"التتبع حدد موقعها في عفرين".. خاطفون يطالبون بفدية 100 ألف دولار مقابل فتاة كوردية ألمانية في سوريا

17-09-2025
الكلمات الدالة دير حافر نورمان جلال العمشات حلب
A+ A-
رووداو ديجيتال 

اختطف مسلحون مجهولون فتاة كوردية ألمانية في شمال سوريا نهاية الأسبوع الماضي، مطالبين عائلتها بفدية قدرها 100.000 دولار، حيث هددوا بقتلها في حال عدم الامتثال، حسبما أبلغت العائلة شبكة رووداو الإعلامية اليوم الأربعاء.
 
كانت نورمان جلال قد عادت إلى مسقط رأسها في كوباني بشمال سوريا قادمة من ألمانيا في وقت سابق من هذا العام، وكان من المفترض أن تعود إلى هانوفر في الأيام المقبلة. لكنها تعرضت للاختطاف مع صديقتها "فاطمة صالح" على يد جماعة مجهولة يوم السبت، أثناء توجههما إلى مدينة حلب حيث كانت خبيرة التجميل ترغب في شراء لوازم لعملها.
 
وبينما ذكرت بعض وسائل الإعلام أن فاطمة تحمل الجنسية الألمانية أيضاً، أكدت شبكة رووداو الإعلامية أنها تحمل الجنسية السورية فقط.
 
وقال مصطفى عادل، أحد أقارب نورمان، لشبكة رووداو الإعلامية، الأربعاء، إن أحد الخاطفين تواصل معه عبر تطبيق إنستغرام يوم الأحد، باستخدام حسابها الشخصي.
 
وأضاف عادل: "تواصل معي أحد أفراد الفصيل عبر إنستغرام باستخدام حساب نورمان لأنهم يسيطرون على هاتفها المحمول. وأكدوا لي أنهم يحتجزون نورمان".
 
ويعتقد عادل أن نورمان محتجزة لدى فصيل "لواء سليمان شاه"، المعروف أيضاً باسم "العمشات"، وهو فصيل مدرج على قوائم العقوبات الأميركية.
 
وعندما سأل عادل الخاطفين عن المبلغ الذي يريدونه لإطلاق سراحها، قال الشخص المجهول في البداية 30,000 دولار. وفي اليوم التالي، راسل عادل مرة أخرى، قائلاً إنه بسبب إبلاغ الأسرة للحكومة الألمانية، تم رفع الفدية إلى 150,000 دولار.
 
وهدد الخاطف بقتل نورمان إذا فشلت الأسرة في دفع الفدية.
 
وقال عادل: "عندما قلت إن المبلغ المطلوب مرتفع للغاية، أجاب: 'هل ستدفعون أم نقتل نورمان؟' قلت إننا بالتأكيد سندفع المبلغ. وقال لاحقاً إنهم سيقبلون بمبلغ 100,000 دولار أيضاً".
 
وأكد قريب نورمان لشبكة رووداو الإعلامية أن العائلة عملت مع الحكومة الألمانية لتحديد مكان الخاطفين من خلال تتبع الجهاز المستخدم للوصول إلى حسابها على إنستغرام. وأضاف أن النتائج أظهرت أنها محتجزة في عفرين، وهي منطقة لا يزال مسلحو "العمشات" يحتفظون بنفوذ فيها على الرغم من انتشار القوات التابعة لدمشق في المنطقة ذات الأغلبية الكردية.
 
كما أبلغ عادل شبكة رووداو الإعلامية أنه تلقى رسائل صوتية يُزعم أن نورمان سجلتها، حيث يُسمع صوتها وهي تناشد المساعدة بصوت متقطع.
 
وقالت في التسجيل المزعوم: "مصطفى [عادل]، كل ما أراه هو اللون الأحمر... سوف يعدمونني... حياتي في خطر... أخبرهم [العائلة] وأبي أن يدفعوا 25,000 [دولار]".
 
وتواصلت شبكة رووداو الإعلامية يوم الثلاثاء مع وزارة الخارجية الألمانية لإيصال صوت نورمان، لكنها لم تتلق رداً بعد. وفي اليوم نفسه، أبلغت رووداو وزارة الداخلية السورية، التي قالت إنها "ستحقق في القضية".
 
خلفية الحادثة
 
اختُطفت نورمان وصديقتها فاطمة يوم السبت بعد عبورهما جزءاً من منطقة دير حافر شرق حلب تسيطر عليه قوات قسد، ودخولهما مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية. 
 
وعلى الرغم من تعهدات الحكومة المؤقتة بدمج جميع الفصائل المسلحة في قوة أمنية وطنية موحدة، لا تزال الجماعات نشطة في تلك المناطق.
 
وتُعد دير حافر منطقة استراتيجية شهدت مؤخراً اشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة المتحالفة مع حكومة دمشق. وتخضع المنطقة بمعظمها لسيطرة "قسد".
 
وقال عادل إن سيارة نورمان، التي صادرها الخاطفون، تبلغ قيمتها حوالي 15,000 دولار، وكانت تحمل 2,000 يورو (حوالي 2,370 دولاراً) أرسلها لها والدها من ألمانيا لشراء لوازم العمل من حلب.
 
والجدير بالذكر أن نورمان وفاطمة لم تكونا الفتاتين الكورديتين الوحيدتين من كوباني اللتين اختُطفتا في دير حافر يوم السبت. فقد تم أسر فتاة أخرى، هي هيفاء عادل طاهر، في نفس اليوم وفي نفس المنطقة.
 
وقال إبراهيم شيخو، وهو ناشط حقوقي كوردي بارز في روج آفا، لشبكة رووداو الإعلامية يوم الثلاثاء إن الفتاة البالغة من العمر 25 عاماً تنحدر من قرية خراب عطو في كوباني.
 
وأضاف: "يوم السبت، حوالي الساعة 9 و 10 صباحاً [بالتوقيت المحلي]، كانت هيفاء مسافرة من كوباني إلى حلب لزيارة عائلتها في حي الشيخ مقصود [ذي الأغلبية الكردية] في [شمال] حلب".
 
وتابع شيخو: "لكنها اختُطفت عند نقطة تفتيش تقع بين [مدينة] حلب ودير حافر"، مضيفاً أن "عائلتها تواصلت مع قوات سوريا الديمقراطية للمساعدة في تأمين إطلاق سراحها، لكن مصيرها لا يزال مجهولاً".
 
إن اختطاف الفتيات الثلاث في غضون ساعات من بعضهن البعض في نفس المنطقة يثير مخاوف جدية من أن الحالات قد تكون مرتبطة ببعضها، وربما تكون من عمل نفس الفصيل المسلح.
 
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة، أن حوالي 1,647 شخصاً قد تم اختطافهم أو فقدوا منذ بداية عام 2025.
 
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، لشبكة رووداو يوم الثلاثاء إنه "تم تسجيل 292 حالة اختطاف في المناطق التي تسيطر عليها حكومة دمشق، بينما وقعت 63 حالة في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب