الهجري يدعو لفتح الطرق مع الكورد شمال شرق سوريا

منذ 15 ساعة
الكلمات الدالة حكمت الهجري الكورد شمال شرق سوريا
A+ A-


رووداو ديجيتال 

أعلنت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في سوريا، برئاسة حكمت الهجري، محافظة السويداء "بلداً منكوباً"، داعياً إلى فتح الطرق الإنسانية مع الكورد في شمال شرق سوريا. 

ودعا البيان الصادر اليوم (الخميس 17 تموز 2025) إلى فتح الطرق مع "الإخوة الكورد" في شمال شرق سوريا، وناشد العاهل الأردني عبد الله الثاني فتح معبر حدودي مع المحافظة لأسباب إنسانية.

وجاء في البيان الذي صدر بعد "تطهير السويداء من نجس الإرهابيين"، أن المحافظة "مثقلة بجراحها"، معلناً الحداد العام على أرواح "الشهداء الأبرار" الذين سقطوا في الهجوم الذي "استهدف مدنيين عزل".

وفي خطوة لافتة، طالب البيان بـ"فتح الطرق باتجاه الإخوة الكورد"، في إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية وقسد في شمال شرق البلاد. كما توجهت الرئاسة الروحية بمناشدة مباشرة إلى الملك عبد الله الثاني "للتوجيه بفتح معبر حدودي بين السويداء والأردن لما لهذه الطرق من أهمية إنسانية في هذه اللحظات الحرجة".

ودعا البيان أبناء الطائفة الدرزية إلى "رص الصفوف" ومواساة أهالي الضحايا، مطالباً في الوقت ذاته بالتخفيف من الزيارات في المرحلة الحالية احتراماً لحالة الحداد ولإفساح المجال أمام الفرق الطبية وفرق توثيق الانتهاكات للقيام بعملها.
 
الإدارة الذاتية تستجيب 
 
من جانبها، أعلنت هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إرسال دفعة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى محافظة السويداء. 

وقالت في بيان لها: "انطلاقاً من واجبنا الأخلاقي والإنساني، ووفاءً لقيمنا الوطنية والمجتمعية التي تأسست عليها هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين، نُعلن عن قيامنا بإرسال دفعة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهلنا في محافظة السويداء". 

وذكرت أن سكان المحافظة الجنوبية "يواجهون ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة نتيجة التطورات الميدانية والهجمات الأخيرة التي طالت مناطقهم، وما ترتب عليها من تدهور في الأوضاع المعيشية والخدمية". 

وبيّنت الهيئة أنها تابعت عن كثف "نقص في المواد الأساسية وانقطاع للخدمات"، في السويداء، مما "أيقظت تلك المحنة فينا أعمق معاني التضامن الأخوي". 

وبيّنت أن هذه الخطوة "جزء من سلسلة من المبادرات التي ستتواصل تباعاً حسب الإمكانات والاحتياجات"، داعية "الجهات الوطنية والخيرية والمؤسسات الإنسانية إلى توحيد الجهود وتكثيف الدعم للسويداء". 

وورد في بيان الإدارة: "نؤكد على حرمة الدم السوري، والاحتكام إلى لغة العقل والحوار بدلاً من العنف والتصعيد". 

وبادرت الإدارة الذاتية، إلى إرسال فرق إطفاء للساحل السوري خلال تموز الجاري، للمشاركة في إخماد الحرائق التي التهمت آلاف الهكتارات من الغابات الحراجية في ريف اللاذقية. 

اشتباكات السويداء

واندلع القتال يوم الأحد الماضي في السويداء بين جماعات درزية وعشائر بدوية، مما استدعى انتشاراً كبيراً لقوات من وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين، إلى جانب فصائل مسلحة تابعة لهما.

ومع ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس عن حصيلة أولية للقتلى بلغت 360 شخصاً في الاشتباكات الدامية، بينهم 107 من أهالي السويداء و207 من القوات الحكومية.

كما أبلغ المرصد، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الإعدام الميداني لما لا يقل عن 27 شخصاً، بالإضافة إلى "انتهاكات واسعة النطاق" ارتكبتها القوات التابعة للنظام ضد المدنيين والمقاتلين المحليين.

وفي خضم التصعيد، تعهد الرئيس الروحي الأبرز للطائفة الدرزية السورية، الشيخ حكمت الهجري، يوم الأربعاء بأن الطائفة ستواصل القتال حتى الانسحاب الكامل لقوات النظام. 

وكان قد حذر قبل يوم من ذلك من أن السكان الدروز يواجهون خطر "الإبادة".

ودخلت القوات الموالية لدمشق المحافظة في أعقاب أيام من العنف بين جماعات درزية وعشائر بدوية.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية في وقت لاحق عن وقف لإطلاق النار، ورد أنه جاء بعد اتفاق مع زعماء دروز - على الرغم من استمرار الاشتباكات بعد ذلك.

الانسحاب السوري

في خطابه المتلفز يوم الأربعاء، دافع الشرع عن تصرفات الحكومة في السويداء، زاعماً أن الدولة تدخلت "بكل عزم وتصميم" لإنهاء إراقة الدماء. واتهم "جماعات خارجة عن القانون" لم يسمها برفض الحوار مع دمشق لأشهر، دون تحديد هويتها.

وأعلن أن الحكومة السورية "قررت تكليف بعض الفصائل المحلية والمشايخ [الدروز] بمسؤولية الحفاظ على الأمن في السويداء"، وسحب قواتها.

وقال: "واجهنا خيارين: إما حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي أو تكليف وجهاء الدروز وزعمائهم الروحيين بمسؤولية الحفاظ على الأمن في السويداء"، مضيفاً: "اخترنا طريق المصلحة الوطنية".

وفي حديثه المباشر إلى الطائفة الدرزية، قال الشرع: "أهدي هذا الخطاب إلى مواطنينا الدروز، وهم جزء أصيل من فسيفساء هذا الوطن. لن تكون سوريا أبداً مكاناً للانقسام أو الحرب الأهلية".

واختتم كلمته بالتعهد بمحاسبة "أولئك الذين تجاوزوا وألحقوا الأذى بأهلنا الدروز"، الذين تعهد بأنهم "سيبقون تحت حماية ومسؤولية الدولة".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب