يوميات حلب35.. حلب الشرقية.. فوكوفار الكرواتية تُستنسخ في حصارها!

24-11-2016
لولوخان
الكلمات الدالة يوميات حلب35 فوكوفار الكرواتية حصار لولوخان
A+ A-

رووداو – أربيل

المبعوث الأممي، ستافان دي مستورا، يهيب بالمجتمع الدولي للتدخل العاجل لإنقاذ حلب الشرقية من مصير مماثل لـ"فوكوفار" الكرواتية قبل فوات الأوان, فوكوفار التي عاشت ما يقارب الـ90 يوماً تحت حصار القوات الصربية في تسعينيات القرن المنصرم, المبعوث الأممي يدرك قبل غيره من المشتغلين في الدبلوماسية والشؤون العسكرية أن ما يقوم به الفسطاط الشرقي المتمثل بالبسطاط السوفييتي والكورباج البعثي والخنجر الشيعي, أن المدينة المنكوبة قاب قوسين أو أدنى إلى حالة الحالقة والطامة الكبرى, حيث ستصبح المدينة قاعاً صفصفاً لا أثر للبشر والعمران فيها, حينما يطبق الأسد بفيلقه الجديد على ما تبقى من الحجر والأنفاس بين حنايا الأحياء التي أنهكها الجوع والمرض جراء سخائم صروف الدهر وبني ثارات الأحلام المريضة.

القوات السورية لم تتوقف لحظة واحدة من استهداف الأحياء الشرقية برياً وجوياً, فقد اتهمتها فصائل المعارضة باستخدام الغازات السامة من خلال البراميل المتفجرة التي تلقيها ليل نهار على الأحياء العامرة بالمدنيين, تلك القوات الحكومية التي تتهم فصائل المعارضة باتخاذ المدنيين رهائن ودروع بشرية تدفع أثمان استوكارها للمعمورة المدنية, تلك الفصائل التي تستنكر تلك التهمة القميئة حسب زعمها من قبل الدعاية الحكومية, حيث عبر السكان المحليون أنهم يُقصفون دون أن يعلموا لماذا يُقصفون؟!، فلا يوجد بين ظهرانيهم حسب ادعاء النظام  لا عناصر الجيش الحر ولا الإرهابيين, أنهم حسب أقوالهم يعانون الجوع والبرد والنسيان من قبل مجتمع دولي آثر الدجل والهرطقة من خلال شعارات حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية التي سحقتها سنابك المصالح والأولويات البراغماتية.

تركيا من جانبها تدفع روسيا باتجاه جعل حلب الشرقية إلى إدارة ذاتية مدنية تدار من خلال مجالسها المحلية, وتذكر حليفتها الجديدة إلى استخدام نفوذها لدى نظام الأسد لكي يستجيب إلى سلطان العقل السياسي بدلاً من سلطان العقل التدميري, حيث ستتحول المدينة في نهاية المعمعة إلى ركام لا يستفيد من أطلالها لا غالب ولا مغلوب, ولكن روسيا من جانبها قد عقدت العزم على المضي في الحل العسكري كما فعلت ذلك قبل عشرين ونيفاً من الأعوام في غروزني الشيشانية.

الحسابات التركية والروسية لا تتوافق مع حسابات الهلال الشيعي والبلدوزر العلوي, فالهلال والبلدوزر يستحثان الخطى يوماً إثر يوم للحل العسكري قبل مباشرة الكلادياتور الأمريكي ترامب مهامه في البيت الأبيض, خشية أن تتغير الرؤى والاستراتيجيات القبلية والبعدية, لأن الجيوبوليتيكيا البراغماتية تتغير وفق الترموميتر الكارتلاتي.

المنظمات الإنسانية من جانبها دقت ساعة الأخلاق والفضيلة, أعلنت أن الطفولة في حلب الشرقية تنازع, فقد باتت المستشفيات والمدارس خاوية على عروشها, والأنكى من التعطيلين الإنساني والعمراني، فإن فرق الإنقاذ المدنية لم تعد تستطيع الخوض في عمليات البحث عن الأحياء والأموات تحت الأنقاض, ولسان حالها يسبقها قائلاً: لقد اتسع الخرق على الراقع.!

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب