رووداو ديجيتال
أكد رئيس حزب الاتحاد السرياني في سوريا، سنحاريب برصوم، أن سوريا تمر بتحولات كبيرة في المرحلة الراهنة مع سقوط نظام الأسد، مشدداً على أهمية تحقيق تمثيل عادل لجميع المكونات السورية، بما في ذلك السريان المسيحيون في المرحلة الانتقالية، داعياً إلى صياغة دستور جديد يضمن الحقوق القومية والدينية وإلى اعتماد نظام فيدرالي ديمقراطي يحافظ على وحدة البلاد وتنوعها.
وقال سنحاريب برصوم، لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم السبت (14 كانون الاول 2024) إن سوريا تشهد متغيرات كبيرة مع سقوط نظام الأسد، موضحاً أن وضع المسيحيين في سوريا كان يرافقه القلق والمخاوف في البداية، ولا تزال هذه المخاوف موجودة لدى أبناء المجتمع المسيحي.
وأشار برصوم إلى أن هيئة تحرير الشام تتعامل بشكل مقبول مع جميع المكونات السورية، بما في ذلك المسيحيون، إلا أن الطموح الأكبر يتمثل في تعزيز دور السريان المسيحيين ليكون لهم تأثير فعّال في المرحلة الانتقالية التي تشكل تأسيساً لسوريا الجديدة.
وأوضح أنه لم تُفتح قنوات مباشرة مع هيئة تحرير الشام حتى الآن، لكن هناك مساعٍ لإجراء لقاءات ونقاشات حول تمثيل الشعب السرياني المسيحي في هذه المرحلة، بالإضافة إلى المطالب القومية والدينية للشعب السرياني الآشوري التي تشمل الاعتراف بلغته وثقافته وحقوقه في الدستور السوري القادم.
مطالب حقوقية ودعوة للحوار
وأكد برصوم على أهمية الحوار الجاد والبنّاء مع حكومة دمشق ومع جميع الأطراف السورية لتحقيق تمثيل عادل لكل المكونات، مشدداً على أن أي تفرد في الحكم من قبل طرف أو حزب واحد غير مقبول، قائلاً: "سوريا وطن لجميع أبنائها، ويجب أن يتمثل ذلك في نظام الحكم القادم."
كما أشار إلى التهميش الذي تعرض له الشعب السرياني الآشوري في ظل الأنظمة السابقة، مؤكداً أن الحقوق القومية والدينية، بما في ذلك حرية العبادة وممارسة الطقوس والأحوال الشخصية، يجب أن تكون ركائز أساسية في الدستور القادم.
الدعوة إلى نظام فيدرالي
وأضاف برصوم: "باعتبارنا جزءاً من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، نطالب بأن تكون سوريا دولة فيدرالية لا مركزية تعددية تعترف بجميع المكونات القومية والدينية، النظام الفيدرالي هو النموذج الأنسب للحفاظ على وحدة سوريا وقوتها، مع ضمان خصوصية المناطق المختلفة."
وأشار إلى أن الفيدرالية التي يدعون إليها تعتمد على الأسس الجغرافية والتعددية الديمقراطية، مع رفض أي شكل من أشكال التفرد بالحكم كما كان الحال في ظل نظام الأسد.
توجهات دولية داعمة
وأوضح برصوم أن الرؤية الدولية، خاصة من قبل الولايات المتحدة والدول الحليفة، تتقاطع مع رؤيتهم لسوريا الجديدة، حيث تدعم التعددية وحقوق المكونات، قائلاً: "هذا الدعم يعزز موقفنا ويسهم في بناء سوريا ديمقراطية وشاملة."
وفود مرتقبة إلى دمشق
وأكد برصوم أن الإدارة الذاتية قررت تشكيل وفد للتوجه إلى دمشق لإجراء محادثات مع الحكومة: "سيكون لنا ممثلون ضمن وفد الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى وفد خاص بالمسيحيين للتعبير عن مطالبهم، الموعد لم يُحدد بعد، لكن من المتوقع أن تتم اللقاءات قريباً."
كما أشار إلى أهمية توحيد القوى الأمنية والعسكرية تحت مظلة مركزية ضمن أي حل سياسي قادم في سوريا، مشدداً على ضرورة الاعتراف باللغة السريانية والحقوق الثقافية للشعب السرياني الآشوري.
تعداد المسيحيين الحالي
وفيما يتعلق بتعداد المسيحيين في سوريا، قال برصوم: "قبل عام 2011، كان عدد المسيحيين في سوريا حوالي مليونين ونصف، لكن الهجرة الكبيرة قلصت هذا العدد إلى النصف تقريباً وحالياً يتراوح عدد المسيحيين في شمال وشرق سوريا بين 40 و50 ألفاً."
وختم برصوم حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الانتقالية تتطلب تمثيلاً واسعاً لجميع المكونات السورية، داعياً إلى تأسيس نظام حكم تعددي ديمقراطي يضمن حقوق الجميع ويحمي سوريا من أي حكم شمولي جديد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً