رووداو ديجيتال
أعلن رئيس هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، عن وجهة نظره بشأن هجمات جماعته المستمرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. يذكر أن الجولاني تحدث إلى مراسل نيويورك تايمز من مكان لم يكشف عنه.
وأبدى الجولاني ثقته الكاملة في قدرتهم على الإطاحة بنظام الأسد الذي طال به الأمد، وشرح بالتفصيل الانتصارات التي حققتها جماعته في الأيام الأخيرة.
وأكد الجولاني في المقابلة على قوة جماعته وإمكانياتها، وقال إن "هدفنا هو تحرير سوريا من هذا النظام الظالم"، ووصف العملية العسكرية الحالية بأنها جهد مخطط له بعناية يتم الإعداد له منذ أكثر من سنة.
وفي جانب آخر من المقابلة، تحدث الجولاني عن ضعف قوات الأسد وقال إن "هذه العملية هزمت العدو"، وقال إنه رغم الأسلحة الثقيلة والطائرات الحربية والدعم الروسي والإيراني، فإن قوات الأسد تتراجع أمام جماعته، وعزا الجولاني تلك الانتصارات إلى ضعف الجيش السوري والتوقيت الستراتيجي الذي تم اختياره للهجوم عندما كان حلفاء الأسد منشغلين بصراعات أخرى.
وأقر الجولاني بالتحديات التي تواجه جماعته، وأشار بصورة خاصة إلى أهمية السيطرة على المطارات لإضعاف القوة الجوية لنظام الأسد، وأضاف أنه تمت السيطرة على مطار حلب الدولي وعدد من القواعد الجوية العسكرية وأن العملية "حققت نتائج عظيمة حتى الآن"، لكنه لم ينس الإشارة إلى أن قدرة قوات الأسد على تنفيذ ضربات جوية لا تزال تشكل تهديداً كبيراً.
واتهم أبو محمد الجولاني بشار الأسد بتدمير سوريا وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين من بسبب الغارات الجوية التي استهدفت المناطق التي تسيطر عليها جماعته، وذكر أن "هناك بالطبع ضحايا للحروب، لكننا ندافع عن أنفسنا، ثم يأتي هو ويشن تلك الهجمات"، وأشار إلى استعداده للبحث عن حلول سياسية في المستقبل، لكنه أكد أن تركيزه الحالي منصب على العملية العسكرية.
وعن الحكم في سوريا ومستقبلها، حاول الجولاني رسم صورة شاملة، مشيراً إلى أنه "لا يمكنك فرض أفكارك على الشعب"، وسلط الضوء على جهودهم لطمأنة المكونات الدينية والعرقية المتنوعة في سوريا ودعا مقاتليه إلى عدم إثارة الخوف بين أتباع الديانات المتنوعة، أثناء تقدمهم، وذكّر الجولاني أتباعه بأن "حلب كانت دائماً مركزاً للحضارة والثقافات ولها تاريخ طويل من التنوع الثقافي والديني".
ورداً على سؤال حول الانتقادات الموجهة له والمرتبطة بطريقة إدارة جماعته للحكم في إدلب، دافع الجولاني عن قيادته بالقول إنه "لا توجد حكومة يقبلها الجميع".
أبو محمد الجولاني واسمه الكامل (أحمد حسين الشرع)، من مواليد 1982، قاتل لفترة في العراق مع تنظيم القاعدة ضد الأمريكيين، ثم أصبح رفيقاً لأبي بكر البغدادي في داعش، وعندما حاول البغدادي حل جبهة النصرة في داعش رفض ذلك واتبع زعيم القاعدة، الظواهري. يحكم إدلب وضواحيها منذ عدة سنوات، وتعده تركيا والاتحاد الأوروبي إرهابياً هو ومنظمته.
وفي العام 2013، صنفته وزارة الخارجية بأنه "إرهابي عالمي"، وبعد أربع سنوات خصصت أمريكا 10 ملايين دولار لكل من يزودها بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً