لا يمكن الحديث عن البوظة الدمشقية إلا بوجود المرادف لها على أرض الواقع وهو متجر بوظة بكداش وهو أول من صنع البوظة الدمشقية او كما عرفت بعد بالبوظة العربية ومنه انتشرت فيما بعد الى العالم، لم يعد بكداش مجرد محل صغير في سوق الحميدية يرتاده السياح ويشهد اقبال الدمشقيين رغبة منهم في ارواء عطشهم والتلذذ بطعم البوظة الشامية في فصل الصيف بل تحول المكان إلى ذاكرة شعبية دمشقية بامتياز.
يقول أسامة بكداش من أحفاد مؤسسين بوظة بكداش بالحميدية محمد حمدي بكداش: "طبعاً البوظة العربية هي معروفة بسوق الحميدية عند بوظة بكداش الذي تأسس عام 1895، توارثناها من أجدادنا والإقبال جيد حيث يطلبونها من جميع انحاء العالم و ليس فقط سوريا و الوطن العربي، كثيرون حاولوا تقليد نفس البوظة، ولكن البوظة الدمشقية تبقى هي البوظة الأساس، وطبعاً رواد المحل من داخل سوريا و من خارجها و أصبح محل بوظة بكداش ليس فقط محل بوظة بل أصبح نقطة علامة للسياح جميعاً، السياح دائماً يقولون بما اننا في سوق الحميدية يجب أن ناكل من بوظة بكداش".
اجتهد محمد حمدي بكداش مؤسس صالون و متجر البوظة الشامية ليكتشف البوظة عبر إضافات عدة منها نبتة السحلب التي تنمو في قمم الجبال إلى جانب الحليب الطازج وهو المكون الأساسي إلى أن تمكن من صنع البوظة بإمكانات مذهلة وطريقة فريدة معلناً حينها عن إبداع سوري بامتياز توارثته الأجيال اللاحقة محافظة على سر الصنعة حتى يومنا هذا.
يضيف أسامة بكداش "بالنسبة للبوظة نحن لدينا حليب بقري طازج، بالإضافة إلى بوظة الفواكه الطبيعية لكن ما نحن مشهورون به هو البوظة العربية المدقوقة ويقصدنا الكثير من الناس بسببها، بوظة بالقشطة والفستق، هو عبارة عن حليب بقر طازج يأتي من المزارع صباحاً ثم نقوم بعملية غليه، ثم نضيف له السحلب البلدي والمسكة، ونحضره أمام الزبون ونبيعه له، ليس لدينا ما نخفيه".
انتشرت البوظة الشامية حول العالم منذ القرن الماضي بعد ما أرسلت العديد من الدول تطلب من متجر بكداش إرسال عمال لتعليم هذه الصنعة في بلدانهم الا أن أصحاب بوظة بكداش إضافة الى تعليم وصفتهم الخاصة لديهم نصائح أخرى للحفاظ على أصول الصنعة.
مبيناً أن "أي عمل في مجال الطعام يحتاج إلى نظافة، ونحن نحضره أمام الزبون ونبيع أمامه بمعنى انه يرى التحضيرات كاملة".
مشيراً إلى أنه "لا اظن أن هناك من لم يأكل من بوظة بكداش من الكبير الى الصغير ومن لم يأكل لدينا في المحل يطلب من أشخاص من سوريا ان يرسلوا لهم من بوظتنا الى بلدانهم أن كان إلى الأردن أو العراق أو دبي، أعرف زبائن يوصيهم أصدقائهم أن تكون البوظة حصراً من بكداش ونحن لدينا الية تمكننا من ايصالها بهذه الطريقة".
تقول فاديا وهي سورية مغتربة "أحببنا أن نرتاح ونأكل البوظة من بكداش شهرتها وصلت إلى أمريكا، سوريا اسمها لامع، ويعرفون انها قديمة من عام 1895 بمعنى أنها ليست جديدة، فأنت تأكل شيئاً تراه يصنع أمام عينيك".
وتقول راما : فتاة سورية "أتيت الى بكداش لأن بنت خالي تزورنا، هي تسكن في بانياس، يجب أن أعرفها على شيء يخص الشام القديمة فأحضرتها إلى بكداش".
ويقول محمد مواطن فلسطيني مقيم في مصر: "يجب على من يأتي إلى هذا البلد أن يأتي إلى هنا و يأكل من هذه البوظة وخاصة أن الأكل السوري دائماً معروف بانه لذيذ".
اليوم بعدما أصبحت متاجر بكداش مرجعاً و تاريخاً في صناعة البوظة الأصيلة يفتخر أصحاب محل بكداش بأنهم كانوا من أوائل صانعي البوظة وبنشر هذه الحرفة اللذيذة إلى العالم عبر العمال المهرة كما أنهم لايزالون حتى اليوم متمسكين بالطراز القديم لتبقى البوظة الشامية إحدى أهم مفردات التراث السوري.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً