ائتلاف فصائل مسلحة في جنوب سوريا يرفض التخلي عن سلاحه

07-01-2025
الكلمات الدالة نسيم أبو عرة درعا
A+ A-
رووداو ديجيتال

يتمسّك ائتلاف فصائل مسلحة في جنوب سوريا بسلاحه، رغم قرار السلطات الجديدة حل التشكيلات المسلحة كافة، مبديا في الوقت ذاته استعداده للانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.
 
وكانت السلطات الجديدة أعلنت في 25 كانون الأول التوصل إلى اتفاق مع "جميع الفصائل المسلحة" يهدف إلى حلها واندماجها تحت مظلة وزارة الدفاع، في اجتماع غابت عنه "غرفة عمليات الجنوب"، وهي ائتلاف فصائل في محافظة درعا، كان أول من دخل دمشق "لحماية مؤسساتها الحيوية" ويقوده أحمد العودة.
 
وقال الناطق باسم غرفة عمليات الجنوب التي تسيطر حالياً على محافظة درعا العقيد نسيم أبو عرة: "لا نقتنع بفكرة حل الفصائل، لدينا سلاح ومعدات ثقيلة وتجهيزات كاملة، وأرى أن نندمج كجسم عسكري مع وزارة الدفاع".
 
وخلال مقابلة مع فرانس برس في مدينة بصرى في جنوب سوريا، أوضح أبو عرة الذي انشق عن الجيش السوري عام 2012، وأصبح مسؤولاً في ما عرف بغرفة عمليات الجنوب: "نحن قوة منظّمة في الجنوب السوري. لدينا ضباط منشقون يقومون بإدارة هذا الجسم".
 
في الثامن من كانون الأول، دخلت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إلى دمشق بعد هجوم مباغت بدأته من شمال سوريا في 27 تشرين الثاني، وأدى ذلك إلى الإطاحة ببشار الأسد ونهاية حكم عائلته الذي استمرّ أكثر من نصف قرن.
 
"فوضى"
 
وبدأ النزاع السوري في منتصف آذار 2011 باحتجاجات شعبية مناهضة للأسد ما لبث أن قمعتها السلطات بالقوة، ثم تحولت نزاعاً مدمراً قسّم البلاد إلى مناطق نفوذ متعددة، وأوقع النزاع أكثر من نصف مليون قتيل.
 
وتُعدّ محافظة درعا التي شكّلت مهد الاحتجاجات الشعبية، المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة القوات الحكومية السيطرة عليها في تمّوز 2018، إذ وضع اتفاق تسوية رعته موسكو حداً للعمليات العسكرية وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة.
 
وشكل مقاتلون محليون من فصائل معارضة سابقة وآخرون ممن أجروا اتفاق تسوية مع النظام غرفة عمليات الجنوب في السادس من كانون الأول.
 
ويتمتع أحمد العودة الي يقود غرفة العمليات بعلاقة جيدة مع موسكو، وتقول مصادر قريبة منه إن علاقات جيدة تجمعه مع الأردن المجاور، والإمارات العربية المتحدة.
 
وقال العرة ان قواتهم كانت "أول من دخل دمشق" فجر الثامن من كانون الأول عندما فرّ الأسد.
 
وأوضح أنه "مع انهيار جيش النظام شمالاً، جهزنا رتلاً في ساعات متأخرة من الليل للدخول إلى العاصمة"، موضحاً أن قواته "دخلت دمشق فجراً".
 
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن مقاتلي أحمد العودة، الذين يمكن التعرف عليهم من خلال عمائمهم المعقودة الخاصة بمنطقتهم، انتشروا يومها حول البنك المركزي وكانوا في أحياء عدة، بما في ذلك ساحة الأمويين.
 
وتابع القائد العسكري الذي يُكنّى أيضاً بأبو حسام: "كانت هناك فوضى كبيرة، لكن استطعنا خلال فترة وجيزة من تأمين حماية المراكز الحيوية".
 
دبلوماسيون 
 
وأشار إلى أنهم أيضا وفّروا الحماية لمقرات تابعة للأمم المتحدة، ولسفارات عربية وغربية عدة بما يشمل سفارتي مصر والأردن. كما رافقوا دبلوماسيين إلى فندق فور سيزنز حيث "تجمع معظم الدبلوماسيين من الدول كافة".
 
ورافقت المجموعة كذلك رئيس الوزراء في حكومة النظام السابق محمّد الجلالي الى الفندق نفسه "لتحضير لقاء بينه وبين القائد أحمد الشرع" الذي وصل لاحقاً.
 
وانسحبت قوات أحمد العودة من العاصمة بعد وصول مقاتلي الشمال بقيادة هيئة تحرير الشام "خشية من حدوث فوضى أو تصادم مسلح" وفق أبو عرة. وأضاف "عدنا أدراجنا إلى مدينة درعا" بعد ظهر الثامن من كانون الأول.
 
والتقى العودة بعد يومين من سقوط دمشق بقائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، لكنه لم يشارك بعد ذلك في الاجتماع الذي ترأسه الأخير في 25 كانون الأول الماضي وجمع فيه قادة فصائل المسلحة قبلوا بالانضواء تحت مظلة وزارة الدفاع.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

أحمد الشرع ومظلوم عبدي أثناء توقيع الاتفاق

الرئاسة السورية: التصريحات التي تدعو للفيدرالية تتعارض مع مضامين الاتفاق مع قسد

أكدت الرئاسة السورية أن الاتفاق الذي جرى مؤخراً مع قيادة "قسد" يمثّل "خطوة إيجابية نحو التهدئة والانفتاح على حل وطني شامل"، لكنها في الوقت ذاته حذرت من أن "التصريحات الصادرة مؤخراً عن قيادة قسد، والتي تدعو إلى الفيدرالية، تُرسّخ واقعاً منفصلاً على الأرض، تتعارض بشكل صريح مع مضامين الاتفاق وتهدد وحدة البلاد وسلامة ترابها".