اتفاق "قسد" ودمشق يفتح مرحلة جديدة وسط ترقب في الساحل السوري

11-03-2025
رووداو
A+ A-

رووداو ديجيتال

تشهد مدينة اللاذقية هدوءاً نسبياً اليوم، فيما لا تزال الأوضاع في ريفها متوترة، حيث تواصلت بعض العمليات العسكرية أمس في عدة محاور، وذلك بعد الإعلان عن الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والسلطة الجديدة في دمشق، والذي يقضي بوقف العمليات العسكرية في سوريا.

وقال حازم مصطفى، الناشط من اللاذقية، يوم الثلاثاء (11 آذار 2025)، لشبكة رووداو الإعلامية إن "الاتفاق من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بشكل أوسع اليوم، مما قد يضع حداً للمجازر التي شهدها الساحل السوري خلال الأيام الخمسة الماضية، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ألفي شخص من الطرفين، بينهم العديد من النساء والأطفال، في مناطق متفرقة من الساحل السوري، بما فيها بانياس وطرطوس".

وأضاف مصطفى: "رغم الاتفاق، لا تزال بعض الفصائل المسلحة في المنطقة، حيث تواصل تنفيذ عمليات حرق للمنازل في العديد من القرى الممتدة حتى الحدود اللبنانية السورية"، مشيراً إلى أن الوضع العام شهد تغيراً ملحوظاً بعد توقيع الاتفاق، حيث خرجت أعداد كبيرة من المواطنين إلى الشوارع في وقت متأخر من الليل، معبرين عن ارتياحهم لهذه الخطوة، معتبرين إياها بداية أمل للسوريين في المرحلة المقبلة.

وينص الاتفاق، وفق بنوده، على إيقاف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية، وهو ما يترقب أهالي الساحل السوري دخوله حيز التنفيذ سريعاً لوقف أعمال العنف والدمار.

وأكد مصطفى أن العلويين، الذين لم يكن لهم تمثيل سياسي في تشكيلة الوضع السوري الجديد، يعولون على هذا الاتفاق لاستعادة الاستقرار، بعد التوافق الدولي والإقليمي بين تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة لتهدئة الأوضاع في سوريا، بعد أكثر من 15 عاماً من النزاع.

انسحاب الفصائل المسلحة وعودة الهدوء تدريجياً

ونوه إلى انه يتوقع أن ينعكس هذا الاتفاق خلال الساعات القادمة على الأهالي بشكل أفضل، مع بدء انسحاب الفصائل المسلحة المرتبطة بـ"الفرقة 25"، ومن بينها "العمشات" و"الحمزات"، من مناطق الساحل السوري، عبر محاور المصياف، القرداحة، بانياس، ودريكيش، مما قد يساهم في إعادة الهدوء إلى المنطقة، بعد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين خلال الأيام الماضية.

وأشار مصطفى إلى أن بعض الفصائل المقاتلة قدمت من الداخل السوري، تحديداً من حلب وإدلب والرقة ودير الزور، واتجهت إلى الساحل السوري، وبعضها تابع للعمشات والحمزات، متهماً "بعض المجموعات بالانتماء إلى تنظيم داعش، رغم عدم توفر تأكيدات رسمية بشأن ذلك حتى الآن".

وأضاف أن هناك تقارير تشير إلى "احتمالية تورط بعض الفصائل القادمة من مناطق السلمية والبادية السورية في المجازر التي شهدتها عدة قرى في الساحل السوري، موضحاً أن هناك من قال إنه تم رفع راية داعش خلال المجازر التي شهدتها مدينة بانياس واللاذقية"، لافتاً إلى أنه يتم متابعة هذا الموضوع للتأكد من صحة هذه المزاعم، بهدف الوصول إلى معلومات دقيقة حول هوية الأطراف المسؤولة.

العلويون بلا سلاح ويتجهون لطلب الحماية من الدولة السورية الجديدة

وأشار مصطفى إلى أن الإجماع العام بين العلويين يميل إلى الانضمام لمسيرة الدولة الجديدة في دمشق، موضحاً أن" الاتجاه السائد بينهم هو البقاء ضمن إطار الدولة السورية"، ما قد يشير إلى تجاوز مخطط تقسيم سوريا، لا سيما إذا تم التوصل إلى تفاهمات حول التحديات السياسية والأمنية القائمة.

وعلى الصعيد الأمني أوضح أنه يبقى هذا الملف الهاجس الأساسي لسكان الساحل السوري، خصوصاً بعد توثيق مجازر في أكثر من قرية بالساحل والجبل السوري، حيث لا يزال العدد الدقيق للضحايا من الرجال والنساء والأطفال غير معروف.

على صعيد الأوضاع الإنسانية، قال إن "سكان الساحل السوري يواجهون ظروفاً صعبة، حيث تعاني المناطق المتضررة من انقطاع الكهرباء والمياه لليوم الخامس على التوالي، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة، خاصة في الأحياء العلوية التي تضررت بشدة خلال الأيام الماضية".

وأكد مصطفى أن الأوضاع لا تزال متوترة في بعض المناطق رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، كما تعاني المناطق الجبلية من نقص شديد في المواد الأساسية، خاصة الطحين، ما أدى إلى توقف إنتاج الخبز في العديد من القرى، بينما تشهد الأسواق حركة تجارية ضعيفة مع استمرار حالة الترقب والخوف بين السكان.

وأشار إلى أن الوضع يختلف قليلاً في المدن، حيث بدأت حركة الحياة تعود تدريجياً خارج الأحياء العلوية، بينما لا تزال الأحياء العلوية نفسها تعاني من انقطاع الخدمات الأساسية، مما يزيد من التحديات التي تواجه السكان في ظل الوضع الأمني غير المستقر.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب