يوميات حلب89.. حلب الشرقية.. انقسامٌ سوري في بوصلة الثورة والمعارضة!

04-02-2017
لولوخان
الكلمات الدالة يوميات حلب89 النظام المعارضة أمريكا إيران
A+ A-

رووداو – أربيل

المعارضة السورية بجناحيها السياسي والعسكري اجتمعت في أنقرة مع مسؤولي وزارة الخارجية التركية، واتفق الطرفان على تشكيل وفد مشترك من السياسيين والعسكريين للذهاب إلى مؤتمر جنيف4 في العشرين من الشهر الجاري، كلا الطرفين اتفقا على عدم قبول مشاركة وحدات حماية الشعب الكوردية في مؤتمر جنيف4، لأنها "بحسب زعمهما" تعمل على تمزيق التراب السوري، لكن قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكوردية عمودها الفقري أعلنت يوم السبت الموافق الرابع من شباط الجاري عبر بيان لها المرحلة الثالثة من حملتها الموسومة بغضب الفرات ضد داعش في الرقة وما حولها.

يأتي هذا التطور العسكري النوعي بعدما زوّد البنتاغون تلك القوات بالمدرعات والأسلحة النوعية، وبحسب المراقبين يأتي تزويد قوات سوريا الديمقراطية من قبل البنتاغون رداً على الضغط التركي-الروسي بعدم قبول مشاركة الوحدات الكوردية في مؤتمر آستانة، وكذلك للتأكيد من قبل أمريكا بأن الوحدات الكوردية هي القوة العسكرية الضاربة الوحيدة التي تقاتل داعش في سوريا، ما يوحي أن المشروع الأمريكي في سوريا يعتمد على "الحصان الأسود" المتمثل بالوحدات الكوردية التي استطاعت أن تضع حداً لتمدد داعش وصلف دولة الخلافة المزعومة، بعدما شكك ترامب بالمعارضة السورية التي وصمها بالراديكالية التي تحاكي القاعدة، تلك المعارضة التي فشلت في وحدة الاستراتيجيا والقرار، بل أصبحت تلك المعارضة العسكرية والسياسية ألعوبة بيد دول الجوار، ففقدت صدقيتها لدى الجماهير السورية وأصدقاء الشعب السوري.

المعارضة السورية في اجتماعها مع الأتراك في أنقرة تناولت مخرجات مؤتمر آستانة، تلك المخرجات التي لم يلتزم بها النظام وروسيا بحسب زعمها، وطالبت المعارضة من الرعاة الثلاثة "روسيا-تركيا-إيران" مراقبة وقف إطلاق النار وفق آليات تلزم كافة الأطراف بالالتزام ببنود "الاتفاق الصفقة" بين روسيا وتركيا بخصوص حلب الشرقية، وكذلك مخرجات مؤتمر آستانة، وأكدت المعارضة في اجتماع أنقرة على المرجعية الدولية لحل القضية السورية وفق القرار 2254 وبيان جنيف1.

ميدانياً خرجت المظاهرات الجمعوية في إدلب معقل "هيئة تحرير الشام" التي تقودها "فتح الشام-جفش" مثنيةً على قائد الهيئة والجسم العسكري الجديد، وفي الوقت ذاته هاجمت تلك المظاهرات فصائل المعارضة المسلحة التي حضرت مؤتمر آستانة وقائدها محمد علوش، وفي الجانب الآخر من اللوحة السورية الميدانية خرجت مظاهرات جمعوية كذلك في الغوطة الشرقية منددةً بـ"هيئة تحرير الشام" في إدلب، ووصمتها بربيبة القاعدة ذات الفكر المستورد، وقالت تلك المظاهرات الجماهيرية الجمعوية في ريف دمشق إن "هيئة تحرير الشام" لا مكان لها في سوريا لأنها تمثل فكر القاعدة، وقالت المظاهرات إن اللحى المزورة والعمائم المستأجرة هي التي دمرت سوريا وشوهت ثورة السوريين، وأكدت مظاهرات ريف دمشق أن النصرة "جفش" حالياً قدمت خدمات جليلة للأسد وحلفائه، ودمرت وشردت الشعب السوري.

"الكلادياتور" الأمريكي ترامب من جانبه بدأ حملةً شعواء ضد إيران في المنطقة عموماً وسوريا تحديداً، وبحسب الدوائر الأمنية والدبلوماسية الأمريكية والغربية فإن ترامب سيضع قريباً حداً للهيمنة الإيرانية في منطقة الخليج والشرق الأوسط برمته، فـ"الكلادياتور" أنذر إيران بأنه صاحب القبضة الحديدية، وأوضح لها أن زمن التغاضي عن انتهاكاتها وصلفها وعجرفتها في المنطقة قد ولّى، وبحسب الدبلوماسيين الغربيين فإن ترامب سيطرد قريباً إيران وميلشياتها من سوريا بالتوافق مع موسكو وحلفائها الأوروبيين، وأن ترامب سيبقي الأسد على سدة الحكم في سوريا على شاكلة البوسنة، أي كيانات عرقية وطائفية على شكل كانتونات تدير نفسها بنفسها ضمن وحدة الدولة السورية.

المشهد السوري بكل تجلياته السياسية والعسكرية ينحو نحو تبلور دراماتيكي يصعب التكهن بمستجداته وتداعياته ومخرجاته التي ما فتئت تستدعي الحلحلة والخروج من عنق الزجاجة الغائصة في مستنقع "بارامسيومي" ساديِّ التهافت.

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب