إعادة إعمار سوريا.. مسار شاق وتكلفة تصل إلى 400 مليار دولار

25-01-2025
رووداو
تأمل العائلات السورية في تحسن الأوضاع الاقتصادية التي ازدادت سوءاً على مدار 13 عاماً
تأمل العائلات السورية في تحسن الأوضاع الاقتصادية التي ازدادت سوءاً على مدار 13 عاماً
A+ A-

رووداو ديجيتال

مع سقوط نظام بشار الأسد الشهر الماضي، تأمل العائلات السورية في تحسن الأوضاع الاقتصادية التي ازدادت سوءاً على مدار 13 عاماً ومع ذلك ما تزال الأوضاع المعيشية الصعبة قائمة، حيث يواجه السكان تحديات كبيرة في ظل الانهيار الاقتصادي.

إعادة الإعمار في ظل غياب الموارد

في حي القابون قرب العاصمة دمشق، يسعى سمير البغدادي، ميكانيكي سوري، لإعادة بناء منزله المدمر وسط أكوام من الأنقاض التي خلفتها سنوات الحرب.

يقول البغدادي أثناء جلوسه على ركام منزله: "الموارد المالية شبه معدومة، إزالة الأنقاض تحتاج إلى معدات، وهذا يتطلب أموالاً لا نملكها، الوضع المالي صعب للغاية بالكاد نغطي احتياجاتنا الأساسية، مثل الطعام والماء، وأيضاً أدفع إيجاراً للشقة. كما ذكرت، الأمور صعبة جداً. الأطفال وأنا نفعل ما بوسعنا بأيدينا لإعادة بناء المنزل، ولكن من الناحية المالية، نحن في حالة جمود."

وتحدث البغدادي عن ارتباطه بمسقط رأسه قائلاً: "ماذا يمكنني أن أقول؟ غادرنا وانتقلنا إلى أماكن عديدة، لكننا لم نشعر أبداً بأننا أحياء حقاً. لكن عندما أعود إلى هنا، حيث ولدت، مسقط رأسي، رغم كل الدمار وحال المنزل الآن، أشعر بنوع من السلام الداخلي. أستطيع أن أقول إنني أفضل العيش هنا في غرفة واحدة على أن أعيش في قصر في مكان آخر."

الفقر وانعدام الأمن الغذائي

الاقتصاد السوري يعاني من أزمات متعددة، أبرزها الفساد والعقوبات الدولية وسوء الإدارة، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم ودفع 90% من السكان إلى الفقر.

وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف السكان، أي نحو 12 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

معاناة الحرفيين

في السوق القديمة بدمشق، يعاني الحرفيون، مثل أبو سمير، النجار البالغ من العمر 68 عاماً، من أزمة الكهرباء التي لا تصلهم إلا ساعة واحدة يومياً.

يقول أبو سمير: "الوضع الاقتصادي سيء للغاية. إذا تحدثنا عن الكهرباء، على سبيل المثال، فهي لا تصل إلا لمدة ساعة واحدة في اليوم، وأحياناً أقل".

وأضاف: "هذا يؤثر على البلد بأكمله. مع ساعة واحدة فقط، لا أستطيع أن أنتج شيئاً. تقنياً، عملي يسير بالخسارة. وفي سني هذا، لا أستطيع إدارة ورش كبيرة بدون كهرباء".

تحديات إعادة الإعمار

التقديرات تشير إلى أن إعادة إعمار سوريا ستكلف أكثر من 400 مليار دولار، وفقاً لخبراء، في حين أن تقديرات الأمم المتحدة في عام 2017 قدّرت التكلفة بـ250 مليار دولار فقط.

وأوضح سينان حتاحت، الباحث الاقتصادي في المجلس الأطلسي بواشنطن أنه "دون وظائف، ودون تدفق كبير للأموال والاستثمارات، ودون دعم مالي من الدول المانحة، لن تتمكن هذه العائلات من تلبية احتياجاتها. هذا الوضع يحتل قمة أولويات الحكومة الجديدة. ولحل هذه المشكلة، يجب إعادة تشجيع الإنتاج، وهو أمر يعتمد على العقوبات. هناك حاجة إلى رفع العقوبات."

رغم الظروف القاسية، يتشبث السوريون بأمل عودة الحياة إلى طبيعتها مع بدء مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، آملين أن تسهم الجهود الدولية والمحلية في تحسين الأوضاع المعيشية وإعادة إعمار ما دمرته سنوات الحرب.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب