رووداو ديجيتال
تتواصل الحرائق في مناطق جبلية واسعة من ريف محافظة اللاذقية غربي سوريا، منذ أيام، وسط ظروف مناخية صعبة تعرقل جهود السيطرة على النيران.
وقد اندلعت هذه الحرائق منذ يوم الأربعاء الماضي، وتحديداً في منطقة جبل التركمان، حيث ساهمت الرياح الشديدة ودرجات الحرارة المرتفعة في سرعة تمدّد ألسنة اللهب، ما أدى إلى تدمير مساحات كبيرة من الغطاء الأخضر.
وتُظهر اللقطات المصوّرة تصاعد الدخان بكثافة من الغابات المشتعلة في جبال اللاذقية، في وقت تكثّف فيه فرق الطوارئ والدفاع المدني عمليات الإطفاء في تضاريس يصعب الوصول إليها.
وأفاد مدير الدفاع المدني في المنطقة الساحلية، عبد الكافي كيال، بأن "وحدات الدفاع المدني ما زالت تعمل على إخماد الحرائق المستمرة منذ الأربعاء، والمتركزة في مناطق الريحانية، الربيعة، والسكرية، وهي مناطق جبلية ذات تضاريس قاسية تعيق حركة الآليات وتحدّ من فاعلية التدخل السريع".
وأضاف كيال أن هناك تقدماً قد أُحرز في جهود الإطفاء صباح الأحد، إلا أن الظروف الجوية، ولا سيما الرياح القوية وبعد مصادر المياه عن بؤر النيران، تسببت بامتداد الحرائق شمال بلدتي الربيعة والريحانية.
وأوضح أن "الفرق ما زالت تواصل عمليات الاحتواء، وقد تمّت السيطرة على الحريق الرئيسي الذي اندلع في البداية، لكن النيران ما زالت تندلع في جيوب متفرقة بفعل الرياح".
ولفت إلى أن "التقديرات الأولية تشير إلى فقدان أكثر من 40 هكتاراً من المناطق الخضراء، بين أشجار وغابات طبيعية".
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وزارة الطوارئ والكوارث شكلت غرفة عمليات مشتركة بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية، بهدف تنسيق عمليات الإطفاء التي تشمل منطقة غابات الربيعة في ريف اللاذقية الشمالي. وقد تضمنت هذه الجهود توفير دعم جوي من وزارة الدفاع السورية، فضلاً عن استخدام مروحيات تركية للمساهمة في احتواء النيران من الجو.
وتُعد المناطق الساحلية في سوريا، وخاصة في محافظتي اللاذقية وطرطوس، من أكثر المناطق عرضة لحرائق الغابات خلال فصل الصيف، نتيجة المناخ الجاف وانتشار المساحات الحرجية الكثيفة. كما تتأثر المناطق الساحلية المجاورة في كل من لبنان وتركيا بهذه الظاهرة الموسمية، التي باتت تتكرّر بشكل متزايد خلال السنوات الأخيرة، في ظل تغيرات مناخية متسارعة وارتفاع درجات الحرارة.
ويأتي استمرار الحرائق في اللاذقية ليثير القلق مجدداً بشأن ضعف الإمكانيات المحلية في مواجهة الكوارث البيئية، خصوصاً في ظل نقص التجهيزات الحديثة، وبعد مراكز الإطفاء عن المناطق الجبلية المتضررة، ما يُلقي عبئاً إضافياً على فرق الإنقاذ العاملة على الأرض.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً