رووداو ديجيتال
أعلن ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في دمشق أن المفاوضات مع الحكومة السورية ستستمر، لكنه انتقد دمشق لعدم سيطرتها على المجموعات المسلحة، ما يخلق مشاكل مستمرة أمام اتفاق 10 آذار.
خلال مشاركته في برنامج "نوروج / اليوم الجديد"، اليوم الثلاثاء (23 كاون الأول 2025)، على شبكة رووداو الإعلامية، الذي تقدمه نالين حسن، تحدث ممثل مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) في دمشق، عبد الوهاب خليل، عن الهجوم الذي شنته المجموعات المسلحة التابعة للحكومة السورية على الحيين الكورديين (الأشرفية والشيخ مقصود) في حلب، وانتقد الحكومة السورية لعدم تمكنها من السيطرة على تلك المجموعات، قائلاً: "هذه هي المرة الثالثة التي يُنتَهَك فيها اتفاق (1 نيسان 2025) من قبل تلك المجموعات التي تعتبر نفسها جزءاً من الجيش السوري".
تأثير الأحداث في الاتفاقات
حذر عبد الوهاب خليل الحكومة السورية من أن هذه الأعمال تؤثر سلباً في الاتفاقات، قائلاً: "في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية مع الحكومة المؤقتة في دمشق، تنفذ هذه المجموعات الهجوم لتحقيق مكاسب سياسية، لكنني أعتقد أنه إذا استمراو في مثل هذه المحاولات، فإن اتفاق 10 آذار واتفاق 1 نيسان لن ينجح".
كان الرئيس السوري، أحمد الشرع، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، قد وقعا في (10 آذار 2025) اتفاقاً لدمج قوات "قسد" في الجيش السوري وضمان حقوق الكورد في البلاد. وفي (1 نيسان 2025)، جرى توقيع اتفاق آخر لخروج "قسد" من الحيين الكورديين بحلب، وتسليمها للإدارة المدنية في المدينة، لكن كلا الطرفين يتبادلان الاتهامات بانتهاك الاتفاقين.
الاستمرار في المفاوضات
أكد ممثل "مسد" في دمشق أنهم سيستمرون في مفاوضاتهم مع الحكومة السورية، قائلاً: "لقد أكدنا باستمرار على ضرورة وقف إطلاق نار طويل الأمد لتنفيذ اتفاق 10 آذار والعملية السياسية، لكن للأسف نرى يومياً هجمات على شمال وشمال شرق سوريا، وبشكل خاص الأشرفية والشيخ مقصود، وهذا سيكون له تأثير سلبي في المفاوضات. حتى الآن، موقف "قسد" واضح ويقول: نحن مستمرون في هذا الاتفاق، ويجب على حكومة دمشق الالتزام به".
البارحة الإثنين 22/12/2025، صرح وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بعد اجتماع مع وفد تركي رفيع برئاسة وزير خارجية بلاده أن "الاتفاق الذي وقع في 10 آذار من هذا العام يعبر عن إرادة ورغبة سوريا في توحيد الأرض والمؤسسات بطريقة حضارية وعمل مشترك، لكن حتى الآن لم نرَ إرادة جدية وملموسة من جانب (قسد) لتنفيذه".
أما بخصوص الخطوات الجديدة بين الحكومة السورية و(قسد)، فقد كشف أسعد الشيباني أن وزارة الدفاع السورية قدمت مقترحاً جديداً لـ(قسد) لتحريك الاتفاق، يختص بالجانب العسكري.
وقال وزير الخارجية السوري: "لقد ردوا علينا أمس الأحد، ونحن الآن بصدد مناقشة الرد، بما لا يتعارض مع المصالح العليا لسوريا ووحدة أراضيها وسيادتها".
الدعوة إلى الحوار
دعا عبد الوهاب خليل الحكومة السورية إلى الاهتمام بالحوار بين السوريين، قائلاً: "التدخل الخارجي يؤثر في المفاوضات ويكون سبباً في تأخير الاتفاقات. لذلك، يجب على حكومة دمشق إجراء المفاوضات بصيغة سورية – سورية دون تدخل إقليمي أو خارجي، بحيث تكون مصلحة السوريين فقط هي المطروحة على طاولة الحوار".
وتحدث ممثل (مسد) في دمشق عن آخر المفاوضات مع دمشق، موضحاً: "في الاجتماع الأخير الذي شارك فيه سيبان حمو، القيادي في (قسد)، جرى بحث آلية الدمج العسكري والأمني وشكل الفرق وخصوصية وحدات حماية المرأة (YPJ)، وكان هناك تقدم شفهي. في المرات السابقة كانت حكومة دمشق لا ترد، لكن هذه المرة يبدو أنهم ناقشوا الأمر وردوا رسمياً على مقترحات (قسد). كان من المقرر مناقشة ردودنا، لكن تلك الأحداث وقعت".
أحداث حلب
يوم الإثنين (22 كانون الأول 2025)، اندلعت اشتباكات بين المجموعات المسلحة التابعة للحكومة السورية وقوى الأمن الداخلي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية. وبحسب إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل 4 أشخاص وأصيب 25 آخرون في الاشتباكات. وفي وقت متأخر من الليل، قررت كل من وزارة الدفاع السورية وقوى الأمن الداخلي في الشيخ مقصود والأشرفية وقف القتال.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً