16) "يكون الجرحى والمرضى وكذلك العجزة والحوامل موضع حماية واحترام خاصين" بينما المادة (18) "لا يجوز بأي حال الهجوم على المستشفيات المدنية المنظمة لتقديم الرعاية للجرحى والمرضى والعجزة والنساء النفاس، وعلى أطراف النزاع احترامها وحمايتها في جميع الأوقات"، ولكن الإعلام الغربي وجيش الاحتلال الاسرائيلي لا يعترف بالقانون الدولي والاتفاقيات إلا مع المواد التي تتماشى مع إرادته وتوجهاته.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

عباس عبد شاهين الفيلي

انجاز دهوك الخليجي وآمال إحياء نادي الكورد الفيلية

استوقفتني لحظة الفرح الغامرة التي عاشها العراقيون بفوز نادي دهوك بكأس بطولة أندية الخليج العربي لكرة القدم، لاسيما بعد أن قدم صقور الجبال أداءً لافتاً استحقوا من خلاله هذا التتويج التاريخي، والذي لم يكن ليتحقق لولا وجود هيئة إدارية ناجحة وضعت خطة واضحة لرفع مستوى النادي والمنافسة بقوة في البطولات المحلية والدولية.