رووداو ديجيتال
أكّد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، طارق الأحمد، أن موقف سوريا ثابت من الغزو التركي على أنه احتلال وسيكون لدمشق ردّ ستراتيجي حيال ذلك.
ووصف الأحمد، خلال حديثه لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الثلاثاء (24 أيار 2022)، الموقف التركي المستجد بـ"الانتهازي"، مبيناً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "يريد انتهاز فرصة وجود حرب هي أشبه بحرب عالمية بين روسيا وأوكرانيا والغرب، من أجل أن يكسب المواقف التي يبيتها أصلاً لاحتلال الأرض السورية وتغيير جغرافية وديموغرافية المنطقة كلها، من أجل تحقيق حلمه في إعادة السلطنة العثمانية".
وبيّن أن أردوغان، بإعلانه إطلاق عملية جديدة في شمال سوريا قريباً، إنما "يعجّل بأخذ مكاسب سواء من دول ناتو ومن الغرب أو من انشغال روسيا، من أجل تنفيذ هذا المشروع".
وحول موقف الدولة السورية حيال تصريحاته، شدد على أن موقف دمشق "ثابت وواضح في هذا المجال، فهذا يعد احتلالاً للأرض السورية".
وكشف الأحمد، أن "هناك رد ستراتيجي يحتوي عدة عناصر، فسوريا ضمن محور مقاوم وهذا المحور لن يسمح لتركيا أن تنفذ هذه المخططات".
"منذ أحد عشر عاماً تقريباً، أي من عام 2011، بدأت حرب في سوريا، لم تكن عبارة عن مظاهرات سلمية، وقد تكشف للكثيرين أنها حرب تركية، وحرب غزاة، حرب موّلت وكانت تركيا ضالعة فيها، الآن تكشفت الحقائق"، وفقاً للأحمد.
وأشار عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أن رجب طيب أردوغان "غيّر مخططاته لاحتلال جزء من سوريا، طالما أنه لم يستطع أن يحتل دمشق يريد أن يحتل جزءاً من الأرض السورية".
وذهب إلى أن "ظن أردوغان بأنه سيقضم جزءاً من الأرض السورية فهذا يعني أنه أعلن الحرب الشاملة، وهذا سيفكك تركيا وسيقيم الحرب في المنطقة كلها".
"إن قضم جزء من الأرض السورية وضمه لتركيا يعني أن هناك تغييراً جغرافياً وديموغرافياً في المنطقة كلها، وأن الخرائط لن تبقى كما هي، وهذا الأمر على المدى الطويل، سوف يفضي إلى حرب بين كل محور المقاومة وتركيا"، بحسب حديث الأحمد.
ولفت إلى أن "مصطلح الهلال الشيعي، ليس من كلماتنا ولا من عباراتنا، وهذه عبارات مغلوطة ومضللة، الكلام عن الشيعة والسنة وما شابه كلام فارغ".
وتابع: "هناك محور مقاوم يريد أن يصد الهيمنة الأميركية التي تدمر العالم، أميركا دمرت العالم، دمرت أفغانستان، دمرت العراق، وتبتز أميركا اللاتينية".
وافترض أن تصريحات أردوغان بإطلاق مشروع أو تهديدات "ليست بالضرورة أن تنفذ كما أطلقته، بل يحاول أن يلعب على الحبال من أجل تنفيذ مشروعه بطريقة أو بأخرى".
واستدرك بالقول: "أعتقد أن المشروع الذي أطلقه حقيقي، وهنالك خطر على كل المنطقة، إذ يريد أن يدمر الكورد، ويغير الديموغرافية، لأنه يشعر بخطر وجودي".
ونوّه بأن "الخطر الكوردي على مشروع أردوغان أكثر من الخطر السوري إذا صح التعبير، لأن الكورد يشكلون ربما ثلث السكان في تركيا وبالتالي هذا مشروع خطير جداً عليه".
الأحمد أضاف بأن أردوغان "يريد أن يقضي على هذا الحلم الكوردي تماماً، وليس أمامه إلا تنفيذ هذا المشروع الذي هو يعدّ توسعياً، ويمكن أن يقضي على الحلم الكوردي نهائياً، إذا نفذه".
ودعا عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي "كافة القوى المتضررة من هذا الخطر التركي أن تتكاتف مع بعضها"، مشدداً على أن "عراب هذه المشاريع هو الجانب الأميركي".
وأطلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، تصريحات حول إطلاق عملية جديدة في شمال سوريا، لاستكمال الأجزاء المتبقية من "المنطقة الآمن"، بعمق 30 كيلو متراً، وسيقرّر ذلك في اجتماع مجلس الأمن القومي بعد غد الخميس 26 أيار.
يشار إلى أن أردوغان كان قد أعلن في الـ3 أيار، عن برنامج لتوطين مليون لاجئ سوري، في 13 منطقة سورية منها إعزاز وإدلب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً