رووداو ديجيتال
أكد أحمد الدالاتي، نائب قائد حركة أحرار الشام، المسؤول في غرفة "إدارة العمليات العسكرية" التي تدير المعارك ضد الجيش السوري في حلب وإدلب وريف حماة، أن عمليات فصائل المعارضة السورية العسكرية مستمرة طالما كان الواقع الميداني يسمح بالتمدد أكثر، مشيراً إلى أن الفصائل لا تحمل نوايا سيئة تجاه العراق.
وقال دالاتي، لشبكة رووداو الإعلامية، إن "عمليتنا العسكرية مستمرة طالما الواقع الميداني يسمح بالتقدم أكثر، في حين أن أعمالنا في حلب وريفها وإدلب وريفها، والآن نركز في ريفي حماة الشرقي والشمالي"، مشيراً إلى أن "فصائل المعارضة لم تصل بعد مركز مدينة حماة، غير أن قوات النظام متخوفة بشكل كبير، بالتالي نحاول نحن استثمار هذا الوضع".
وأضاف أنه "الآن سيطرنا على بعض قرى ريف حماة الشرقي، فيما يجري العمل على باقي القرى وصولاً إلى مدينة حماة المركز".
ولفت دالاتي إلى أن "النظام السوري وحلفاءه من الميليشيات الإيرانية المحتلة لسوريا طالما كانوا يحاولون الترويج لصيغة من الطرح تتهم فيها الثورة السورية وأبناء الثورة بالتشدد والإرهاب، بيد أنه في المرحلة الأولى كانت بالفعل هذه الصفة موجودة وذلك بسبب الخلط في بداية الثورة، الذي صدرته لنا عناصر كانت موجودة في التجربة العراقية".
وأضاف: "لكننا تمكنا من تجاوز تلك الحالة، وتصدينا لتلك العناصر، والواقع الحالي خير دليل على ذلك، كما أن موقفنا في الأساس من داعش واضح، وواجهناهم بقوة وحددنا من وجودهم وانتشارهم في مناطقنا، وهم خطر علينا وعلى كل دول الجوار"، لافتاً إلى أن "داعش أصلاً متواجد وينشط في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، ويعملون بدعم وتمويل من الاستخبارات السورية".
"فصائل المعارضة ستقضي على ظاهرة داعش"
وأكد أن "فصائل المعارضة الحالية ستقضي على ظاهرة داعش بالمناطق التي ستسيطر عليها، وهو ما يفسر عدم وجود نوايا سيئة تجاه العراق"، وفق دالاتي.
وطالب المسؤول في غرفة "إدارة العمليات العسكرية" العراق بـ "تقديم الدعم والمساندة للتخلص من النظام المجرم الاستبدادي، الذي هجر 12 مليون سوري، ورفض الخيارات السياسية التي قدمت برعاية خليجية وتركية ليبقى متعنتاً ومستمراً في جرائمه حتى بعد 13 عاماً، ليستمر بتصدير المشكلات الأمنية لكل دول الجوار على مستوى تصدير المخدرات وتهجير الناس وصناعة الإرهاب، لذلك لا توجد دولة صديقة له، بالتالي من المفترض على الجميع أن يدعمونا ويساندونا لإسقاط هذا النظام مقابل إقامة نظام سوري محلي ووطني يراعي مصالح الجوار".
"طرح قسد انفصالي"
وحول الموقف من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، لفت دالاتي إلى أن "طرحهم السياسي انفصالي، وهي امتداد لميليشيات تدعو إلى إنشاء دولة كوردية مستقلة على الحدود العراقية والتركية، وهذا الطرح السياسي مرفوض رغم أنه ليس لدينا مشكلة مع الكورد ضمن الحدود الجغرافية لسوريا المستقلة، لكن لدينا مشكلة مع الـ(PKK) لتبنيهم هذا الطرح وبسبب سلوكهم السياسي والعمليات الإرهابية التي يقومون بها في المنطقة".
وأردف أن "المعركة جاءت في سياق الرد على الاعتداءات التي ينفذها النظام السوري بشكل متكرر، خصوصاً على المناطق المتاخمة للجبهات من خلال تدريب فرق على سلاح الـ(SPG) واستهداف المدنيين، مما أدى لنزوح 150 ألف مدني، ثم تلا ذلك بعد تداعيات الحرب في جنوب لبنان استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مناطق الجبهات بدل دفع تلك القوات إلى جنوب سوريا والدفاع عن الأرض التي انتهكها واستباحها الكيان الصهيوني، في حين عمل بشار الأسد نفسه على عدم رؤية ما يحدث، وكل مرة يظهر وزير خارجيته ليقول: 'نحن نحتفظ بحق الرد'، مدعياً بذلك أننا أجندات صهيونية".
واستدرك أن "هدف معركة رد العدوان كان واضحاً، بينما كان لدى النظام هدف ثانٍ وهو الهروب من مواجهة الكيان الصهيوني والوقوف مع إيران والمحور، على الرغم من أن الاستهدافات التي تحدث ضد الإيرانيين وقيادات حزب الله في الأراضي السورية تكون عبر تسريب معلومات تواجدهم من خلال الاستخبارات السورية، بالتالي هذا النظام كان يحاول تصدير أزمته من خلال عمل عسكري بحجة أننا أجندة صهيونية".
وأكد أن "قرار عمليتنا كان ذاتياً، وإنجازنا الذي حققناه على الأرض هو الذي جعل من القضية تحت هذا العنوان الكبير والواسع" (أي أن العملية مدفوعة صهيونياً وتركياً)، "ولا شك أن العملية متقاطعة مع مصالح الأتراك وغيرهم من الفاعلين الدوليين والإقليميين، وهذا الأمر طبيعي في عالم الصراع والسياسة، لكنه لا يعني أجندة تركية أو صهيونية أو غيرها".
وختم دالاتي، القيادي في غرفة "إدارة العمليات العسكرية"، بالقول إن "الهدف الرئيسي لنا هو إسقاط النظام وإنشاء سوريا حرة مستقلة لها نظام سياسي يشارك فيه أهلها بكل طوائفهم وأثنياتهم ومذاهبهم".
وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت، الأربعاء الماضي، بدء ما سمّتها "معركة ردع العدوان"، بهدف توجيه "ضربة استباقية" لقوات الجيش السوري التي تهدد المواقع التي تسيطر عليها المعارضة، حسب تأكيدات المعارضة.
وتمكنت فصائل المعارضة، التي تشترك معها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي ومطارَيْ كويرس ومنغ العسكريين ومواقع عسكرية أخرى وطرق رئيسية، كما سيطرت بشكل كامل على محافظة إدلب، فيما أكدت اليوم الأحد أنها أحرزت تقدماً في محافظة حماة.
في المقابل، كثفت قوات الجيش السوري الجوية، بالتعاون مع قوات روسية، غاراتها على مواقع الفصائل المعارضة وخطوط إمدادهم، وقال التلفزيون السوري اليوم الأحد إن الجيش استعاد السيطرة على بلدة السمان و7 قرى في ريف حماة.
في غضون ذلك، يخشى العراق عودة سيناريو أواسط العام 2014، عندما تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مناطق تُقدّر بثلث البلاد، على خلفية امتداد الصراع في سوريا بين قوات الحكومة السورية والفصائل المعارضة.
على خلفية عودة المعارك في سوريا وتمدد سيطرة فصائل المعارضة، عبّرت بغداد في أكثر من موقف رسمي عن أنها ستقف إلى جانب سوريا أمام ما وصفته بـ"الإرهاب"، فيما أكدت القيادات العسكرية والأمنية اتخاذ التدابير الأمنية على الحدود مع سوريا، وقدرة العراق على التصدي لأي تداعيات محتملة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً