رووداو ديجيتال
كشف رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حديث خاص لرووداو عن توثيق مقتل 5784 مدنياً، من بينهم 2133 حالة إعدام ميداني، غالبيتها بدوافع طائفية، مشيراً إلى تفاقم حالات الاختطاف داخل البلاد.
وأوضح عبد الرحمن، اليوم الأحد (8 حزيران 2025)، أن الإحصائيات التي يصدرها المرصد تعتمد على "مصادر نشطاء المرصد في الداخل السوري، منها طبية، أهلية"، مبيناً أن "تقاطع المصادر هي التي خرجنا من خلالها بهذه الإحصائيات الموثقة والدقيقة والتي نعتقد بأنها أقل من الأرقام الحقيقية كون أننا لا نستطيع الوصول إلى كل حي أو قرية أو بلدة على التراب السوري".
إعدامات طائفية
وذكر مدير المرصد عن طبيعة الانتهاكات قائلاً: "كثير من الحالات كانت بدوافع طائفية. فمن ضمن الشهداء المدنيين 5784 شهيداً مدنياً، 2133 حالة إعدام ميداني بالرصاص الحي بهدف القتل، غالبيتها الساحقة كانت بسبب طائفي".
وأضاف: "فقط شهر آذار الفائت، في المناطق ذات الاختلاط الطائفي في الساحل السوري وحمص وحماة، ما تم توثيقه، وليس الرقم الحقيقي لأن هناك آلاف المفقودين لا نعلم أين هم، 1726 جرى إعدامهم بدم بارد من قبل المجموعات المسلحة الرديفة أو التابعة لوزارة الدفاع أو حتى المجموعات التي كانت تقتل الكورد في عفرين فانتقلت لقتل العلويين في الساحل السوري".
"تضخم الخطف"
ووجه عبد الرحمن انتقادات حادة للسلطات الحالية قائلاً: "أكثر المناطق التي طالتها الانتهاكات في سوريا هي الساحل السوري وحمص وحماة. وعدا الإعدام على أساس طائفي، يجب الحديث عن عمليات الخطف والابتزاز التي جرت بشكل كبير جداً".
وتابع: "ما الذي قامت به السلطات؟ بدلاً من أن تقوم بمعالجة ملف الخطف الذي تضخم بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة، قامت باللعب على وتر بروباغندا الإعلامية ووتر الحرب الإعلامية وأخرجت حالة أو حالتين من اللواتي خرجن من منازلهن من أجل الزواج".
"هدفنا وقف الانتهاكات"
وحول منهجية عمل المرصد، أوضح عبد الرحمن: "تتأخر أياماً لننشر الإحصائيات كون عمليات القتل مستمرة. نتحقق من عمليات القتل كيف جرت وما هي الدوافع، ونميّز بين القتل على أساس انتقامي وجنائي وطائفي وكذلك على أساس عمليات عسكرية".
وأكد: "ننشر إحصائيات دقيقة كون أننا مسؤولون أخلاقياً عن نشر مثل هكذا إحصائيات لتوجيه رسالة واضحة بأن القتل، انتهاكات يجب أن تتوقف".
"على خطى الحرب الإعلامية للأسد"
وانتقد مدير المرصد الحرب الإعلامية التي تشنها جهات مقربة من السلطة في دمشق، قائلاً: "أبواق الحكومة الحالية تعتقد بأن السير على خطى بشار الأسد بالحرب الإعلامية سيحقق لهم إنجازات تاريخية وحتى بعض الفضائيات العربية مع الأسف تسير بركبهم، إذ تعلم بوجود انتهاكات، لكنها تقول: لا، أعطوهم فرصة".
وأضاف: "إعطاء الفرصة تكون بتوقف الانتهاكات، لا باستمرار القتل، وبعد ذلك يظهرون بالصوت والصورة ويتحدثون أن الأمور وردية ولا يوجد أي شيء في سوريا".
"المجتمع الدولي يتطلع للتطبيع والأموال"
حول موقف المجتمع الدولي، قال عبد الرحمن: "المجتمع الدولي يتحدث ولو بخجل عن العمل على وقف الانتهاكات. لنكون واقعيين، المجتمع الدولي وبعض الدول، يهمها التطبيع مع إسرائيل، يهمها إرضاء بعض الدول العربية من أجل الحصول على أموالها".
وتابع: "يهم بعض الدول الغربية عدم الحديث عن انتهاكات من أجل عدم فتح باب اللجوء باتجاه الدول الأوروبية، بل العكس من ذلك، تريد أن تقول بأن الأمور وردية من أجل محاولة إعادة هؤلاء السوريين اللاجئين في أوروبا باتجاه الأراضي السورية".
فتوى تحريم الثأر
بخصوص فتوى مجلس الإفتاء الأعلى السوري بتحريم الثأر والانتقام، أوضح: "الفتوى جيدة ومرحب بها رغم تأخرها، ولكن تبقى فتوى جيدة ونأمل أن يُستمع إلى هذه الفتوى"، مردفاً: "بعد الفتوى خرجت مجموعات مسلحة في عدة مناطق وأعلنت عن رفضها لها وقالت بأنها سوف تستمر بعمليات الانتقام وظهروا بوجوه مكشوفة بالصوت والصورة".
وأكد: "يجب أن تطبق الفتوى على الأرض وقبل الفتوى يجب أن إصدار قانون يمنع القتل"، مكملاً حديثه: "كل مجرم يعلم بأنه لن يحاسب سوف يستمر بارتكاب الجرائم، عندما يسلم المجرم من العقاب سوف يستمر بارتكاب جرائمه وهذا هو الحال الآن في سوريا".
وحذر من المخاطر التي تواجه الأقليات، قائلاً: "يوجد مخاطر على الطوائف، ولكن نحن نأمل بأن يكون هناك سلم أهلي حقيقي، ونأمل بألا يكون هناك حملات بروباغندا إعلامية".
وأضاف: "على سبيل المثال الحوار ما بين السلطة في دمشق والكورد مستمر، لكن بالتزامن مع هذا الأمر، توجد بعض الأبواق الإعلامية تحرض على الكورد وعلى قوات سوريا الديمقراطية بذات الوقت، إلى جانب التحريض ضد الدروز والشيخ حكمت الهجري، الذي كان لزاماً الجلوس معه لتحقيق السلم الأهلي".
محاربة التطرف
وفي ختام حديثه، دعا عبد الرحمن القيادة السورية لاتباع النموذج السعودي في محاربة التطرف قائلاً: "السيد محمد بن سلمان قال بعبارة واضحة قبل أيام أنه يعمل على محاربة التطرف في المملكة فلتنقل هذه التجربة لسوريا ويحارب التطرف في سوريا وليس فقط مساعدة مع الولايات المتحدة الأميركية من أجل رفع العقوبات ورفع سوريا من قائمة الدول المارقة"، التي هي بذات الوقت خطوات جيدة ومبعث للأمل.
وختم بالقول: "الأمر ليس سهلاً. قلنا سابقاً نتعاون مع القيادة السورية بوقف الانتهاكات ونقل سوريا إلى دولة ديمقراطية، ما دون ذلك نحن كمرصد سوري لحقوق الإنسان لا نستطيع القول بأن الأمور وردية ونحن نرصد انتهاكات يومية على الأرض".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً