رووداو ديجيتال
بعد أكثر من 6 سنوات من انقطاع مياه نهر الخابور، الذي يمرّ من بلدة تل تمر، في الجزيرة، بكوردستان سوريا، أطلقت تركيا مياه هذا النهر، من جديد، باتجاه بلدة تل تمر، في كوردستان سوريا، حيث توجه أهالي تلك البلدة إلى ضفاف النهر، فرحين، وبدؤوا يصطادون الأسماك ويمارسون السباحة.
توجهت كاميرا شبكة رووداو الإعلامية، يوم السبت (25 تشرين الأول 2025)، إلى ضفاف نهر الخابور ببلدة تل تمر، وأعدّت بعض المقابلات والمشاهدات حول هذا الموضوع المُهمّ بالنسبة إلى سكان تلك المنطقة وما حولها، وذلك للأهمية الكبيرة لمياه نهر الخابور لهم وتأثير ذلك في حياتهم ومعيشتهم، خاصة أن المورد الرئيس لهم يتمثل في الزراعة، التي كانت تعتمد سابقاً على مياه هذا النهر في الري.
فرحة الناس بجريان الخابور
التقت رووداو بمحمد محمود، وهو أحد مهجَّري منطقة سري كانيه (رأس العين)، ومقيم حالياً في منطقة تل تمر، حيث كان على ضفة نهر الخابور، وتحدث قائلاً: "اليوم توجهت إلى نهر الخابور، وإنه لأمرٌ يدعو إلى السرور أن تجري المياه فيه، ودِدْتُ لو كنتُ في سري كانيه وأرى جريان الماء هناك أيضاً، حيث كان الأطفال يسبحون في الماء، فهذا المشهد يذكّرنا بطفولتنا، وأرى أن هذه المياه الجارية تعكس السلام، لأن الماء يفيد مختلف المجالات، كالزراعة وغيرها".
في المكان نفسه، على ضفاف نهر الخابور، التقت رووداو بآزاد حاجو، وهو من سكان بلدة تل تمر، ورئيس المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، بتل تمر، حيث قال: "إنه لَمن دواعي السرور أن نكون اليوم على ضفاف نهر الخابور، هذا النهر الذي كانت بلدة تل تمر تُعرف به، إضافة إلى نهر زركان، وهذا الجريان لمياه النهر يبعث الفرح والراحة، بعد أن كان قد جُفَّ طيلة السنوات الماضية، لأن تركيا قطعت عنه الماء".
استحضر آزاد حاجو ذكرياتٍ تتعلق بهذا النهر، وقال: "سابقاً كان الناس يأتون إلى هذا المكان ويمارسون الصيد، والتنزّه، وحين سمعنا بأن مياه نهر الخابور بدأت تجري، سُررنا كثيراً."، وأشار إلى أن منطقة تل تمر "شهدت مواجهات ودماراً، مما جعل كثيرين من سكانها ينزحون، لكنْ عندما تجري مياه النهر فإن الناس يتوجهون نحوه، لعدم وجود رياض ومتنزّهات كبيرة في هذه البلدة، فكان الناس يتطلعون إلى هذا النهر، إلا أن مياهه تنقطع أحياناً، وهذا أمر يدعو إلى الأسف".
أكد آزاد حاجو أن "آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية كانت تستفيد من مياه هذا النهر، وكان أحد مصادر المعيشة للناس، ولهذا فإن توقف مياه هذا النهر يسبب المصاعب لهم، وبقيت الأراضي قاحلة، خاصة أن السَّنة الماضية لم تشهد هطلاً للأمطار، وعندما يُجفّ الخابور فإن الأراضي الزراعية تبقى دون ريّ، وهذا يؤثر في الحياة الاقتصادية للسكان، لكنْ عندما تجري فيه المياه، فإن الأوضاع الاقتصادية تتحسن".
الدعوة إلى استمرار جريان مياه النهر
في سياق حديثه عن أهمية نهر الخابور، وضرورة استمرار جريان المياه فيه، قال رئيس المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، بتل تمر، "نرجو من المنظمات الدولية، أن تمارس تأثيراً في تلك الجهات التي تمنع جريان مياه هذا النهر، آملين أن تكون المسائل المتعلقة بالمياه ونحوها، بعيدة عن المسائل السياسية والضغوطات على الشعب لإخضاعه، فالمياه مسألة طبيعية، وهب الله الناس هذه النعمة، آملين أن تبقى المياه جارية في هذا النهر".
بحسب المعلومات التي حصلت عليها رووداو من سكان منطقة تل تمر، فإن تركيا أطلقت مياه نهر الخابور المارّ ببلدة تل تمر، مساء يوم الخميس (23 تشرين الأول 2025)، ويأملون أن تبقى المياه جارية وأن تزاد كمياتها أيضاً.
معلومات عن نهر الخابور
يبلغ طول نهر الخابور (320) كم، ويتراوح عرضه ما بين (28-50) متراً، وينبع من كوردستان تركيا، ثم يعبر الحدود جنوباً إلى مناطق الجزيرة بمحافظة الحسكة، بمدينة سرى كانيه (رأس العين)، ويمر ببلدة تل تمر، ثم يمر في مدينة الحسكة، ثم مدينة الشدادي، وبعدها يصب في نهر الفرات، قرب مدينة البصيرة التابعة لمحافظة دير الزور.
في العقود الأخيرة انخفض مستوى مياه نهر الخابور كثيراً، لأسباب تتعلق بقلة الأمطار، وتغير المناخ، والسدود التي أقامتها تركيا في مناطق منبع هذا النهر وغيره.
ومنذ سنة 2015 بدأت تركيا بقطع مياه هذا النهر، وزاد قطع المياه بصورة أكبر، في عام 2019 بعد احتلال مدينة سري كانيه، ثم قُطعت المياه بصورة كاملة.
هذا النهر الذي يصبّ في نهر الفرات، ويمر في الأراضي السورية، ويعدّ رافداً من روافده، هو غير نهر الخابور الذي يرفد نهر دجلة في جنوبي كوردستان، حيث يمر في مدينة زاخو ثم يصل إلى منطقة فيشخابور ليصب في نهر دجلة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً