هل سيكون العراق في بؤرة الحرب الإيرانية - الإسرائيلية المقبلة؟

01-09-2025
سامان بريفكاني
الكلمات الدالة العراق ايران اسرائيل أميركا
A+ A-
في ظل التوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط، تلوح في الأفق مؤشرات على عودة المواجهة بين إسرائيل وإيران، من خلال الجزء الثاني من الحرب بين الدولتين وعبر سلسلة من العمليات العسكرية والهجمات غير المعلنة وضربات "الوكلاء" هذه المرة.
 
من المؤمل أن تندرج هذه الخطوة ضمن استكمال الاتفاق النووي، وهي تحرك قانوني ضمن إطار الأمم المتحدة ويرسل رسالة قوية بأن المجتمع الدولي (أوروبا تحديداً) لا يقبل بالإفلات من الرقابة النووية خصوصاً على إيران، كونها تمثل خطراً على الجميع وذلك بعد قرار حلف الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) ببدء تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، سوف تدخل أطراف جديدة في صف إسرائيل هذه المرة وستكون المواجهة أقوى وأشمل.
 
الهدف هذه المرة واضح. وهو إعادة إيران إلى الامتثال والعودة للمفاوضات من جديد. نجاح إيران في احتواء الأزمة سيعتمد على رد فعل سلطة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ومحاولة للتقليل بين الضغوط والهروب من العقوبات أو المواجهة العسكرية.
 
كما زاد مسعود بزيشكيان الطين بلّة، عندما قال إن إيران لا تسعى للحرب، لكنه بيّن قدرة بلاده على الدفاع القوي إذا تعرضت لهجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن واشنطن وتل أبيب ترغبان في تقسيم إيران وتدميرها، وهذا ليس مسموحاً، بحسب بزيشكيان.
 
بناء على هذه التطورات المتسارعة، من المؤمل أن تُدق طبول الحرب من جديد وسوف هذه المرة تكون أكبر وأشمل. الصراع الجديد لا يقتصر على تل أبيب وطهران فقط، بل يمتد ليشمل ساحات إقليمية متعددة، ولا يسلم العراق منها. فالعراق يقف على مفترق طرق خطير، ومع عودة التصعيد بين إسرائيل وإيران، سيجد نفسه منخرطاً في حرب لا يريدها، ويدفع ثمنها سياسياً وأمنياً واقتصادياً. ولكي لا يُعاد تكرار سيناريوهات الاحتلال والانهيار والاقتتال الداخلي، على العراقيين نظاماً وشعباً أن يحسموا أمرهم. إما دولة ذات سيادة، أو ساحة لكل الحروب.
 
هذا التصعيد يأتي بعد انسحاب القوات الأميركية من وسط وجنوب العراق. فانسحاب القوات الأميركية وتقليص التواجد العسكري قد يخلق فرصة للفصائل الموالية لإيران التحرك بحرية أكبر وشن الهجمات وتوسيع نفوذها على الأرض.
 
فهل المنطقة على أعتاب تصعيد شامل؟ وهل سيكون العراق مجرد ساحة صراع، أم سيكون طرفاً فاعلاً فيها؟ هذا ما تبينه التطورات الجديدة.
 
كل المؤشرات تؤكد أن الحرب هذه المرة ستختلف عن سابقتها، لأنها ستزداد اقتراباً من الخط الأحمر، خاصة مع تفاقم التوترات في العراق ولبنان وسوريا وغزة. ولن تبقى الفصائل المسلحة المدعومة من إيران متفرجة ولن تقف مكتوف الأيدي، بل ستكون طرفاً قوياً في قصف الأهداف الأميركية والإسرائيلية داخل العراق وخارجه وربما تشهد المنطقة اشتباكات واقتتال وجها لوجه.
 
الفصائل المسلحة في العراق التي تعرّف نفسها بمحور المقاومة، تعتبر أن أي عدوان على إيران أو حزب الله أو غزة هي عدوان عليها، لذا سيكون العراق ساحة لانطلاق الهجمات واستقبالها، في حال حدوث ذلك، ستتحول الأراضي العراقية إلى منصات لإطلاق المسيرات والصواريخ باتجاه الأهداف الأميركية والإسرائيلية.
 
في المقابل ستكون مواقعهم وقادتهم صيداً سهلاً للصواريخ الإسرائيلية والأميركية. والسيناريو قد بدأ في اليمن وتم استهداف حكومة الحوثي بالكامل تقريباً.
 
ستسعى الحكومة في بغداد برأيي جاهدة لاستخدام الورقة الأخيرة  بالمحاولة للابتعاد عن سياسة الظل للسلطات الإيرانية، لكنها ستجد نفسها عاجزة عن ضبط تلك الفصائل المسلحة في حال تصعيد إقليمي واسع، وهذا يهدد سيادة الدولة العراقية، ومن الممكن أن تسقط الحكومة الاتحادية.
 
كما ستحاول حكومة السوداني تفادي التعرض للهجمات، وهذا يتطلب أولاً، استعادة القرار الأمني والعسكري من أيدي الفصائل وقطع الطريق لتحويل الأراضي العراقية إلى ساحة صراع بين طهران وتل أبيب، وإبعاد إيران عن التدخل المباشر في الشأن العراقي، واعتماد سياسة خارجية متوازنة تنأى بالعراق عن سياسة المحاور، وتعزيز التنسيق الدبلوماسي مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ومنع أي تدخل أجنبي.
 
في حال توسعت رقعة المواجهة وشملت حزب الله في لبنان وحماس في غزة كما شاهدنا في اليمن، هل سيصبح العراق ساحة كبيرة لهذه الحرب الشاملة؟ وهل سنرى صرامة اللكمة الأخيرة بضربات جوية إسرائيلية ‑ أميركية في العراق وإيران، نتيجة جهود استخباراتية قاتلة من دول متقدمة؟.
 
وإذا بدأت ساعة الصفر، ستسفر هذه المرة عن انهيار رجال السلطة الأوائل في إيران وقادة الفصائل في العراق، وستتغير خارطة الطريق في المنطقة، وسيبرز عراق جديد بعيد عن الهيمنة الإيرانية والمحاور الخارجية المتصارعة، مترسخاً بدوره الوطني وتطلعات شعبه نحو الاستقلال والحكم الرشيد إسوة بإقليم كوردستان.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

خيري بوزاني

مؤسسة روانگة تزرع "الرئات" لأربيل

في مرتفعات كسنزان، شرقي مدينة أربيل، أرادوا ان يلتقي الحلم بعرق الفلاحين، أرادوا ان يحولوا أرضاً قاحلاً إلى واحة تحاكي الجنة. يريدون ان يتحول الغبار المتطاير إلى غيوم رطبة، نعم انهم يريدون ان يغيروا هبات الهواء الحار إلى نسائم.