رووداو ديجيتال
يُنظر إلى الورد الدمشقي على أنه كنز سوري، وفي الوقت نفسه هو بمثابة كنز ذو أهمية تاريخية.
نظم الشعراء أبياتاً عن الورد الدمشقي وأشار إليه شكسبير في روايته "الليلة الثانية عشر".
يستخدم الورد، المعروف بعبيره القوي، للأغراض الطبية أيضاً، حيث وصفت اليونسكو حصاده وزراعته بالتراث غير المادي.
يزرع هذا النوع من الورد تقليدياً على مشارف دمشق، لكن منذ اندلاع الحرب، تضاءل إنتاج وحصاد الورد هناك.
كما أن الحرب في سوريا المستمرة منذ 12 عاماً شردت نصف سكان البلاد، بما في ذلك العديد من المزارعين الذين اعتادوا زراعة الورود الدمشقية.
ومع مرور السنين، قرر البعض البدء في زراعة الورود في الشمال.
في بلدة كللي التابعة لمحافظة إدلب، يحصد عدنان كيالي موسمه الأول من الورود الدمشقية، حيث استلهم أفكاره من مزارعين آخرين جلبوا هذا التقليد من ضواحي دمشق.
ويقول إنها "السنة الأولى التي نزرع فيها الورود هنا، الفكرة جاءت من دمشق، حيث تشتهر الورود الدمشقية هناك، إنه مكانها الأصلي. ونتيجة لما حدث هناك، اضطر الناس للانتقال من هناك إلى هنا، أعتقد أن زراعة الورد توقفت هناك وسط الأحداث الجارية، بدأ شخص واحد بزراعتها هنا وانتشرت الفكرة، وكان بعض المزارعين ينظرون إلى زراعة الورود على أنها عمل ناجح".
يمكن للوردة، التي يسهل زراعتها، تحمل العديد من الأحوال المناخية.
يبيع كيالي الورود في السوق بمدينة إدلب، حيث يتم تحويلها إلى مربى وماء الورد وحتى بيعها جافة: "منذ حوالي عامين، لاحظنا أن زراعة الورود هنا ناجحة، فالنمو والإنتاج جيد جداً".
في حين أن حصاد الورود يمكن أن يكون صعبا بسبب جذعها الشائك، إلا أن كيالي يرى أن عبير الوردة وجمالها يجعلان العمل ممتعاً "من مزايا زراعة الورود، أنها تبعث رائحة لطيفة ومنظرها جميل، فهي تمنح أولئك الذين يعملون بالورود، سواء كانوا منتجين أو مزارعين، راحة نفسية".
في السوق، تمتلئ الرفوف في العديد من المتاجر بماء وبتلات الورد، وهو أمر يتطلع إليه الكثير من السوريين في الشمال كل عام.
يقول مروان لدخاني، وهو متسوق من إدلب: "نستخدم مربى الورد في وجبة الإفطار كل يوم، ونصنع أيضاً مشروبات مختلفة باستخدام ماء الورد، ننتظر شراء الورود كل موسم في هذا الوقت تقريباً".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً