رووداو – أربيل
لا يوجد أحد في الشام لا يعرف العراضة الشامية، لأن طقوسها ليست جديدة فهي تعبير أهل الشام عن الفرح وتشكّل المبارزة بالسيف والترس أحد أهم مظاهرها وترافقها مظاهر الرقص بالأيدي والأرجل وضرب الطبول والأجواء الحماسية التي تدل على قيم الرجولة.
يقول عضو واحدة من فرق العراضة الشامية: "العراضة تختصر بكلمتين هي تعبير أهل الشام عن الفرح. هذا مجمل العراضة الشامية بشكل عام، هي عرض للمراجل، لأهل الشام، كان يأتي الرجال من حارات إلى حارات أخرى وتأتي معهم فرقة عراضة، وتصف طباع أهل الحارة، باختصار هذه هي العراضة، لكن هي بحر واسع وحبنا لها لم يأت من فراغ".
ويقول عضو آخر في الفرقة: "اليوم لا يوجد أحد لا يعرف العراضة الشامية، لأن طقوسها ليست جديدة، ليست من البارحة واليوم، هذه العراضات التي تراها اليوم عمرها 35 سنة، أنا دخلت إلى العراضة الشامية وعمري 14 سنة تقريباً، أعمل بهذا المجال من 34 سنة، فأصبح هذا الشيء يجري في دمي، ولحد الآن نحن عليها".
أحياء دمشق القديمة اعتادت على وجود فرق العراضة التي تشارك في مختلف المناسبات، وجرت العادة في العرس الدمشقي أن ترافق العريس بكامل تفاصيل عرسه لتشجع أصدقاءه والأفراد على المشاركة في أجواء يسودها التفنن بالأهازيج الخاصة لكل مناسبة.
وتتميز العراضة الشامية بلباسها القديم الذي يجذب الناس وانتقل من جيل إلى جيل للحفاظ على تراث الماضي. الطقم يبدأ من القبعة، اسمها حب الرمان، والشالة والصدرية وأسفل منه القميص والشملة التي يلفونها أربع أو خمس لفات أو سبعة، والشروال.
كما تختلف الأهازيج التي يتم ترديدها من مناسبة إلى أخرى، ويمكن لرئيس الفرقة أن يرتجل ويصف ما هو مناسب. أي مناسبة عند أهل الشام يجب أن يكون فيها عراضة شامية، كعرس أو افتتاح محل.
وتشكّل المبارزة بالسيف والترس أحد أهم مظاهر العراضة الشامية وترافقها مظاهر الرقص بالأيدي والأرجل وضرب الطبول والأجواء الحماسية التي تدل على قيمة الرجولة والصمود في ساحات القتال ويتراوح عدد المبارزين بين اثنين إلى أربعة أشخاص وتنتهي بالعناق الودي لإدخال الفرقة لقلوب الحاضرين، وهناك رقصة الضابط الحربي، حركاتها صارمة وأيضاً هناك لعبة الحكم وهي أساس لعبة السيف.
رغم مأساة الحرب والأزمات التي مرت بها سوريا إلا أن شعبها مازال محافظاً على طرقها التراثية في الاحتفال، بانتظار استخدام هذه الطرق ومنها العراضة الشامية ابتهاجاً بانتهاء ما يمر به السوريون من أزمة وحصار.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً