كيف عثرتُ على "فوزية" في غزة؟

04-10-2024
ناصر علي
الكلمات الدالة فوزية أمين سيدو الكورد الإيزديون غزة العراق شبكة رووداو الإعلامية
A+ A-
رووداو ديجيتال

في نيسان 2022، وعن طريق فتاة إيزدية كانت قد نجت منذ أشهر، حصلت على رقم هاتف (فوزية سيدو)، فبعثت لها رسالة عن طريق تطبيق واتساب فأجابت باللغة العربية، عرفت عن نفسي وقلت: "أنا صحفي أعمل لشبكة رووداو الإعلامية"، فردت "التحدث إلى الرجال حرام، لذا لا أستطيع أن أتحدث معك".
 
فكان أن حدثتها عن طريق فتاة في مكتب رووداو بدهوك، وأخبرتنا أنها في مدينة غزة بفلسطين، وطلبنا منها حواراً فلم توافق أول الأمر لكنها اتصلت بعد خمسة أشهر وأبدت موافقتها.
 
اشترطت فوزية أن يكون من يحاورها أنثى، فأجرت واحدة من مكتبنا حواراً مقتضباً معها في (13 أيلول 2022) وقالت إنها لا تستطيع العودة إلى إقليم كوردستان.
 
بعد نشر الحوار، اتصل بي أحد أقارب فوزية فأعطيته رقم هاتفها. ثم في مطلع آب 2023، بعثت إلي فوزية برسالة قالت فيها: "أريد التحدث لرووداو لكي يصل صوتي إلى العالم كله"، فأجريت معها حواراً في (3 آب 2023) ونشر بكل اللغات في رووداو.
 
بعد نشر الحوار، تلقيت اتصالات من وزارة الخارجية العراقية، مكتب إنقاذ المختطفين التابع لمكتب رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، حكومات ألمانيا وروسيا واليابان، 16 منظمة دولية، والعديد من الشخصيات الكوردية الإيزدية في الخارج، وطلب الجميع رقم هاتف فوزية. أما أنا وكصحفي فبدأت جهودي للوصول إلى غزة للمشاركة في إنقاذ فوزية وتوثيق قصة هذه الفتاة الكوردية الإيزدية، لكن لم أتمكن من الوصول إلى غزة.
 
كان هاتف فوزية متاحاً بين الحين والحين فقط، وقبل أربعة أشهر بعث برسالة وتحدثت إليها وقالت: "قررت العودة إلى كوردستان"، فأعطيتها رقم هاتف مكتب إنقاذ المختطفين من قبل داعش، واتصلت بعدد من المنظمات والشخصيات الكوردية الإيزدية في ألمانيا، وأبلغتهم بقرار فوزية، وطلبت منهم المساعدة في إعادتها إلى كوردستان.
 
عندما سمعت خبر تحرير فوزية في الثالث من الشهر الجاري، اتصلت برقمها الفلسطيني عن طريق واتساب، وقلت: "أنت الشخص الذي تم تحريره؟" فقالت أجل. رحبت بها في كوردستان وبين أحضان أهلها.
 
كان لفوزية أختان وخمسة إخوة، وفي (3 آب 2014) عندما هاجم داعش سنجار وأطرافها، كانت في العاشرة من العمر، وكانت مع أخوين لها في الثامنة والثانية عشرة من العمر، في بيت خالهم، وتم أسرهم من قبل مسلحي التنظيم المتطرف.
 
بعد نقل فوزية وع أقاربها من الأسرى إلى تلعفر وبادوش في محافظة نينوى، تم فصل الإناث عن الذكور، وأخذوا فوزية وعشرات أخريات من الكورديات الإيزديات إلى سوريا.
 
عندما بلغت فوزية 12 سنة من العمر أجبرت على الزواج من مسلح داعشي فلسطيني، وولدت بنتاً وابناً، وفي 2018 قتل زوجها فذهبت مع مساء وأولاد دواعش آخرين إلى تركيا باستخدام جوازات سفر مزورة، ثم ساعدها حمواها على السفر من تركيا إلى مصر ومنها إلى غزة حيث يقيم حمواها.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

محمد حسن الساعدي

العراق بين الاعتماد على الدولة والعيش في ظل الشعبوية السياسية

منذ عام 2003 وبلد مثل العراق الذي بلغ تعدادسكانه آنذاك 26 مليون نسمة والى الآن إذ بلغ 48 مليون نسمة وبالرغم من التحديات التي رافقت وجوده الا أنه أستطاع من عبورها وتسجيل نقاط قوة له، خصوصاً واننا نرى اليوم وبعد مرور أكثر من عشرين عاماً على سقوط النظام، ان هناك تطورا ملموسا في البنى العمرانية والتحتية وتقدما في المشاريع، سواءً في عموم المحافظات أو في اقليم كوردستان، وعلى الرغم من بطئها الا انها استطاعت ان تقف مرة أخرى وتسجل حضوراً على المستوى الاقتصادي للبلاد، وها هو العراق اليوم تلامس ناطحات السحاب سمائه والتطور في القدرة الشرائية للمواطن العراقي، والاهم من ذلك كله هو التقدم الديمقراطي الذي لم تشهده حتى الدول الكبرى المتطورة والتي مازالت الى الآن تعاني من ازمة الثقة بين مكوناته،وبروز حالة التنافس الشرسة بين قواه السياسية، ولكن نجد في العراق ان صندوق الاقتراع أصبح هو الوسيلة الوحيدة لاي تغيير سياسي جدي في البلاد.