"تعذيب وحشي" تمارسه فصائل مسلحة في عفرين بحق مواطن كوردي

30-10-2025
خالد جميل محمد
الكلمات الدالة عفرين الفصائل المسلحة التعذيب
A+ A-
رووداو ديجيتال

صرَّح الناشط في مجال حقوق الإنسان، إبراهيم شيخو، وهو من أهالي عفرين، أن "الحالة الصحية لمعتقل سابق في سجون الفصائل المسلحة تدهورت كثيراً، بسبب ما تعرض له من تعذيب في أثناء اعتقاله".

وأكّد مصدر مقرَّب من عائلة المعتقل، لشبكة رووداو الإعلامية، أن "المواطن الكوردي محمد علي محد علي بقي حوالي 50 يوماً تحت تعذيب وحشي، في سجن ماراته (معراته) بعفرين، وأن الفصائل المسلحة هناك، تسببت في تدهور حالته الصحية كثيراً".
 
 بعدها تلقَّت رووداو تصريحات مسجلة من المواطن محمد علي نفسه، وأكد صحة الخبر.
 
"صيدنايا عفرين"
 
بخصوص موضوع التعذيب الذي تعرض له المواطن الكوردي (محمد علي علي)، أفاد إبراهيم شيخو، لشبكة رووداو الإعلامية، يوم الخميس (30 تشرين الأول 2025)، أنه "رغم مرور ثمانية أشهر على الإفراج عن المواطن الكوردي (محمد علي محمد علي)، الذي تعرّض لتعذيب وحشي في أثناء اعتقاله على أيدي الفصائل المسلحة بعفرين".
 
وقد أكد شيخو "أن محمد علي مقيم حالياً بحي الشيخ مقصود، بمدينة حلب، وأن حالته الصحية سيئة جداً، ولا تزال علامات التعذيب واضحة على جسمه، بل إنه عاجز عن الكلام والفهم والتواصل"، كما وصف شيخو معتقله بأنه "صيدنايا عفرين" تشبيها له بمعتقل بسجن صيدنايا بدمشق، في عهد نظام الأسد، تعبيراً عن حجم التعذيب الذي تعرض له المواطن الكوردي.
 
الأضرار الصحية الدائمة
 
في السياق ذاته أفاد الناشط في مجال حقوق الإنسان، إبراهيم شيخو أن المواطن الكوردي "محمد علي محمد علي منذ الإفراج عنه، حتى الآن، يواصل تلقيه العلاج في مدينة حلب، إلا أن وضعه الصحي يزداد سوءاً، فهو يعاني هزالاً شديداً وعجزاً عن الحركة، فيما وصف الأطباء حالة الأعصاب في قدميه بأنها (ميتة) نتيجة الضرر الدائم، الناجم عن التعذيب الشديد"، وأكَّد أن "محمد علي أُصيب باضطرابات نفسية حادة أفقدته القدرة على التعرّف بصعوبة إلى مَن حوله أو التحدث معهم، ولا تزال حالته حرجة".
 
"التعذيب بالحرق والبتر"
 
بحسب المعلومات التي أدلى بها الناشط في مجال حقوق الإنسان، إبراهيم شيخو، لرووداو، فإن "المعتقل السابق لدى الفصائل المسلحة بعفرين، أُجبر أثناء احتجازه على الوقوف فوق سطح معدني ساخن، ما أدى إلى حروق من الدرجة الثالثة في جسده، وإلى سلخ جلد قدميه، إضافة إلى بتر بعض أصابعه، فضلاً عن تلقيه أكثر من 160 جلدة بالسوط، على أيدي مسلحي الفصائل التي اعتقلته"، وهو ما أكَّده محمد علي نفسه، في تصريحات له أدلى بها لرووداو.
 
التأكد من مصدر مقرَّب
 
للتأكد من صحة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع، تواصلت رووداو مع مصدر مقرَّب من عائلة المواطن محمد علي محمد علي، حيث أكّد مصدرٌ لم يرغب في ذِكْر اسمه لأسباب خاصة، أن المعلومات التي حصلت عليها رووداو عن اعتقال محمد علي وتعذيبه "صحيحة" وأن "الفصائل المسلحة في منطقة الشهباء، بالريف الشمالي من حلب، أثناء الهجوم الأخير على منطقة تل رفعت، قبيل سقوط نظام الأسد بأيام قليلة، في بداية كانون الأول 2024، تزامناً مع هجوم هيئة تحرير الشام على حلب، واعتقلته تلك الفصائل وأخذته إلى سجن أعزاز، في ريف حلب الشمالي، حيث بقي هناك 5 أيام".
 
أفاد المصدر نفسه أن "الفصائل التي اعتقلته أخبرته بأن يذهب إلى عفرين للحصول على بطاقة هوية، وهناك نقلته الفصائل إلى سجن ماراته (معراته)، حيث تعرض للتعذيب، على يد عنصر يسمى (أبو عُدَي) وعنصر آخر اسمه (أبو عدنان)، وكان التعذيب يومياً وشديداً، مدة حوالي 50 يوماً تقريباً، لدرجة أن أفراد عائلته لم تعرفه في بداية إطلاق سراحه وعودته إليهم".
 
أكد المصدر نفسه أن "محمد علي، بعد أن أطلق سراحه كان في حالة سيئة جداً، وتبين أن بعض أصابع قدميه قد بُترت في أثناء التعذيب، وأن جسده تعرض للتعذيب بالكهرباء وغير ذلك من أساليب التعذيب، وكسروا 4 من أسنانه، وبعد إطلاق سراحه، نتيجة التوتر النفسي والعصبي، لم يعد قادراً على التحدث أو التواصل إلا بصعوبة شديدة".
 

تأكيد من المواطن محمد علي نفسه

تحرت شبكة رووداو الإعلامية الموضوع، وتلقّت من المواطن محمد علي محمد علي، تصريحات مسجلة، أكد فيها ما وردَ في هذا الخبر، وقال: "لقد ضربوني 160 سوطاً، وكسروا 4 أسنان لي، وجرحوا قدمي ويدي، ونتجية ذلك ما عدت قادراً على تناول الطعام".
 
أما بخصوص التهمة التي وجهت إليه، فقد قال محمد علي لرووداو: "إن الفصائل وجهت له تهمة العمل مع الحزب"، في إشارة إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بحسب ما أوضحه مصدر مقرب من العائلة، مبيناً أنه قال لهم في أثناء التحقيقات إنه كان "بحاجة إلى العمل".
 
"مناشدة المنظمات الدولية"
 
في تصريحاته لرووداو، ناشد محمد علي الخيّرين والمنظمات الإنسانية أن يقدموا له "المساعدة والعلاج"، كما أن الناشط في مجال حقوق الإنسان، إبراهيم شيخو قال لرووداو إنهم "يناشدون المنظمات الحقوقية الدولية لفتح تحقيق في هذه الانتهاكات، وتقديم المسؤولين عنها للعدالة الدولية".
 
بحسب المعلومات التي حصلت عليها رووداو من المصدر نفسه، فإن هذا المواطن الكوردي اسمه محمد علي محمد علي، وأمه وحيدة، من مواليد 1982، من أهالي ناحية شيه (شيخ الحديد) بريف عفرين، وأبٌ لثلاثة أطفال، وكان قد اعتُقل في 1 كانون الأول 2024، وتعرّض خلال اعتقاله لــ"أبشع أساليب التعذيب" قبل الإفراج عنه بحالة حرجة".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب