مطران دمشق للسريان الكاثوليك ينتقد اقتصار الدستور السوري على الفقه الإسلامي

27-05-2025
 المطران يوحنا جهاد بطّاح، رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في دمشق
المطران يوحنا جهاد بطّاح، رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في دمشق
الكلمات الدالة الدستور السوري سوريا المسيحيون
A+ A-
رووداو ديجيتال

دعا المطران يوحنا جهاد بطّاح، رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في دمشق، إلى إشراك المكون المسيحي في صياغة الدستور السوري، مشددا على عدم تقبلهم أن يكون التشريع الإسلامي المصدر الوحيد للدستور الذي لاقى "رفض غالبية المكونات" السورية. 
 
ىقال المطران بطّاح، في حديث لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الثلاثاء (27 أيار 2025)، إن اللقاء الذي جمعه بمسؤولين في الجامعة الكاثوليكية ناقش وضع الأوقاف المسيحية في الدولة العراقية، مضيفًا أن القيادة الجديدة في سوريا حافظت على قوانين الأحوال الشخصية وصاغتها بما يتماشى مع الواقع، رغم وجود تحفظات لدى المسيحيين، لا سيّما أن "الشريعة الإسلامية تعد المصدر الرئيسي للتشريع"، حسب تعبيره. 
 
وأشار المطران إلى أن سوريا مهد المسيحية، معبّرًا عن رفضه لأن يكون التشريع الإسلامي المصدر الوحيد للدستور، قائلاً: "يمكن أن يكون أحد المصادر"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي يشملان عناصر وضعية ومتطورة. كما شدد على أن الكنيسة تملك تنظيمًا كنسيًا متميزًا يمكن أن يُستفاد منه ويكون ذا نفع للآخرين.
 
وأضاف: "من المهم أن يكون هناك تعاون، فالعقد الذي يجمع بين المكوّنات هو الدستور، ونأمل أن تتم دعوتنا للمشاركة في صياغته، حتى يشعر أبناؤنا بالأمان ويثبتوا في أرضهم ولا يهاجروا".
 
وفي معرض حديثه عن الإعلان الدستوري، أوضح بطّاح أن معظم المكوّنات في سوريا رفضته، لكنه أكد في المقابل أن "حقوق المسيحيين محفوظة"، وأن ما يُعد امتيازات، كحق المطران في الإدخال المؤقت، أصبح غير معمول به، حيث يُعامل المطران كمواطن شأنه شأن سائر المواطنين، وهو أمر معمول به في معظم دول العالم. 
 
وأردف: "لسنا ضد المساواة، بل نرحب بها، حتى في الأمور الخدمية مثل الكهرباء. نحن لا نرغب في التميز عن الآخرين، بل نؤمن أننا مواطنون وعلينا أن نشارك الدولة في كل شيء، لكن دون التنازل عن حقوقنا".
 
وأكد المطران أن المسيحيين يشكلون مكونًا أساسيًا في البلاد، وليسوا عنصرًا طارئًا، موضحًا: "المسيحي لا يُعد غريبًا أو طارئًا على الوطن، بل هو من يستقبل الجميع، وجذوره عميقة في الأرض السورية". 
 
ودعا إلى حوار داخلي شامل، قائلًا: "من الأفضل أن تتم دعوتنا للحوار داخل سوريا، بدلًا من أن نتحدث عنها عبر محطات فضائية أجنبية. أنا ابن سوريا، ابن دمشق، وجذوري ضاربة في عمق التاريخ، فلماذا لا تأتي وسائل الإعلام السورية لتتحدث معنا؟".
 
وحول الأوضاع الراهنة، قال المطران بطّاح إن الأزمات موجودة في كل البلدان، لكن الأضواء مسلطة بشكل مفرط على المسيحيين، داعيًا الإعلام إلى لعب دور إيجابي في بناء جسور السلام. 
 
وتابع: "نحن في عام الرجاء، ولدينا أمل كبير في أن تعود سوريا بلدًا آمنًا، مزدهرًا، ومتسامحًا مع جيرانه. هناك لمسات جميلة في هذا البلد، وهناك أناس مخلصون رغم ما تعرضوا له من معاناة وتشرد، لكنهم عادوا إلى وطنهم بمحبة وسلام". 
 
وختم بالقول: "نحن شعب يحب بعضه البعض، ونريد أن نساهم في بناء سوريا الغد".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا

الداخلية السورية تنفي حصار السويداء: تضليل بهدف فتح ممرات خارجية

نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، بشكل قاطع المزاعم المتداولة حول فرض حصار على محافظة السويداء، واصفاً إياها بأنها حملة إعلامية مضللة تقف خلفها جماعات مسلحة تسعى لخدمة مصالحها غير المشروعة.