رووداو ديجيتال
طوال مسيرتها المهنية في صناعة القفطان الدمشقي على مدى أكثر من 45 عاما، أتيحت لصوفيا الأشقر الفرصة لتعديل تصميم الملابس التقليدية وإضافة لمسة من الألوان إليها.
تقول المرأة الثمانينية، وهي واحدة من آخر مصممي القفطان التقليدي، إن هذا الرداء كان بسيطا للغاية في الماضي.
أخذت صوفيا الأشقر هذا التصميم البسيط، الذي كان يأتي عادة باللون الأسود فقط مع بعض التطريز حول الصدر، وأضافت إليه.
تقول المرأة البالغة من العمر 83 عاما: "القفطان الدمشقي قديم جداً، وتصميمه بسيط جداً، ويتم عن طريق طرز منطقة الصدر بلون واحد، ولكنني أضفت الألوان وبغض اللمسات التجميلية".
بعد مسيرة مهنية امتدت لأكثر من أربعة عقود في هذا المجال، تخشى صوفيا الأشقر من أن تصبح صناعة الرداء التقليدي حرفة تحتضر.
وتقول: "لا يوجد بيع، لأنه لا يتوفر زبون للشراء، لكنني أقوم بذلك كترفيه عن النفس، وليست مهنة أقتات منها، ففي ظل الوضع المادي الصعب انخفضت حركة الطلب والشراء والبيع".
انتقل القفطان حول العالم، وتم دمجه في ملابس العديد من الشعوب على مر القرون.
ولهذا السبب، يأتي تصميم القفطان ولونه وقماشه بأنواع لا حصر لها.
ففي الشرق الأوسط وشمال افريقيا، تشتهر دول مثل المغرب والجزائر بالتصاميم المعقدة لقفطانها الملون.
سوريا أقل شهرة بالقفطان مقارنة بدول أخرى، لكن صوفيا الأشقر تعتبر الزي التقليدي مصدر فخر.
وتقول إنها ظلت تعمل بلا أمل طوال الأعوام الـ12 الماضية، حيث ألقت الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية بظلالها على البلاد.
لم تبع صانعة القفطان أي ثوب منذ فترة، وتخشى على حالة الحرفة التي تعتبرها فنا.
وحتى في الوقت الذي تتصارع فيه مع التوقعات القاتمة في سوريا ومخاوفها الخاصة بشأن هذه الحرفة، فإنها تواصل الجلوس أمام ماكينة الخياطة الخاصة بها وصنع القفطان.
ومن بين الزبائن القلائل المخلصين لصوفيا الأشقر في هذه الأوقات راقصات الفولكلور.
تذهب الراقصة أحلام مفوض إلى صوفيا الأشقر لقياس القفطان قبل أحد العروض.
وتقول إن عروضها تنبض بالحياة عندما ترتدي القفطان الدمشقي.
وتضيف أحلام: الأزياء على المسرح تجعل روح الشخص مختلفة عن لبس الملابس المدنية الاعتيادية.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً