"سانا" تعلن رسمياً عقد اجتماع سوري إسرائيلي مباشر في باريس

20-08-2025
الكلمات الدالة أسعد الشيباني سوريا إسرائيل
A+ A-

رووداو ديجيتال 

وعقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، يوم الثلاثاء، لقاء نادراً في باريس مع رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي وأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. 


وتأتي هذه المباحثات، التي أفادت تقارير بأنها جرت بوساطة أميركية، في وقت تكافح فيه سوريا للحفاظ على سيطرتها على المناطق ذات الأغلبية الدرزية في الجنوب، حيث دعا متظاهرون مؤخراً إلى الاتسقلال عن الدولة السورية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) يوم الثلاثاء أن الشيباني التقى "بوفد إسرائيلي" في باريس "لمناقشة عدد من القضايا المتعلقة بتعزيز الاستقرار في المنطقة وجنوب سوريا". وأضافت أن المحادثات التي "عُقدت بوساطة أمريكية" تأتي "في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها".

وفي حين لم تكشف سانا عن هويات المسؤولين الإسرائيليين، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشيباني التقى بديرمر، وهي تقارير أكدتها يوم الأربعاء قناة "الإخبارية"، وهي وسيلة إعلامية سورية رسمية أخرى.

ووفقاً لوكالة سانا، تركزت النقاشات على "خفض التصعيد، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء [ذات الأغلبية الدرزية]" جنوب سوريا.

وكانت اشتباكات قد اندلعت في 13 تموز بين مقاتلين دروز وقبائل بدوية في السويداء. وتصاعد الصراع مع تدخل القوات الحكومية السورية قبل إعلان وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في 19 تموز.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن عدد قتلى أعمال العنف في السويداء، منذ 13 تموز الماضي، بلغ 1709 شخصاً، بينهم "484 مدنياً أُعدموا ميدانياً" على يد القوات الحكومية السورية. كما رصد المرصد انتهاكات شبه يومية لوقف إطلاق النار منذ منتصف حزيران.

الدور الإسرائيلي

في خضم أعمال العنف في السويداء، شنت إسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية وحكومية سورية.

وكان السبب المعلن لإسرائيل لهذه الغارات – التي شملت قصف مبنى لوزارة الدفاع السورية في دمشق – هو حماية الطائفة الدرزية، مستشهدةً بالروابط الثقافية والعائلية العميقة بين الدروز في إسرائيل وسوريا.

ولكن، بعيداً عن المخاوف الإنسانية، يبدو أن تدخل إسرائيل كان مدفوعاً أيضاً بمصالح استراتيجية طويلة الأمد في سوريا، خاصة هدفها المتمثل في الحفاظ على منطقة عازلة منزوعة السلاح في جنوب سوريا بالقرب من حدودها.

ففي أوائل كانون الأول، قاد تحالف من قوى المعارضة – كانت تتصدره آنذاك هيئة تحرير الشام (المنحلة الآن) بقيادة أحمد الشرع – هجوماً سريعاً أطاح بنظام بشار الأسد الذي حكم طويلاً. وفي أواخر كانون الثاني، أصبح الشرع رئيساً مؤقتاً لسوريا.

ومنذ ذلك الحين، كثفت تل أبيب جهودها لتدمير المخزونات العسكرية لدمشق ودخلت قواتها مناطق عازلة شرق مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
 
وكانت إسرائيل قد استولت على معظم مرتفعات الجولان من سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967. 

وفي عام 1974، أدت اتفاقية فصل القوات التي توسطت فيها الولايات المتحدة إلى إنشاء منطقة عازلة تحت مراقبة الأمم المتحدة لخفض التوترات من خلال ترسيم خطوط الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية دون إقامة سلام رسمي.

ووفقاً لسانا، ناقش اجتماع الشيباني مع الوفد الإسرائيلي أيضاً "إعادة تفعيل اتفاقية 1974".

دبلوماسية القنوات الخلفية

على الرغم من أن البلدين في حالة حرب من الناحية الفنية منذ عام 1948، إلا أن اجتماع باريس هذا يمثل ثاني لقاء مؤخراً بين الشيباني وديرمر. فقد عُقد اجتماع سابق في باكو بأذربيجان في 31 تموز، وكان مدفوعاً أيضاً باضطرابات السويداء.

وأفادت التقارير بأن محادثات باكو شملت المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، الذي أكد الاجتماع لاحقاً قائلاً: "كان هدفنا الحوار وخفض التصعيد، وقد حققنا ذلك بالضبط".

ويوم الثلاثاء، نشر باراك صورة على منصة "إكس" مع موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الذي كان قد حث على التدخل الإسرائيلي أثناء اشتباكات السويداء. ووصف باراك لقاءهما بأنه "ودي ومثمر"، مضيفاً: "ناقشنا الوضع في السويداء وكيفية التوفيق بين مصالح جميع الأطراف، وخفض التوترات، وبناء التفاهم".

وجاء اجتماع الشيباني في باريس أيضاً في أعقاب احتجاجات شهدتها السويداء يوم السبت، رفع خلالها المتظاهرون الدروز الأعلام الإسرائيلية وطالبوا بتقرير المصير. 

وفي مقاطع فيديو انتشرت على الإنترنت، سُمع بعض المتظاهرين يطالبون بالانضمام إلى إسرائيل.

ورداً على ذلك، حذر الرئيس أحمد الشرع، خلال جلسة حوار مع وجهاء من محافظة إدلب في وقت متأخر من ليلة السبت، من أي تحرك نحو التقسيم.

وقال: "لقد أطحنا بنظام [الأسد] في معركة تحرير سوريا، وما زال أمامنا معركة أخرى لتوحيد سوريا. يجب ألا يكون هذا بالدم والقوة العسكرية".

وفي إشارة إلى احتجاجات السويداء، أضاف الشرع: "بعض الأطراف تحاول استقواء قوة إقليمية – إسرائيل أو غيرها. هذا أمر صعب جداً ولا يمكن تنفيذه"، واصفاً فكرة تقسيم سوريا بأنها "مستحيلة".

وفي سياق مماثل، نقلت قناة "الإخبارية" الرسمية يوم الثلاثاء عن الشيباني وديرمر تأكيدهما على "الالتزام بوحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع تهدف إلى تقسيمها".

وشدد الجانبان على أن "السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا وأن المواطنين الدروز جزء أصيل من نسيجها الوطني".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب