بصمة كوباني في صرح بارزاني الوطني التذكاري بمنطقة بارزان

 

تلك اللوحة الجدارية الكوردية الجميلة المصنوعة من الرخام و الحجر الأصلي في صرح بارزاني الوطني التذكاري، هي من عمل الفنانة الكوردية إيمان حسين أمين من منطقة كوباني في كوردستان سوريا، التي عرضت و قدمت لأول مرّة يوم 11-5-2023 في مراسم افتتاح صرح بارزاني الوطني التذكاري بقرية بارزان في إقليم كوردستان للحضور والضيوف وأمام الإعلام، واستوقفت كبار الضيوف وشرحت مضمونها لهم من قبل منظمي المناسبة ومراسم الافتتاح.

 

بنت كوباني الفنانة إيمان حسين أمين تحدثت لي عن عملها في إنجاز لوحتها الجدارية من الحجر والرخام في صرح بارزاني الوطني التذكاري وقالت، إنّ طرح فكرة العمل في تلك اللوحة وإنجازها، كانت بمبادرة من السيد سيروان بارزاني الذي هو أحد قادة محاور قوات بيشمركة كوردستان وابن أخ الرئيس مسعود بارزاني، وتمّ إنجاز العمل خلال سنة و نصف تقريباً.

 

عن المضمون و العناصر الموجودة في اللوحة و معانيها و دلالاتها الرمزية تقول الفنّانة إيمان حسين أمين، بأنّ لوحتها الجدارية في صرح بارزاني الوطني التذكاري ترمز إلى حياة الشعب الكوردي و تاريخ كوردستان، تتوسطها صورة القائد الخالد ملّا مصطفى بارزاني، و فيها أيضاً طبيعة كوردستان الجبلية، شهداء كوردستان، نضال المرأة الكوردية، الرموز القومية و الدينية المختلفة في كوردستان التي ترمز إلى الاختلاف والتعددية والحرّية في كوردستان والتعايش السلمي بين مكوناتها.

 

بدأت الفنانة إيمان حسين أمين عملها في إنجاز اللوحة الجدارية في صرح بارزاني الوطني التذكاري في شهر كانون الأول من عام 2013، وأنهت عملها وأنجزت اللوحة في شهر نيسان من عام 2015، و تقول إنّها في إحدى المرّات بقيت حوالي ستة أشهر متواصلة وهي تعمل في قرية بارزان لكي تنجز عملها، رغم برد الشتاء وحرارة الصيف.

 

حجم ومواد جدارية الفنانة إيمان حسين أمين في صرح بارزاني الوطني التذكاري سمات تميز العمل، يبلغ طول اللوحة حوالي 15.50 مترا وارتفاعها نحو 3 أمتار، هي مصنوعة من الحجر والرخام الأصلي من كوردستان و عدة دول بالعالم مثل تركيا وإيران، بلغاريا، إيطاليا، إسبانيا، برتغال، برازيل، هند و باكستان ... الخ، و جميع أنواع تلك الأحجار والرخامات الموجودة في اللوحة هي ملونة بالأصل و ليست مصبوغة.

 

تنحدر الفنّانة إيمان حسين أمين من قرية عين البط التي تبعد حوالي 18 كم شرقي مدينة كوباني في كوردستان سوريا، هي ابنة الدكتور حسين أمين حسين الطبيب البيطري ومؤلف كتاب (كوباني في مئة عام)، أنهت تعليمها العالي في المعهد العالي للفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 2001م، ثم تنقّلت في عيشها مع عائلتها بين كوباني ودمشق في سوريا والقصيم في السعودية، وبسبب ظروف الحرب السورية هاجرت إلى إقليم كوردستان العراق عام 2013 و استقرت في أربيل، وفي نهاية عام 2015 هاجرت مع عائلتها إلى النمسا واستقرت في أوروبا.

 

منذ حوالي عشرين عاماً، تعمل الفنانّة الأكاديمية إيمان حسين أمين في مجال فنّ الحجر والرخام وتنجز اللوحات الفنّية والجداريات من الحجر والرخام. عملت فترة طويلة في مدينة دمشق عاصمة سوريا، كما وصلت أعمالها إلى عدة دول في العالم مثل تركيا، اليونان، إيطاليا، إسبانيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول بالخليج العربي.. الخ، كما أنجزت العديد من الأعمال الخاصة للكنائس المسيحية. وتتمنّى إيمان حسين أمين، أن تنجز لوحة جدارية في مدينتها كوباني في المستقبل، كوفاء وإخلاص لأرواح شهداء حرب داعش ومجزرة كوباني.