في كل المهن وفي كل الاعمال هناك من يقدم الخدمة وهناك من يتلقاها وبين هذا وذاك هناك دائما ضوابط و انظمة خاصة بكل مجال تحدد طبيعة تلك العلاقة بين الطرفين , وهنا نقوم بالتركيز على المجال الطبي وطبيعة العلاقة التي تتشكل بين الطبيب والمريض وماهي حقوق و واجبات كل طرف.
الطبيب عليه أن يقوم باستقبال وعلاج اي مريض يقصده بغض النظر عن دينه وعرقه و قوميته ولغته وعشيرته وأن يبذل كل جهوده و علمه وخبرته في خدمة المريض وأن يقدم للمريض الوقت اللازم و الكافي للحديث عن حالته وتوضيح اعراضه وماهي شكواه الحقيقية وان يقدم له كافة المعلومات التي يحتاجها في سبيل معرفة اسم مرضه واسباب حدوث هذا المرض ونتائجه وطرق علاجها مع التوضيح المفصل لكل طريقة أو أفضلها وأنسبها لصحة المريض بغض النظر عن الامور المالية أو غيرها من الاسباب.
ويجب على كل طبيب أن يلتزم التزاما تاما باختصاصه الدقيق والعمل ضمن مجال تخصصه فقط وأن لا يقوم بالتعدي على الاختصاصات الاخرى التي من الممكن أن تضر بالمريض ويجب عليه ايضا أن يقدم تقريرا مفصلا عن وضع المريض ومرضه و طريقة علاجه وكافة التعليمات الاخرى بشكل مكتوب وليس بشكل شفهي وتقديم نسخه له ليحتفظ بها المريض و ليحمي بها الطبيب نفسه من أي مساءلة مستقبلية تجاه تشخيصه وعلاجه للمرض و عدم الاعتماد على استعياب المريض لكل تلك المعلومات الشفهية انذاك و التي سينساها غالبا وقد يؤثر ذلك سلبا على عملية الشفاء و بذلك يؤثر سلبا على سمعة الطبيب ايضا، ويجب أن تتم رعاية المريض صحيا وبشكل كامل على اساس حاجته و طلب كل الاجراءات اللازمة له و توضيحها وشرح مدى اهمية كل فحص يقوم به أو أي اجراء طلبه من المريض و سبب طلبه وعدم التردد في طلب أي إجراء طبي يحتاجه المريض وقد يكون مساعدا جيدا لتشخيصه بشكل أدق و أفضل و أسرع والالتزام التام بالبروتوكول الطبي لكل مرض.
على كل طبيب أيضا ان يحتفظ بأسرار مرضاه واحترام خصوصيتهم حتى من اقرب الناس اليه و الى المريض باستثناء حالات خاصة يكون فيه المريض قاصرا أو يعاني من مرض خطير أو حالة تعرض حياته لخطر وشيك وكذلك في حالة الامراض المعدية وبعضا من الاسباب الخاصة الاخرى، ومن المهم جدا أن يقوم الطبيب بابلاغ مريضه عن طريقة علاجه بشكل تفصيلي ومكتوب والرد على اتصالاته و الاجابة على رسائله و اسئلته الخاصة بتلك الحالة ضمن ايام و اوقات محددة يقوم باعلانها للمرضى وتحديد كافة الاحتمالات له بعد تلقي العلاج وتحديد موعد زيارته القادمة للتأكد من وضع الصحي.
ولكن بالمقابل، يجب على كل مريض أن يحترم شخصية وكيان الطبيب و شهاداته وخبراته وعلمه وان يحترم وقته أثناء التشخيص أو خارجه ويحترم طبيعته البشرية التي من الممكن أن تخطئ احيانا، وأن يحترم العاملين في القطاع الصحي من ممرضين وفنيين وعدم التعدي عليهم بأي شكل كان، وعلى كل مريض أن يقدم للطبيب كل المعلومات الصحيحة اللازمة عن وضعه الصحي واعراضه بشكل دقيق والاجابة على استفساراته بشكل شفاف وصادق وبدون مماطلة وان يكشف للطبيب عن زياراته السابقة لأطباء اخرين ان وجدت و الافصاح عن الامراض التي يعاني منها المعدية منها والغير معدية و كذلك الادوية و العلاجات التي يتلقاها، وعليه أيضا أن يلتزم بالموعد المحدد المقرر له عند زيارته للطبيب والقيام بالاجراءات الطبية التي يطلبها الطبيب والالتزام التام بالعلاج الذي وصفه الطبيب التزاما كاملا ودقيقا من حيث المواعيد و الكميات و المدة واتباع كافة التعليمات والارشادات التي حددها الطبيب له، وعلى المريض الافصاح للطبيب في حالة رغبته بعدم مواصلة العلاج المقرر له، ومن المهم جدا عدم تدخل أهل المريض و مرافقينه بتشخيص الطبيب و عدم تقديم أي اقتراحات أو أي أراء مختلفة و متنوعة للتشخيص والعلاج للطبيب والالتزام التام بتعليمات الطبيب وعدم الاعتماد على معلومات الثقافة العامة و بعض المواقع على شبكة الانترنت و خبرات وتجارب الاصدقاء والاقارب.
ايضا يجب على المريض الالتزام بالاوقات المحددة من قبل الطبيب للقيام بمكالمات و اتصالات وارسال الرسائل و طلب استفسارات باستثناء الحالات الطارئة جدا والتي لا يمكن تأجيلها، واحترام خصوصية الطبيب في حياته الاجتماعية وضمن اوقات استراحته وايام عطله، فالطبيب انسان ولديه التزامات كبيرة تجاه عائلته ايضا و اقاربه واصدقائه ومجتمعه والبشرية جمعاء , و الطبيب يدرس بشكل مستمر ويتابع احداث التقنيات العالمية في عالم الطب و يبحث باستمرار عن احدث وافضل العلاجات لمرضاه، فلا تفسدوا تلك اللحظات باتصالاتكم ورسائلكم التي يمكن تأجيلها.
وبالمقابل المريض ايضا انسان وعندما يعاني من ألم ما، يكون في معاناة أليمة او من الممكن ان يكون لديه دقائق او ساعات محدودة فقط لمراجعة الطبيب أو الاتصال به حسب مهنته أو وظيفته، وعندما يقوم باتصال ما في وقت غير مناسب فهو ليس يقصد بذلك ازعاج الطبيب حتما أو عدم احترام اوقاته الخاصة وانما للضرورة احكام.
وبالنهاية كما البداية كلنا بشر و كلنا بحاجة الى علاقات ولكي تكون تلك العلاقات منظمة و مثمرة يجب الالتزام بالضوابط والقوانين و القيم الموضوعة لكل شيء ومعرفة كل شخص لواجباته و لحقوقه ولكي تكتمل عملية الشفاء من مرض ما يجب أن يكون المريض متعاونا مع الطبيب لان عدم التزامه بتعليمات الطبيب ستفشل عملية الشفاء أو تؤخرها وعندها يلقي المريض باللوم على الطبيب ويبقى في دوامة ذلك المرض يصول ويجول بين أطباء آخرين ويلقي بنفسه الى التهلكة.
شهدت الحرب الاخيرة بين إيران وإسرائيل حجم الخلل في المنظومة العسكرية وخصوصاً الدفاعية منها، خصوصاً بعد انتهاك الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي العراقي، والتي ابرزت المخاوف حول ضعف الدفاع الجوي العراقي باستثناء الخطابات البلاغية، ولم تبذل الجهات العسكرية العراقية جهداً في وقف التحليق المتكرر للطائرات المقاتلة الإسرائيلية ومنع أي طائرة تنتهك الاجواء العراقية .
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً