ماذا سيحدث لسعر الذهب؟ هل سيستمر في الارتفاع أم سينخفض؟

09-09-2025
عمر أحمد
الكلمات الدالة الذهب أميركا
A+ A-
عمر أحمد*

سيتم الإعلان عن إحصاءات مهمة حول التغيرات في أسعار الجملة وأسعار المستهلك في الولايات المتحدة يومي الأربعاء والخميس من هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، وقيمة الدولار، وسعر الذهب.
 
سيتم الإعلان يوم الأربعاء عن إحصاءات التغير في أسعار الجملة الأمريكية، المعروفة باسم مؤشر أسعار المنتجين (PPI)، للشهر الماضي، وهي الأسعار المتعلقة بسعر السلع المصنعة من قبل المصانع الأميركية. أما أسعار المستهلك، المعروفة باسم مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، فهي أسعار السلع والاحتياجات اليومية. وهذا يعني أنه خلال اليومين القادمين سيتم الإعلان عن التغيرات في أسعار الجملة والتجزئة.
 
تعتبر التغيرات في الأسعار في الولايات المتحدة مهمة لأنها يمكن أن تتسبب في قيام الاحتياطي الفيدرالي بتغيير أسعار الفائدة المصرفية أو إبقائها ثابتة دون تغيير.
 
إذا ارتفعت الأسعار بعد الإعلان عن الإحصاءات، فسيؤدي ذلك إلى تراجع سعر الذهب. وذلك لأن البنك المركزي، لمنع عودة التضخم والخروج عن السيطرة، قد لا يغير أسعار الفائدة المصرفية في الأساس.
 
من ناحية أخرى، يعود جزء كبير من ارتفاعات الذهب في الأشهر القليلة الماضية إلى التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يخفض أسعار الفائدة المصرفية. لذلك، إذا انخفضت الأسعار، فمن المحتمل تسجيل أسعار جديدة للذهب وارتفاعه حتى فوق 3700 دولار.
 
بناءً على كيفية ظهور الإحصاءات، يمكن أن تحدث هذه السيناريوهات لسعر الذهب على المدى القصير (3-6 أشهر) والمتوسط (3-12 شهراً):
 
سيناريوهات سعر أونصة الذهب بناءً على التغيرات في أسعار المنتجين والمستهلكين:

 

 

سعر الفائدة المصرفية في أميركا حالياً يتراوح بين 4.25% و 4.25%. لم يقم البنك المركزي الأميركي بأي تغيير في سعر الفائدة هذا العام حتى الآن. آخر مرة خفض فيها سعر الفائدة كانت في كانون الأول من العام الماضي. الآن سيتخذ قراراً بشأن سعر الفائدة مرة أخرى في السابع عشر من هذا الشهر. أولئك الذين يعتقدون أن سعر الذهب سيرتفع أكثر يراهنون على أن الاجتماع سيشهد بدء البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة. يعتقد حوالي 90% من التجار، وفقاً للاستطلاعات، أن البنك المركزي الأميركي سيخفض سعر الفائدة بنسبة 0.25%. ويعتقد 10% أن البنك سيخفض سعر الفائدة بنسبة 0.5%. سيؤدي خفض سعر الفائدة إلى انخفاض قيمة الدولار وأسعار الفائدة على سندات الخزانة الأميركية، مما سيرفع سعر الذهب. هذه هي القصة كلها. إن إحصاءات أسعار المنتجين والمستهلكين مهمة من هذه الناحية لأنها ستؤثر بشكل كبير على قرار البنك المركزي الأميركي في السابع عشر من الشهر.
 
ماذا تقول البنوك؟
 
تتوقع معظم البنوك والمؤسسات المالية العالمية ارتفاعاً إضافياً في أسعار الذهب، بما في ذلك بنك (جي بي مورجان) و(غولدمان ساكس)، لكن بعض البنوك الأخرى مثل (بنك أوف أميركا) و(سيتي بنك) تتوقع انخفاضاً في أسعار الذهب.
 
توقعات البنوك لأسعار الذهب في نهاية هذا العام والنصف الأول من العام المقبل:

 

 
 
 
لدى سيتي بنك أميركا وبنك أوف أميركا نظرة سلبية تماماً لأسعار الذهب.
 
يعتقد سيتي بنك، وهو أحد أهم البنوك والمؤسسات المالية في أميركا والعالم، أن سعر الذهب سينخفض في النصف الأول من العام المقبل إلى 2800 دولار، أي أنه يعتقد أن سعر الذهب سيفقد حوالي 30% من قيمته بحلول ذلك الوقت.
 
على العكس من ذلك، يعتقد بنك غولدمان ساكس أن سعر الذهب سيصل إلى 4500 دولار في ذلك الوقت.
 
ماذا يقول التجار المحليون؟
 
يونس سيد أحمد، وهو أحد صائغي الذهب الدقيقين في دهوك، والذي أكمل دراسته الجامعية في قسم الإدارة والاقتصاد، يعتقد أنه إذا ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 0.2% فقط، فإن البنك المركزي الأميركي لن يغير سعر الفائدة. يقول: "إذا انخفضت أسعار المستهلكين إلى أقل من 0.3% المتوقعة، فمن المحتمل أن يتخذ البنك المركزي الأميركي قراراً في اجتماع السابع عشر من الشهر بخفض سعر الفائدة بنسبة 0.50%. نتوقع أن يرتفع سعر الذهب في هذا الوقت إلى أكثر من 3700 دولار".
 
في غضون ذلك، أحد الموضوعات التي يمكن أن تؤثر بشدة على سعر الذهب هو استقلالية البنك المركزي الأميركي. لطالما كان دونالد ترمب، الرئيس الأميركي، على خلاف شديد مع جيروم باول، رئيس البنك المركزي وحكام البنك. يمكن أن تدفع ضغوط دونالد ترمب، خاصة إذا تمكن من عزل رئيس البنك من منصبه، سعر الذهب إلى مستويات غير مسبوقة وترفعه إلى 5000 دولار. والسبب في ذلك هو أن عزل رئيس البنك المركزي الأميركي سيزيل ثقة دول العالم بالدولار الأميركي ويقلل من قيمة الدولار بشكل كبير. لن يؤثر فقدان استقلالية البنك المركزي الأميركي على الذهب فحسب، بل سيصدم الاقتصاد العالمي بشكل كبير. 
 
اقتراح
 
في هذه الأوقات التي يحتمل أن تشهد فيها أسعار الذهب تغييرات سريعة، سواء بالارتفاع أو الانخفاض، يُقترح استخدام طريقة تقليدية ومعروفة من قبل المستثمرين. وهي أن يشتري المستثمر الذهب على عدة مراحل. فإذا كان شخص ما، على سبيل المثال، ينوي شراء ذهب بقيمة 10 آلاف أو 100 ألف دولار، فمن الأفضل أن يقوم بذلك على عدة مراحل وعلى مدى 6 أشهر على سبيل المثال. يمكنه تقسيم المبلغ إلى ستة أجزاء وفي كل مرة يشتري ذهباً بتلك الكمية فقط. بهذه الطريقة سيحقق ربحاً في النهاية، حتى لو شهد سعر الذهب انخفاضاً كبيراً في عدة أشهر.
 
طريقة أخرى لتقليل مخاطر انخفاض سعر الذهب هي أن يشتري المستثمر، بدلاً من شراء الذهب نفسه، أسهم صناديق الذهب المعروفة في الأسواق المالية التي تتمتع بقدرة عالية على مقاومة صدمات الأسعار وستكون رؤوس أموال التجار محمية إلى حد كبير.
 
*مسؤول الفريق الاقتصادي في شبكة رووداو الإعلامية.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

آنو جوهر

صرخة البطريرك ساكو دفاعٌ عن حقوق المسيحيين وكرامة العراق

في زمنٍ تُصادر فيه الحقيقة بأصواتٍ مرتفعة وأموالٍ فاسدة وسلاحٍ منفلت، يخرج صوتٌ هادئٌ لكنه صارم، من أعماق الكنيسة الكلدانية، حاملاً رسالة ضميرٍ ووجدان.