رووداو ديجيتال
أكد عضو إدارة العمليات العسكرية في حلب، نور الدين البابا، أن فصائل المعارضة وإدارة العمليات العسكرية ستلتزم كل الضوابط الأخلاقية والدولية في معاملة الكورد، لاسيما في مناطقهم التابعة لحلب، مشيرا إلى أنهم "أبرياء وضحايا لحزب العمال الكوردستاني"، فيما أكد عدم رغبتهم في خوض معارك عسكرية مع الكورد.
وقال البابا لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (2 كانون الأول 2024)، إنه "تمت السيطرة على كل أحياء مدينة حلب، وهناك حسبما ما سمعنا من غرفة العمليات المركزية عملية التفاوض تجري مع مسلحي حزب العمال الكوردستاني للانسحاب بسلام من حياء الأشرفية والشيخ مقصود، فيما أن كل محافظة حلب تقريبا أصبحت محررة".
وأضاف، إن "الآن حزب (PKK) يحاول نشر دعاية مضللة لأهلنا الكورد، بأنهم سيتعرضون للانتهاكات والأذى من قبل إدارة العمليات العسكرية، ويريد من ذلك ممارسة جريمة تهجير قسري ونزوح قصري لأهلنا الكورد المدنيين كي يتاجر أكثر بمظلوميتهم وبنفس الوقت يجد هناك فرصة لوضع غطاء مدني على عناصره المنسحبين".
وتابع، أنه "نوجه رسالة طمأنينة لأهلنا الكورد في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، بأنهم أهلنا وبأننا سعيدون جدا بأنهم عادوا إلينا وعدنا إليهم وأننا سنلتزم كل الضوابط الأخلاقية والدولية في معاملتهم فهم أبرياء، إذ أنهم كانوا ضحايا لحزب تسلط عليهم ومارس عليهم انتهاكات".
وأشار إلى أنه "كل من لم يتورط بدماء السوريين، خاصة من الذين كان يجندهم الحزب قصرا من شبان وشابات الكورد فكل من يلقي السلاح منهم ويلتزم بيته، سيكون هناك آلية سنعلن عنها قريبا لتسوية وضعه وانخراطه في المجتمع من جديد ليبنيه مع باقي إخوانه، ولا مشكلة لدينا مع أهلنا الكورد، حيث أنهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري الذي نفخر به ونحافظ على تنوعه ونريد أن نزيده ثراء وغناء".
ولفت عضو إدارة العمليات العسكرية، إلى أن "مشكلتنا مع حزب العمال الكوردستاني نراه الوجه الكوردي لحزب البعث العربي الاشتراكي، وأنه أحد أدوات النظام في قمع السوريين خاصة أهلنا الكورد، كما أنه ارتكب بحقهم العديد من الانتهاكات، لعل أبرزها خطف المراهقين والقصر وتجنيدهم عسكريا ليمارسوا القتل ضد السوريين".
وجدد البابا التأكيد على أنه "نسيطر على حلب بنسبة 100٪"، مشيرا إلى أن "المظلة الجامعة للعملية العسكرية (ردع العدوان)، هي إدارة العمليات العسكرية -القيادة العامة وعمودها الفقري هي فصائل غرفة عمليات الفتح المبين"، لافتا إلى أن "أي فصيل أو مجموعة عسكرية يريد الانخراط في هذه المعركة نحن لا نمنعه ولكن نلزمه بمدونة قواعد السلوك الخاصة بإدارة العمليات العسكرية، القيادة العامة، وهي مدونة قواعد سلوك تعتمد قيم الإسلام وقيم المنظومة الدولية التي تحافظ على حقوق المواطنين، وتدعم حالة الأمان وحالة الكرامة عند الناس، فكل فصيل وكل مجموعة سيندرج تحت إدارة العمليات العسكرية سيكون ملتزما بهذه المدونة لقواعد السلوك".
وبين، أنه "نحاول تتبع جميع الأخطاء وتتبع جميع الانتهاكات إن وجدت ونعالجها بالقانون وبقوة رادعة وزاجرة تمنع انتشارها وتمنع تحولها لسلوك عام، السلوك العام الذي هو سلوك الرحمة وسلوك التسامح هو سلوك حفظ كرامة الناس وحفظ حقوقهم"، مؤكدا أنه "في حال حصلت أخطاء وإن حصلت تجاوزات فهذا بسبب الأعداد الكبيرة جدا من المقاتلين وضعف التواصل، بسبب موضوع شبكات الاتصال والإنترنت، ونعمل عليها لتعود قوية كما كانت ونعمل على حل الإشكالات أولا بأول".
ولفت إلى أن "هناك حالة من الترقب والحذر عند الأهالي وهو أمر يؤخذ بعين الاعتبار بسبب الدعايات المشوشة لحزب العمال الكوردستاني"، مبينا أن "المعارك والاشتباكات توقفت وانخفضت وتيرتها بشكل كبير، وهناك عملية تفاوضية تتم الآن، ستقضي بخروج مسلحي حزب العمل الكوردستاني وبقاء أهلنا الكورد".
البابا أردف، أن "كل من لم يتورط بجرائم قتل أو تغييب قصري أو خطف أو هتك أعراض أو عليه حقوق من المقاتلين الذين كانوا محزنين من الكوردستاني، خاصة من تم تجنيدهم إجباريا واختار أن يلقي السلاح وأن يبقى في مناطقه، فهو آمن في بيته وسيتم تسوية وضعه بآلية قانونية أمنية، سيتم الآن الإعلان عنها قريبا بعد أن يتم إنهاء عملية إعداده".
وأستدرك، أن "التباين والاختلاف الأساسي بيننا وبين (قسد) اختيار (قسد) التي عمودها الفقري حزب العمال الكوردستاني الانخراط إلى جانب النظام السوري في عمليات القتل للمدنيين هذا أولا، وثانيا الخطاب غير الوطني الموجود عند حزب العمال الكوردستاني، والذي يقضي حقيقة بإثارة قضايا خلافية مع سوريا في جوارها الإقليمي وأيضا ضمن النسيج السوري الواحد بسبب الدعوات الانفصالية التي ينادي بها حزب العمال الكوردستاني".
أما "القضية الثالثة، موضوع الانتهاكات التي مارسها حزب العمال الكوردستاني على أهلنا الكورد باسم القضية الكوردية وهناك أيضا بعض الأمور الإجرائية التي يتم ترتيبها وممكن الإعلان عنها قريبا في حال تمام الاتفاق، نحن لا نريد سفك الدم ولا نريد الدمار، بالعكس نريد أن تتم الأمور بسلاسة ونريد أن تتم الأمور على خير دون معارك عسكرية ودون دماء ودون دمار، لأن أي قطرة دم سورية ستراق من أي طرف كان، فهي خسارة لنا وخصم من رصيدنا الاستراتيجي، وأي حجر يتم تدميره من أرض سوريا هو خسارة لنا لا نريده"، كما أكد البابا.
وتابع، أن "نتحرك أساسا من قيمنا الإسلامية، فالإسلام يلزمنا إلزاما دينيا بموضوع حماية الناس سواء كانوا كوردا أو مسيحيين، سواء كانوا يهود من أي قومية ومن أي طائفة، الإسلام ألزمنا إلزاما بحمايتهم وتأمينهم في دينهم وأعراضهم وأموالهم ودمائهم، وهذا العامل الأول الذي يحركنا، والعامل الثاني نحن ملتزمون من الناحية الثورية ومن الناحية الوطنية بحفظ جميع مكونات الشعب السوري على اختلاف أعراقه وعلى اختلاف دياناته وعلى اختلاف انتماءاته".
وكذلك، أنه من "الناحية الثالثة، وهي الناحية السياسية فنحن لا نملك مشاكل سياسية مثلا مع شخص بسبب دينه أو شخص مثلا بسبب قوميته أو بسبب طائفته، أو كذا نحن مشكلتنا السياسية هي مع النظام السوري المتمثل برأس النظام بشار الأسد وأركانه، خاصة القيادات الأمنية والعسكرية بسبب الجرائم والانتهاكات التي مارسوها ضد جميع السوريين".
وأكد، أنه "لا توجد فيديوهات لقطع الرؤوس ونحن لسنا دواعش ولا نعتمد موضوع يعني التمثيل بالجثث، أو القتل لمجرد القتل لشهوة القتل، وكذلك حتى موضوع القيام بانتهاكات مثلا ضد أناس أو ضد أسرى، وثانيا موضوع النساء الكورديات، فنحن نرفض الإساءة لأي امرأة كانت، لكن أكثر من يسيء للنساء الكورديات هو حزب العمال الكوردستاني الذي أخرج المرأة من مجتمعها ومن وظيفتها وجعلها تحمل السلاح وجعلها تقحم نفسها في معارك وتقحم نفسها في مهالك".
ولفت عضو إدارة العمليات العسكرية، أنه "في حال صحت أي فيديوهات فهو أكيد خطأ، ونحن نعترف ونقر فيه ونلتزم بمعالجته ونلتزم بإعادة الحقوق إلى أهلها، ولكن بشرط أن يكون توضيح المعلومة وعرضها على الإعلام بشكل مهني وبشكل موضوعي ومحايد"، مبينا أنه "لا ندعي أننا ملائكة لكن ندعي بأننا ملزمون دينيا وملزمون ثوريا ووطنيا وملزمون أخلاقيا وسياسيا بتأمين أهلنا الكرد والإحسان إلى الأسرة".
وبين، أن "حالة الإعلام غير المنضبطة أو الإعلام المتفلتة، هي حالة موجودة ونحاول معالجتها بشكل تدريجي وهناك دائما خطوات نحققها إلى الأمام، لكن إلى الآن لابد أن يكون هناك بعض الأخطاء وبعض التقصير بسبب ساحة العمليات العسكرية الكبيرة، وبسبب الضعف اللوجستي وبسبب انخراط عدد كبير من المقاتلين جزءا منهم قد لا يكون هو أساسا من ضمن فصائل الفتح المبين".
وشدد على أن "تصنيف الإرهاب هو تصنيف لا يقوم على أي أساس قانوني أو أي أسس سياسية أو أي أسس منطقية واضحة، هو تصنيف يخضع لمزاج القوى الدولية المسيطرة والمتحكمة فأميركا نفسها التي تصنف بعض الفصائل السورية الوطنية على أنها إرهابية، تقوم هي بدعم فصائل تصنفها أيضا إرهاب مثل حزب العمال الكوردستاني، وتصنفها دول حليفة للولايات المتحدة الأميركية بأنها فصائل إرهابية".
ويرى، أن "العامل الذي يلعب الدور في التصنيف سواء كان إرهابي أو غير إرهابي، والتعامل معه إن كان مصنف أو عدم التعامل معه إن لم يكن مصنف، هو عامل المصلحة وليس عامل القيم الأخلاقية والقيم السياسية، من ناحية ثانية نحن لدينا تصنيف وهو التصنيف الوطني، فالفصيل الوطني الذي يكون فصيلا أخلاقيا والذي يحرر أرض سوريا ويواجه النظام وينضبط بأخلاق المجتمع السوري ويحسن لأبناء المجتمع السوري دون تمييز هو بنظرنا فصيل وطني، وبنظرنا أنه فصيل وطني، وموضوع تصنيفه من جهات خارجية على أنه فصيل إرهابي نحن نرى هو سوء تفاهم يحتاج إلى توضيح ويحتاج إلى التواصل ويحتاج إلى فتح قنوات ومبادرات للثقة، ونحن لسنا منغلقين عن أي جهة كانت بالعكس نحن جاهزون نوضح وجهة نظرنا ونوضح ما لدينا ونتواصل مع الجميع في ذلك".
ونوه، إلى أن "اللغة الكوردية هي إحدى اللغات المحلية في سوريا والتي يتحدث بها هم قسم كبير من الشعب السوري، عملت الحكومات القومية العنصرية التي حكمت سوريا على رأسها حكومة حزب البعث العربي الاشتراكي، على قمع الأقليات القومية في سوريا والأقليات الدينية ومحاربتهم، حتى في موضوع لغتهم وحتى في موضوع أسمائهم، إذ كان النظام البعث يفرض على أهلنا الكورد أو غيرهم من أهلنا التركمان أو غيرهم مثلا تغيير أسماء القرى التركمانية أو الكوردية ومنع التسمية بأسماء كوردية، ومنع التحدث باللغة الكوردية وهي كلها ممارسات عنصرية لا وطنية تهدف إلى تمزيق المجتمع الواحد، وهذا من ناحية اللغة".
أما من ناحية الإدارة "فنحن نريد من كل منطقة أن يديرها أبناؤها ونحن نمارس ذلك واقعا وأكبر دليل وجودي أنا أبن مدينة حلب، وأهلي معروفين في مدينة حلب، وأنا اليوم أخذ حقي في موضوع إدارة مدينتي ومساعدة أبناء مدينتي، بالتالي إن إدارة العمليات العسكرية والقيادة العامة تدعمني دعما شاملا وتاما في ذلك، كما هناك المئات من أبناء مدينة حلب الذين يجري تفعيلهم في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والمدنية والخدمية، لإدارة مدينتهم وتقديم الأفضل لهم، نحن نريد من كل منطقة أن تدير نفسها ومن كل أبناء منطقة أن يقدموا الأفضل لأهلهم".
وأشار، إلى أن "منطقة الشهباء أظن هي ضمن مناطق منبج ولا يسيطر عليها حزب العمال الكوردستاني ولا تسيطر عليها الفصائل الثورية، بالتالي هذا ما أعرفه بسبب استمرار المعارك ونقص المعلومات لذلك لا أظن أننا وصلنا بعد إلى منطقة الشهباء، لكن بالعموم كقاعدة عامة نحن ضد تهجير أي مواطن سوري من بلدته أو من مدينته أو من حيه لأسباب عنصرية أو لأسباب دينية. نحن نرى أهلنا ونطالب من الكل أن يبقوا في ديارهم ونساعد الكل على أن يبقوا في ديارهم".
وأكد البابا، أن "نحن على طول الخط ضد عمليات الخطف والتغييب القسري، بل بالعكس هذه العمليات هي التي فجرت الثورة السورية في بداياتها، وهي التي خرجنا ضدها بسبب ممارسة النظام لها في بداية الثورة السورية، لذلك نرجو أن تكون سيطرة الوطنيين وأن تكون سيطرة الثوار الأحرار على كل مناطق سوريا وأن يعيدوا جميع المهجرين وجميع النازحين إلى أرضهم وأن تعادل لهم حقوقهم، بل حتى أن يكرموا ويقدم لهم الاعتذار المعنوي الذي يضمن كرامتهم ويشجعهم على الانخراط في عملية الإدارة والتطوير التي نرجو أن نقيمها قريبا".
وبخصوص منطقة عفرين الكوردية أيضا، لفت عضو إدارة العمليات العسكرية، إلى أنها "ليست تحت سيطرتنا العسكرية أو الأمنية أو الحكومية، لكن على افتراض أنها تحت سيطرتنا العسكرية والأمنية والحكومية وهي ليست كذلك، فلا شك بأن كل أهلنا في عفرين ستعاد لهم حقوقهم كاملة بل لعلنا نحاكم من ارتكب التجاوزات والانتهاكات ضدهم ونعيد لهم التقدير الرمزي والمكانة الرمزية التي يستحقونها".
وشدد، على أن "نحن لا نستر الأخطاء ولا نجمل القبائح، بل نقول نعم بأن بعض المحسوبين علينا وهم ليسوا مننا لكن بعض المحسوبين علينا لديه أخطاء كبيرة، ونحن معنيون من ناحية قيمية وأخلاقية ووطنية بمعالجة هذه الأخطاء، كذلك معنيون بتحمل المسؤولية كاملة لأن الشعب السوري عانى كثيرا تحت سلطة النظام المجرم، وعانى كثيرا من تنظيمات إرهابية مثل داعش ومثل (PKK) ولا بد لأبناء الشعب من الذين حملوا السلاح دفاعا عنه أن يعيدوا له تقديره ويعيدوا له احترامه ويعيدوا له حقوقه".
وعبر البابا عن أسفه بالقول، إن "حالة المعارضة السورية هي حالة تعاني من الشرذمة السياسية والحوكمية وهو أمر غير صحي وغير سليم بغض النظر من الأفضل، ومن الأسوأ، بالتالي نحن نرى أن الكل يحاول أن يقدم جهده والكل يحاول أن يقدم الأفضل، ولا شك بأنه إن كان هناك جهة سياسية واحدة وجهة حوكمية واحدة فهو الأفضل، لكن بداء على المعطيات العسكرية والميدانية التي حصلت فستكون إدارة حلب تحت إدارة حكومة الإنقاذ التي نرجو أنها لن تدخر وسعا وجهدا في تقديم الأفضل لكل أهلنا في مدينة حلب ومحافظة حلب".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً