رووداو ديجيتال
يحافظ صانعو صابون سوريون على إرث عمره قرون، إذ ينتجون قطع الصابون التي يعتبرها كثيرون "من عبق حلب".
توقفت صناعة الصابون عندما بلغ القتال ذروته بالمدينة في خضم الحرب الأهلية المستمرة بسوريا.
وتوقفت المعارك إلى حد بعيد في حلب عام 2016. وفي السنوات التي تلت ذلك، أحيا بعض مصانع الصابون في المدينة التقليد الذي يعود إلى القرن الثامن.
بيد أن هذه الصناعة تواجه عقبات أبرزها عدم القدرة على الوصول إلى المواد الخام.
يتم تصنيع قطعة الصابون الطبيعية بالكامل من زيتي الزيتون والغار، ما يمنحها رائحة مميزة.
صانع الصابون هشام جبيلي قال إن "الطلب يزداد عالمياً على صابون الغار الحلبي، لأنه خال من الملونات والمعطرات أو المواد الكيميائية ومكون من زيتي الغار والزيتون.
ومع دفع الجيش السوري للمعارضين المسلحين شمالاً وطردهم من الشطر الذي كانوا يسيطرون عليه من المدينة ذات يوم، بدأ صانعو الصابون ترميم مصانعهم.
وقال جبيلي إن الصناعة في حلب تقلصت، حيث انخفض عدد الشركات المصنعة من 120 إلى 20 فقط.
وأضاف أن الناس من جميع أنحاء العالم كانوا "يتوقون" لهذا النوع من الصابون في الماضي.
يتمتع آل جبيلي بتاريخ طويل في صناعة الصابون، حيث توارثوا هذه المهنة جيلا تلو الآخر.
ويخطط جبيلي لتوريث أسرار هذه المهنة لأبنائه وبناته، ويأمل أن يفعلوا الشيء نفسه مع الجيل القادم.
تبدأ صناعة سبائك الذهب الأخضر العطرة في حلب من أواخر تشرين ثان إلى أواخر آذار.
وفي الصيف، يتم تقطيع المنتج وصقله ثم تعبئته في صناديق لتوزيعه على الأسواق والمحلات التجارية.
ومؤخرا، تفقد جبيلي المراحل النهائية للإنتاج في مصنعه الكائن وسط مدينة حلب.
وعندما يصل المنتج إلى السوق، يفوح عطره في الأجواء، ما جعل المتسوقة لبنى رحمة سعيدة.
وتقول لبنى: عنصر صابون الغار هو تراثي بالنسبة لمدينة حلب، والأمانة السورية اقترحت إدراجه السنة الحالية في لائحة اليونسكو.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً