280 ألف سوري عادوا لوطنهم عبر معبر باب الهوى منذ الإطاحة بالأسد

22-09-2025
رووداو
معبر باب الهوى
معبر باب الهوى
الكلمات الدالة سوريا تركيا
A+ A-

رووداو ديجيتال

شهد معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا حركة نشطة وغير مسبوقة من اللاجئين السوريين العائدين إلى وطنهم بعد سنوات من النزوح القسري نتيجة الأحداث الدامية التي مر بها البلد منذ عام 2011، إذ بدأ العديد من المواطنين السوريين الذين كانوا قد اضطروا للهرب بسبب النزاع، بالعودة إلى ديارهم في مناطق مختلفة من سوريا، بعدما ساد شعور بالأمل والتفاؤل مع التغيرات السياسية والأمنية الأخيرة في البلاد.

أحد العائدين، أبو محمد زياده، الذي غادر سوريا مع بداية الثورة عام 2011، تحدث عن مشاعره قائلاً: "غادرت سوريا في 2011 مع بداية الثورة. كان الوضع آنذاك صعباً للغاية، ولم أكن أتوقع أنني سأغادر لفترة طويلة. الآن، وبعد كل هذه السنوات، شعرت بالحاجة للعودة لتقييم الوضع بنفسي، ولأرى منزل عائلتي الذي لم أره منذ سنوات طويلة، وللتواصل مع أصدقائي وأقاربي الذين كانوا يعانون معي. في النهاية، يدفعني الشوق العميق لوطني، والعودة إلى حضن الأرض التي ولدت فيها."

من جانبه، قال أحمد الشبلّي، الذي عاد بعد 14 عاماً من التهجير: "عودتي بعد 14 سنة هي قرار طوعي. لم يكن من السهل اتخاذ هذا القرار، لكن بعد سقوط بشار الأسد هناك فرصة عظيمة لبناء وطن جديد، نحن الآن عدنا لنبني حياتنا الجديدة ونبدأ أعمالنا الجديدة، ونساهم في إعادة إعمار وطننا الحبيب. سوريا بحاجة إلينا، ونحن بحاجة إليها."

وتستمر عمليات العودة الطوعية بكثافة، حيث تشهد مكاتب المعبر حركة متواصلة للاجئين العائدين الذين يستكملون إجراءاتهم. المعبر يوفر كافة التسهيلات اللازمة للعائدين، بما في ذلك النقل المجاني من المعبر إلى داخل سوريا، بالإضافة إلى تقديم خدمات نقل الأثاث للعائدين من خلال تنظيمات خاصة. كما يتم تسهيل إجراءات الهجرة والجمارك بشكل سلس لتيسير عملية العودة.

وفي هذا السياق، قال مصطفى الحلّاق، مدير العلاقات العامة في معبر باب الهوى: "تشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من 280.000 مواطن سوري قد عادوا طوعاً ونهائياً إلى سوريا منذ سقوط بشار الاسد حتى اليوم. هذا إلى جانب أكثر من 32.000 من حاملي الجنسية التركية-السورية وأكثر من 1.200 عضو من الجالية السورية الذين عادوا من دول أخرى. نحن في المعبر نوفر لهم جميع التسهيلات اللازمة لعودتهم، بما في ذلك خدمات النقل المجاني، والتعاون مع مختلف الجهات لتوفير نقل الأثاث إلى داخل البلاد."

وأضاف الحلّاق قائلاً: "نحرص على ضمان أن تكون عملية العودة سلسة ومريحة لجميع العائدين، ونحن نعمل مع جميع الجهات المعنية لتسريع الإجراءات وتقديم كل الدعم اللازم لهم. وقد نجحنا في تسهيل دخول المواطنين السوريين إلى بلادهم، ونحن مستمرون في تقديم خدماتنا بأفضل شكل ممكن."

من الجدير بالذكر أن هذا المشروع يشكل جزءاً من جهود الحكومة السورية لتشجيع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم، حيث تم تنظيم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تأمين بيئة آمنة ومستقرة للعائدين. في الوقت نفسه، تشير الإحصاءات إلى أن هناك زيادة ملحوظة في أعداد العائدين خلال الفترة الأخيرة، مما يعكس الأمل الكبير الذي يعيشه السوريون في العودة إلى وطنهم والمشاركة في إعادة بنائه.


تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب