رووداو ديجيتال
غطت بتلات الورد الدمشقي ذات الألوان الزاهية أرض مزرعة في محافظة حماة السورية، في اليوم الأول من مهرجان الورد الدمشقي، ما ملأ الهواء برائحة زكية.
الزهرة القديمة المعروفة برائحتها تعتبر سفيرة سوريا إلى العالم، فللسوريين تاريخ طويل مع هذه الورود، فهي سهلة الزراعة وتتحمل العديد من المناخات.
طور أهالي بلدة المراح مجموعة من التقاليد حول الزهرة، ما أوصلها إلى قائمة الأمم المتحدة للتراث الثقافي غير المادي في عام 2019.
في شهر أيار من كل عام، يمسك الناس سلالهم ويبدأون في قطف الورد.
ويقول المزارع محمود مصطفى شرفو إن "زراعة الوردة الدمشقية شيء ورثناه عن أجدادنا، وأصبح الآن مصدر دخلي، لقد كان الأمر يسير بشكل جيد بالنسبة لي، ولقد كنت ومنذ ذلك الحين، لقد مررنا بموسم جيد هذا العام، وقمنا برشه بالمبيدات الحشرية وسقيناه كمية كافية من الماء".
بعد الحصاد، يأخذ المزارعون البتلات ويصنعون منتجات مختلفة بما في ذلك ماء الورد والمربى والزيوت، ويتم استخلاص ماء الورد بواسطة آلة قديمة تعرف محلياً باسم "الكراكة"، تقوم بتقطير بتلات الورد، حيث كانت هذه الممارسة تتم تقليدياً في ضواحي دمشق، ولكن منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، تضاءل إنتاج وقطاف الورد هناك.
يقول المزارع علي الأحمد: "لقد بدأنا بـ 300 نبات، لقد أحضرتهم إلى هنا بنفسي، زرعنا (الورود) هنا وشجعنا الآخرين على زراعتها بدعم من الأمانة السورية (للتنمية)، وانتشرت زراعة الوردة إلى درجة أننا كنا نمنحها مجاناً".
وأضاف:"بعد أن نحصده، نأتي به إلى هنا ونستخدمه بطريقتين، لدينا مرحلة التجفيف حيث ننتهي ببراعم الورد وبتلاته المجففة، لدينا أيضاً مرحلة التقطير، حيث نصنع ماء الورد، وهذا ما نفعله هنا كمزارعين".
أدت الحرب الدائرة في سوريا منذ 12 عاماً إلى نزوح نصف سكان البلاد، بمن فيهم العديد من المزارعين الذين اعتادوا زراعة الورد الدمشقي.
ريم الإبراهيم، الموظفة في الأمانة السورية للتنمية، والمشرفة على المهرجان نوهت إلى أن "الحرب الطويلة المستمرة في سوريا، والتي استمرت منذ 12 عاماً، أحدثت آثاراً نشاهدها على الوردة الدمشقية.، فالوردة الدمشقية لا تقل أهمية عن أي قطاع آخر، فهي مصدر دخل للكثير من الناس.. فالمزارعون يزرعون الورد، والنساء يعدن المنتجات من الورد".
واضافت: "وبسبب هذه الحرب المنهكة وتجديد العقوبات التي أصبحت عائقاً أمام تطوير المنتجات وتصديرها إلى الخارج، تعمل الأمانة السورية مع المجتمع لمواجهة التحديات التي نواجهها داخلياً".
وأشارت إلى أنه "لما كانت الوردة الدمشقية محاطة بمجموعة من الممارسات والعادات والتقاليد والحرف التراثية وبناء على رغبة المجتمع فقد تم إدراج الوردة مع كل الممارسات والتقاليد المحيطة بها، على قائمة اليونسكو للتراث في عام 2019".
يشار إلى أنه تم إلغاء عدد من فعاليات المهرجان هذا العام بسبب الإعلان يوم الثلاثاء عن إصابة السيدة السورية الأولى أسماء الأسد بسرطان الدم.
وأصدر أهالي منطقة قلعة المهالبة بيانا قالوا فيه إنه تم إلغاء جميع الاحتفالات يوم الثلاثاء تضامناً مع السيدة الأولى.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً