رووداو ديجيتال
وصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستغرق يومين.
ويرافق الرئيس الإيراني في زيارته وفد وزاري سياسي واقتصادي كبير، وسيجري مع الرئيس السوري بشار الأسد مباحثات سياسية واقتصادية ، يليها توقيع عدد من الاتفاقيات، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية.
ويضم الوفد الوزاري المرافق للرئيس الإيراني: حسين أمير عبد اللهيان، وزير الشؤون الخارجية، مهرداد بذرباش، وزير الطرق وبناء المدن (رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة)، محمد رضا آشتياني، وزير الدفاع، جواد أوجي، وزير النفط، عيسى زارع بور، وزير الاتصالات، غلام حسين إسماعيلي، أمين، رئيس مكتب رئيس الجمهورية، عباس كلرو، ممثل عن مجلس الشورى الإسلامي، محمد جمشيدي، معاون الشؤون السياسية لمكتب رئيس الجمهورية.
وكان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي قال في طهران الثلاثاء إنّ الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الأسد، ترتدي "أهمية استراتيجية" للبلدين وأن هدفها "اقتصادي".
وتشهد دمشق إجراءات أمنية مشددة، وانتشاراً كثيفاً للقوى الأمنية في مناطق سيمرّ بها موكب الرئيس الإيراني. كما ارتفعت الأعلام الإيرانية على أعمدة الإضاءة عند طريق المطار وآخر يؤدي إلى منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة. كما عُلقت صور للرئيسين الإيراني والسوري كتب عليها "أهلاً وسهلاً" باللغتين العربية والفارسية.
كما أزيلت حواجز حديدية واسمنتية ضخمة كانت أقيمت حول السفارة الإيرانية في دمشق منذ سنوات النزاع الأولى.
وتأتي زيارة رئيسي في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في آذار استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة على خلفية النزاع السوري، بينما يسجّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ العام 2011.
والزيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً برغم الدعم الكبير، الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي قدّمته طهران لدمشق والذي ساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019، وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وسيجول رئيسي، وفق صحيفة "الوطن" المقرّبة من الحكومة السورية، على مناطق عدة في دمشق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران الإثنين إنّ "سوريا دخلت مرحلة إعادة الإعمار، والجمهورية الإسلامية في إيران (...) جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضاً"، كما كانت إلى جانبها "في القتال ضد الإرهاب" والذي اعتبره "مثالاً ناجحاً على التعاون بين الدولتين".
ومنذ سنوات النزاع الأولى، أرسلت طهران مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات الجهادية والمعارضة، التي تصنّفها دمشق "إرهابية"، بينما تقاتل مجموعات من جنسيات أخرى موالية لإيران على رأسها حزب الله اللبناني إلى جانب القوات الحكومية.
وتُستهدف المجموعات الموالية لطهران غالباً بضربات إسرائيلية منذ سنوات، فيما تكرّر اسرائيل، بأنّها لن تسمح للأخيرة بترسيخ وجودها على مقربة منها.
وأوردت صحيفة "الوطن" أنّ الزيارة ستتضمن "توقيع عدد كبير من اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل مختلف أوجه التعاون، لا سيّما في مجالات الطاقة والكهرباء".
وأضافت أنّه ستجري على هامش الزيارة "مفاوضات حول خط ائتماني إيراني جديد لسوريا، يتمّ استثماره في قطاع الكهرباء" المتداعي، إذ تتجاوز ساعات التقنين الكهربائي في سوريا عشرين ساعة يومياً.
ومنذ العام الأول للنزاع، فتحت طهران خطاً ائتمانياً لتأمين احتياجات سوريا من النفط خصوصاً.
ووقّع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة خلال السنوات الماضية، تضمّن أحدها مطلع عام 2019 تدشين "مرفأين هامين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفأ اللاذقية".
وخلال استقباله الأسبوع الماضي وفداً اقتصادياً ترأسه وزير الطرق والمدن الإيراني في دمشق، اعتبر الأسد أنّ "ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين سوريا وإيران إلى حالة مماثلة في العلاقة الاقتصادية هي مسألة ضرورية".
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في شباط 2019 والثانية في أيار 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وبالإضافة إلى الاتفاق السعودي-الإيراني، تأتي الزيارة على وقع وساطة روسية لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة التي دعمت من جهتها المعارضة السورية خلال سنوات النزاع، كما تأتي بعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكاً.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 أيلول 2010، قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب بنزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً