الإعلامي سمير متيني: أرى أن هناك ظلماً شديداً بحق الكورد

19-10-2025
رووداو
دلبخوين دارا وسمير متيني
دلبخوين دارا وسمير متيني
الكلمات الدالة سمير متيني دلبخوين دارا
A+ A-
رووداو ديجيتال
 
في مقابلته مع دلبخوين دارا، ضمن نشرة السابعة، الخاصة بسوريا وكوردستان سوريا، صرح الإعلامي "الكوردي السوري"، كما يحب أن يُلقَّب، سمير متيني، لشبكة رووداو الإعلامية أن "هناك ظلماً شديداً بحق الكورد"، مبيناً شعوره إزاء سقوط نظام الأسد، قائلاً: "أنا فرحت لسقوط النظام ولم أفرح لهذه السلطة"، وهو يقصد السلطة الحالية في دمشق.
 
كوردي من دمشق
 
أشار دلبخوين دارا، في نشرة السابعة، مساء الأحد (19 تشرين الأول 2025)، إلى أن سمير متيني "إعلامي شهير جداً على شبكة التواصل الاجتماعي"، مشيداً بدوره وتأثيره الكبيرين، قائلاً : "نراه وحده، لكنه يؤثر مثل حكومة، حيث يتابعه الملايين على منصات التواصل، وتتحول فيديوهاته إلى تريندات، وتلقى انتشاراً واسعاً".
 
رحب دلبخوين دارا بضيفه، سمير متيني، وأوضح أنه "كوردي من دمشق، لكنه يعيش الآن خارج سوريا، بمدينة برلين بألمانيا"، ورَدَّ متيني السلام باللغة الكوردية، وأردفه ببضع كلمات بالكرمانجية، لكنه فضَّل أن تكون المقابلة باللغة العربية التي يتقنها أكثر من لغته الأمّ، معلِّلاً ذلك أنه "من كورد الشام"، قائلاً: "ظَلمَنا البعثُ، ولم يسمح لنا بتعلم لغتنا (الكوردية)، فالوالد كان يتكلم الكوردية، وكذلك العائلة والجيل الأول منها، أما نحن - الجيل الثاني، جيل السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي- فقد كنّا محرومين من حق التعلم بلغتنا الكوردية"، موضحاً أنه يعرف التحدث باللغة الكوردية ويفهمها إلى حدٍّ ما، مردفاً كلامه بمفردات كوردية ردَّدها في أثناء مقابلته، مبيناً أن معرفته بهذه اللغة تتراوح ما بين (30-45%).
 
كوردي سوري
 
في ردّه على سؤال دلبخوين دارا عن اللقب الذي يريد أن ينادى به، قال متيني: "طبعاً أنا كوردي وسوري في الوقت نفسه، وحالياً أنا ألماني أيضاً، لكنني من أصول كوردية، أي أن دمي، وعرقي، وأهلي كورد. طبعاً نحن من أحفاد صلاح الدين الأيوبي، وأحفاد كاوا الحداد، وأحفاد بارزاني، وأحفاد قاضي محمد"، مفتخراً بكونه من الشعب الكوردي، مضيفاً: "نحن أبناء هذه الأمة العظيمة، المعروفة والمظلومة تاريخياً، نتيجة ما حصل، مثلاً في (سايكس بيكو)، والتقسيم الظالم الذي صار في المنطقة، وكذلك ثقافة البعث، على مدى أجيال متعاقبة".
 
استشهد متيني بدور الكورد في التاريخ، قال: "نحن أحفاد صلاح الدين الذي دافع عن الأمة العربية والإسلامية"، ثم ربط ذلك بالواقع الراهن، وكيف أن بعض المتعصبين القوميين يقولون للكورد "من أين أتيتم؟" مضيفاً: "نحن شعب يبلغ تعداده 70-80 مليون نسمة، حول العالم، له تاريخ عريق وثقافة ورجالات سجلوا التاريخ، سواء في الدولة السورية، بتأسيسها أو في دولة العراق أو في كل دول المنطقة التي يتوزع على جغرافيتها شعبنا الكوردي العظيم"، بحسب تعبيره.
 
أما بخصوص إجادة اللغة العربية، فقد قال متيني: "نحن نتكلم اللغة العربية، لأننا عشنا مع إخواننا العرب، نحبهم ونحترم الثقافة العربية، ونحترم ثقافة الكورد، وندافع عن حقوق المكونات كلها دون أي تمييز، لكن العقلية الشوفينية والبعثية ما زالت مسيطرة على الكثير من العقليات العنصرية، ويجب أن تتغير هذه الذهنية، لا سيما بعد الثورة السورية".
 
النشاط الإعلامي
 
رداً على سؤال دلبخوين دارا بأن الناس تسأل عن نشاط متيني على شبكة التواصل الاجتماعي، إن كان يشكل له مصدر دخل مادي، أجاب: "طبعاً أستفيد مادياً، ولولا ذلك، فكيف يمكنني أن أعيش؟! فأنا لست موظفاً مع جهة حكومية، ولا مع جهة حزبية، ولا أتبع أي حزب كوردي أو عربي أو تنسيقية أو ائتلاف، فكل ما هنالك هو من خلال جهدي الشخصي. وعندي دخل مادي من عائدات الإعلانات التي تأتي على اليوتيوب والفيسبوك والقنوات. لكني لا أتلقى أجراً من أي جهة سياسية. ولديّ وكالة أنباء أيضاً، ومكتب في واشنطن، ولندن، وبرلين، والنمسا".
 
في ما يتعلق بالجانب المهني في حياته، قال متيني: "عملت في الإعلام منذ تسعينيات القرن العشرين، بمدينة دبي للإعلام، وكذلك في عدد من القنوات كقناة ABC وقناة الفجيرة وإذاعة FM، وكنت مدير برامج ومدير قسم إعداد المذيعين، ولغة الجسد وغيرها". مضيفاً أنه ذو "خبرة طويلة في مجال الإعلام الرياضي والإعلام السياسي والإعلام الفني والمجتمعي"، في بداية حياته الإعلامية، مبيناً أنه انتقل إلى "الإعلام السياسي حوالي 16 عاماً، عبر قناةABC الأميركية، ثم عبر قناة سوريا الغد، التي كانت بالقاهرة، بعدها خضنا موضوع الدفاع عن الشعب السوري، ووقفنا في وجه النظام الظالم، نظام البعث".
 
أوضح متيني أنه يعيش في ألمانيا منذ 14 سنة، قائلاً: "وجدت أنه يجب أن أتحدث مع الناس، فبدأت بخمسين مشاهدة على شبكة التواصل الاجتماعي، والآن تُعَدّ منصتي بحسب مراكز الدراسات المنبر الأكثر مشاهدة في مجال الإعلام السياسي الذي يبث على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي، موضحاً أن عدد مشاهدات الفيديو عنده بلغ "مليوني متابع، وعلى اليوتيوب يقترب العدد من مليون مشاهدة، وعلى المنصات الأخرى أيضاً".
 
نفي التواصل مع قسد أو الحكومة
 
في سياق المقابلة، نفى متيني أن يكون قد التقى أو تواصل مع قادة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أو أنهم تواصلوا معه أو وجهوا له دعوة، وقال: "لم يوجهوا لي دعوة ولم أتقابل معهم، بل أنتقدهم أحياناً، و(قسد) هم أبناؤنا، أبناء الوطن السوري، وأنا أتعامل مع (قسد) كمكون سوري على الأرض السورية، ومنهم جزء كبير من الأخوة الكورد والعرب تحالفوا لمشروع سياسي، لكن لم ألتق بأي من قياديي (قسد) ولم أتواصل معهم بشكل مباشر".
 
أردف قائلاً: "أرى أن هناك ظلماً كبيراً بحق الكورد، وبشكل عام هم يختزلونه في كلمة (قسد)، ويوجهون لهم اتهامات بالانفصال، اتهامات بالتهجير، اتهامات كثيرة" لافتاً الانتباه إلى دور الإعلام المعادي لمواقفه ولقوات سوريا الديمقراطية قائلاً: "مع الأسف الماكينة الإعلامية تتهمني بالدفاع عن (قسد)، لكني أعتبر (قسد) صمام أمان للبلد، وجزءاً من قوات عسكرية وأمنية بمكافحة الإرهاب في سوريا".
 
كذلك نفى أن تكون حكومة الشرع أيضاً قد وجهت له دعوة إلى دمشق، فقال: "ليس لي أي تواصل معهم على الإطلاق، ومن الأشهر الثلاثة الأولى من سقوط النظام احتفلت وفرحت وكنت أعبر عن فرحتي لسقوط النظام، ولم أفرح لهذه السلطة".
 
أشار أيضاً إلى أن "التداخلات الإقليمية والدولية تسببت بخلق حالة من الجفاء بين الكورد وغيرهم، على خلفية ما حصل بعفرين واحتلالها، وكذلك بث خطاب الفتنة والكراهية، في عهد النظام السابق ولا يزال النظام الحالي يمارس العمل نفسه"، مبيناً أن "الماكينة الإعلامية والخطاب الظالم بحق الكورد بشكل عام و(قسد) بشكل خاص، هو الذي جعلني أدافع عن المظلومين".
 
نقد المرحلة الراهنة
 
أما عن مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، فقد قال متيني: "انتظرنا انتقال السلطة، انتظرنا مؤتمراً وطنياً، انتظرنا انطلاقاً نحو الديمقراطية، وتجريم الخطاب الطائفي والتحريض ومنعهما، كما حصل في الساحل وما حصل في السويداء، وكما يحصل لقوات سوريا الديمقراطية، من تحريض، حتى أن أبناء السنة من العرب أيضاً يتعرضون لمضايقات"، مضيفاً إلى ذلك قوله: "انتظرناهم لثلاثة أشهر أو أربعة أشهر، لكنهم لم يلتزموا بالدستور، ولم يبادروا بانتقال السلطة، بل إنهم دائماً يصدرون أزماتهم إلى الخارج واللقاءات الدولية والإقليمية، ولا يقومون بالإصلاح في الداخل".
 
وفي سياق رده على سؤال دلبخوين "إذا وجهت دعوة إليك، فهل ستذهب إلى دمشق؟" أجاب متيني: "لا". معقّباً إجابته بقوله: "قد يظن جمهور هذه السلطة أنني معادٍ لهذه السلطة، لا، بل أنا معادٍ للظلم، معادٍ للتطرف، معادٍ لخطاب العنجهية، معادٍ لخطاب التشدد والكراهية الذي انتشر في هذه الفترة، بعد سقوط الأسد. أما بالنسبة إلى السلطة الحاليةـ فإن قامت بإنتاج نظام وطني، اتفاقيات مع الكورد، حقوق الكورد في الدستور، حقوق المكونات، الانطلاق إلى نظام ديمقراطي، بداية مؤسسات حكومية حقيقية، فسأكون أول مؤيد لهذا التوجه"، مضيفاً أنه لا يعتقد أن "هذه الحكومة ستنجح لأنها آتية من رحم تنظيمات متشددة"، بحسب تعبيره.
 
أضاف أيضاً: "في الحقيقة أنا لا أهاجم الحكومة، بل أنتقدها بحدة، أي بشدة، كما ما يقال في الإعلام، هو العلاج بالصدمة علاج بالصدمة، أي أنا أنحاز إلى المواطنين، وأنا أنتقدهم، لأني شامي ودمشقي، ولديّ أخبار، تصلني رسائل هائلة من تجار دمشق، سواء المقيمين داخل سوريا أو في خارجها، أنه هناك هيمنة على أملاك الناس، الأملاك الخاصة والأملاك العامة، حيث لا توجد مؤسسة عسكرية ولا مؤسسة قضائية ولا مؤسسة أمنية. فأنا عندما أنتقدهم، أنتقدهم بهدف الإصلاح، لأن مهمة الإعلام ليست التحدث عن الإيجابيات، فإعلام السلطة يتكلم عن الإيجابيات، أما الإعلام المحايد فعليه أن ينتقد الأخطاء التي تتحول إلى إيجابيات".
 
تجربة السويداء
 
في ما يتعلق بموضوع السويداء، أوضح متيني أنه دعا إلى "درء الفتنة في السويداء، ومنع الشحن الطائفي"، مما قد يؤدي إلى تقسيم سوريا، لكنه تلقى "الشتائم والمسبات" من مؤدي الحكومة الحالية. وتحدث عما صرح به وزير الخارجية السوري بأن ما حصل في السويداء كان "فخاً وقعنا فيه جميعاً"، فعلق متيني على ذلك قائلاً: "لسنا نحن من وقعنا في هذا الفخ، بل السلطة هي التي وقعت فيه". مشيراً إلى أن "عدم الاعتراف بالذنوب الكبيرة التي ترتكبها السلطة، سيؤدي بسوريا إلى التقسيم".
 
الإشادة بأداء دلبخوين دارا
 
في نهاية المقابلة أشاد سمير متيني بطريقة أداء مقدم نشرة السابعة، في تلفزيون رووداو، دلبخوين دارا، وقال: "أنا معجب بأسلوبك، خاصة الارتجالية في هذا الأسلوب، وأنت نجم متألق أيضاً، وإعلامي كبير وفخر للكورد، وفخر لكل الإعلام الكوردي".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

أطفال بلدة تل تمر يفرحون بجريان نهر الخابور-رووداو

عودة مياه نهر الخابور بتل تمر إلى الجريان بعد انقطاع 6 سنوات

بعد أكثر من 6 سنوات من انقطاع مياه نهر الخابور، الذي يمرّ من بلدة تل تمر، في الجزيرة، بكوردستان سوريا، أطلقت تركيا مياه هذا النهر، من جديد، باتجاه بلدة تل تمر، في كوردستان سوريا، حيث توجه أهالي تلك البلدة إلى ضفاف النهر، فرحين، وبدؤوا يصطادون الأسماك ويمارسون السباحة.