البيت الدمشقي.. زخارف ولوحات تحكي تاريخ مئات السنين من الإبداع العمراني

26-08-2019
رووداو
البيت الدمشقي
البيت الدمشقي
الكلمات الدالة البيت الدمشقي سوريا غرف الضيف
A+ A-
رووداو - أربيل

يعد البيت الدمشقي من البيوت الجميلة واللافتة في العاصمة السورية، دمشق، وهو موقع تاريخي وآثري هام في هذا البلد. بني البيت الدمشقي في العام 1036م، وتوجد على جدرانه زخارف ولوحات جميلة صورت بأسلوب فني مثير.

البيوت أسرار، مثل شعبي دمشقي قديم مختصر، يعني أن البيوت تحفظ أسرار أصحابها، ويجب احترام هذه  الخصوصية، بالإضافة لذلك فإن البيت الدمشقي هو بذاته سر من أسرار الجمال والإبداع العمراني.

يقول، عماد حمودة، وهو متعهد ترميم بيوت دمشقية إن "مدخل الباب الرئيسي يكون باب خوخة، باب الخوخة خشب، للبيت باب كبير وباب صغير، الباب الصغير عندما يدخل الضيف سيكون مجبراً على الانحناء، لانه يدخل الى البيت العربي، اول شيء تدخل إلى أرض الديار، فيها بحرة و أرض حجر، أبيض أو أحمر أو رخام هناك أنواع من البحرات، منها الرخام الإيطالي، كما تشتهر البيوت العربية بشجر النارنج".

مفردات البيت الدمشقي متعددة ومتنوعة وربما تختلف بين البيت الغني والبيت الفقير ببعض التفاصيل ولكن هناك أقسام رئيسية لا بد أن تكون موجودة وهي دليل على أصالة  وتاريخ هذا البيت.

وبين حمودة "اتجاه الليوان يكون في صدر البيت، ومميزاته أن له قوس حجرة اتجاهه على القبلة، الجلوس دائما فيه، عند العصر يجلسون فيه و يكون فيه مد عربي وأمامه البحرة تعمل  وعند مجيء الضيف يجلس فيه ويكون سقفه عجمي، الليوان ميزته أنه عالي وتحت كل بيت عربي هناك قبو، وله فتحتان يمينية ويسارية ليدخل ضوء الشمس منها، بذلك الوقت لم يكن هناك كهرباء، وكان هذا القبو بيت مونة".

ويضيف "نحن الآن في القاعة الرئيسية مثل مايقال قاعة الشرف، لها باب خاص بجانب الباب الرئيسي، يدخل الضيف إليها، تتمز بجمالها، بزخرفتها و أقواسها، رخامها، بالبحرة التي تتوسطها، يدخل الضيف ويجلس وهي تأتي ثلاث مستويات، مستويان عاليان ومستوى منخفض يدخل الضيف ويشلح من رجله لأنها مفروشة بالسجاد العجمي والقيشاني والفرش العربي".

عدد الغرف الكثيرة في أي بيت دمشقي سببه عدد أفراد العائلة الكبير الذي تشتهر به العائلات الدمشقية عموماً، و تمسكها بالبقاء في بيت واحد.

وأشار حمودة إلى أن "هناك غرفة مميزة بالبيت اسمها غرفة العروس، صاحب البيت لديه عدد من الشباب و يريد أن يزوج أول واحد منهم يزوجه فيها، حتى يزوج الثاني، فينتقل الأول لغرفة أخرى، و هناك كاريدور يطل على الليوان، و ميزته أن العروس تقف بهذا الممر ويكون العريس وأهله بالليوان تأتي وتنظر عليه لتعرف إذا كانت تريده أو لا، وإذا كان جميل، وهذه الأمور غرفة الصيبات: تطل على حارتين ،باتجاه الشمال واتجاه الجنوب ، هذه الغرفة تكون فوق الحارة فوق الطريق و تكون مستقلة عن البيت العربي يجلسون فيها عند المساء يتفرجون على المارة".

مختصر الوصف للبيت العربي الدمشقي هو ما كتبه أحد الباحثين الأجانب حيث شبهه بالمرأة المحجبة التي تحتفظ بجمالها تحت هذا الحجاب وهكذا هو البيت الدمشقي مغلف من الخارج بهدف السترة من أعين الفضوليين و لكن من يدخل اليه سيعجب مما يستره هذا الحجاب من بساطة و روعة عمرانية.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب