حدس أم يقود لفتح قبر بعد 17 عاماً: "الطفل الذي دفناه ليس ابننا"

29-08-2025
الكلمات الدالة ديار بكر
A+ A-

رووداو ديجيتال

لمدة 17 عاماً، عاشت فاطمة أصلان على شك لم يفارقها بأن طفلها الذي أُبلغت بوفاته بعد ولادته لم يمت حقاً. حدسها قادها وزوجها لفتح قبره بعد كل هذه السنوات، لتأتي نتيجة فحص الحمض النووي (DNA) وتؤكد ما كان يخبره به قلبها: الطفل المدفون في القبر ليس ابنهما.
 
تعود فصول القصة إلى 5 شباط 2008، عندما أنجبت فاطمة طفلها محمد فرقان قبل أوانه في قضاء بسميل بديار بكر (آمد). نُقل الرضيع إلى الحاضنة في مستشفى الولادة وبقي تحت المراقبة لمدة 17 يوماً، مُنع خلالها الوالدان من رؤيته رغم طلباتهما المتكررة. بعد انقضاء هذه المدة، صُدمت العائلة بخبر وفاته وتسلمت جثماناً صغيراً لتواریه الثرى.
 
"قلبي لم يتقبل وفاته"
 
تقول الأم فاطمة أصلان لشبكة رووداو الإعلامية: "لم أصدق يوماً أن الطفل المتوفى هو ابني. عندما يموت طفل المرء، يحزن عليه بالطبع، فهو قطعة من كبده. لكن قلبي لم يتقبل وفاته، ولم أشعر بتلك الحرقة".
 
هذا الشعور دفع العائلة بعد 14 عاماً إلى رفع دعوى قضائية. وبناءً على طلبها، فُتح القبر في مقبرة "يني كوي" بديار بكر. تصف فاطمة لحظة ظهور الحقيقة قائلة: "في 1 تشرين الثاني من العام الماضي، فُتح القبر. ووفقاً لنتيجة فحص الحمض النووي، لم يكن ذلك الطفل ابننا. بصراحة، فرحنا كثيراً. قلت لنفسي إن إحساسي ولوعة قلبي لم تكن عبثاً. كنت أشعر أن ابني على قيد الحياة".
 
شكوك بالخطف أو البيع
 
اليوم، لا تملك فاطمة سوى صورة من فحص الموجات فوق الصوتية، تنظر إليها قائلة: "هذا ابني حين كان عمره شهرين، لكنه الآن يبلغ من العمر 17 عاماً. أريد أن أراه، سواء كان حياً أم ميتاً". وتعتقد الأم أن ابنها "أُعطي لعائلة ثرية وهو يعيش في ديار بكر".
 
من جهته، يطرح الأب، أرجان أصلان، تساؤلات تزيد من غموض القضية: "خلال 17 يوماً في المستشفى، لماذا لم يطلبوا حليب أمه ولو لمرة واحدة؟ لماذا لم يسمحوا لنا برؤيته؟ ربما خطفه شخص ثري، أو ربما باعوه، أو قد تكون عصابة وراء الأمر".
 
قضايا متشابهة تثير القلق
 
التحقيق في قضية الطفل المفقود محمد فرقان لا يزال مستمراً، بينما يشير محامي العائلة، زكي أوران، إلى وجود احتمالات خطيرة. ويوضح لرووداو: "بعد ظهور عصابات سرقة الأطفال، أصبحت العائلات خائفة جداً. زادت الشكاوى من هذا النوع في ديار بكر مؤخراً، ومطلبنا هو إجراء تحقيق شامل لتحديد المسؤولين".
 
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن قضية عائلة أصلان ليست فريدة من نوعها. فهناك عدة قضايا مشابهة في ديار بكر لعائلات فقدت أطفالها في ظروف غامضة خلال نفس الفترة الزمنية. وهو ما يطرح سؤالاً جوهرياً تتداوله العائلات ومحاموهم: هل كانت هذه الحوادث مجرد أخطاء فردية، أم أنها كانت عمليات اختفاء منظمة ومخططاً لها؟

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب