رووداو – أربيل
صمود حلب الشرقية أسقط جمع الخيارات البراغماتية بصدد العملية السياسية، الحلبيون رغم خذلانهم من قبل المجتمع الدولي المفترض، المجتمع القابض على مداميك سدة السلم والأمن العالميين تحدوا جبروت الفسطاط الشرقي والهلال الشيعي.
كل الخيارات أخفقت في ردع القصف المركز على حلب الشرقية، كل المؤتمرات في سبيل إيجاد حلحلة للأزمة السورية ذهبت أدراج حمى الانغماس في سفك دماء الحلبيين الذين لم يدخروا جهداً مادياً أو معنوياً في إسقاط أسطورة الأسد الأب والابن التي أصبحت كابوساً مدمراً للسوريين مند خمسة عقود قاطبة.
الغربيون لم ييأسوا بعد من ملاحقة روسيا في مجلس الأمن الدولي، لقد أعدت لها فرنسا تقريراً ديكومنتاريا تدين من خلاله ربيبها النظام السوري باستخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين في الغوطة الشرقية والريف الإدلبي، التقرير الذي سيدين دون مواربة أو مسوغ قانوني مضاد للأسد ونظامه بجريمة الإبادة الجماعية ضد مواطنيه العزل.
كلا الطرفين، النظام ومن ورائه روسيا والميليشيات الشيعية من جهة، والمعارضة ومن ورائها الدول الإقليمية والدول ذات الاستراتيجيات البراغماتية من جهة أخرى، يتحضران للمعركة الكبرى في حلب الشرقية، لأن الطرفين يدركان الإدراك كله أن جميع الطرق والأساليب الدبلوماسية قد نفذت لإيجاد حل حاسم أو تسوية مرضية للخروج من النفق المظلم، أو انتشال الدرة اليتيمة من عنق الزجاجة التي تجرفها أمواج بحر متلاطم.
الفصائل المسلحة استجمعت كل قواها البشرية واللوجستية العسكرتارية لحسم معركة الوجود أو اللاوجود في حلب الشرقية، المعارضة المسلحة تعلم أن أي تراخٍ أو انكسار أو هزيمة لها في حلب يعني الاندحار والقهقرى والغياب في غياهب الاندثار، وبالتالي ذهاب دماء المدنيين والمقاتلين هباءً منثوراً خلال سنوات الثورة التي كشفت زيف وخداع الديمقراطية الغربية والأنانية الإسلامية التي ارتكست إلى الوراء حيث تتلطى دولها الخمس والخمسين بقانون دولي عفت عليه سخائم جيوبوليتيكيا الاستراتيجيات البراغماتية.
روسيا رغم أنها إحدى الدول الحامية للسلم والأمن العالميين، إلا أنها أصبحت طرفاً معادياً للمعارضة السورية في سوح القتال، فقد استخدمت كل أسلحتها القديمة والحديثة ضد المعارضة وعلى رؤوس السورين عامة، والحلبيين خاصة، لهذا فهي تستبعد أي هدنة أخرى في حلب بعد أن افتضح أمر هُدنها التي أصبحت مند شباط الماضي كمتوالية رياضية، استقبل الحلبيون من خلالها آلاف الأطنان من الصواريخ والمقدوفات والبراميل المتفجرة التي أحالت حلب إلى مدينة خاوية على عروشها.
الفسطاط الغربي أمام حساباته البراغماتية أخلى الساحة الحلبية للفسطاط الشرقي، الفسطاط الشرقي المتمثل في روسيا والصين والهلال الشيعي، ذلك الفسطاط الذي يفعل الآن في حلب فعل حركة التاريخ القائمة على نظرية التاريخانية الاستقلابية، تلك النظرية التي تستبدل الحضارة بالبربرية، من خلال العمل العسكري المدمر، ومن ثم القيام بالتهجير الممنهج لتفعيل التغيير الديموغرافي القائم على الخزعبلات الدينية الكهنوتية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً